العناوين الرئيسيةحرف و لون

حبٌّ كثير … مي عطاف

لوحة الفنان: ياسر ديراني

حبٌّ كثير … مي عطاف

هذا الصباح كان لدي حبّ كثير إليه
لكني وجدت دملاً فوق قلبه
وآخر عالق بين شفتيه..
خفتُ عليه ،
ثم ارتعبت منه
عيون محمرة بأنياب مخفية
تتماهى بين رموش
حلمتُ أن أقبلها
*هو ومفتحهن عينيه *
فخطوت للوراء خطوتين
وضممت قلبي الذي ارتجُ فيه نبضه
وتكور يحنّ بعضه على بعضه.
ما أفعل بهذا الحب كله الآن ؟
سألني كطفل خذلته بالفطام أمه..
في البيت وضعت ابنتي في حضني
حرثت تربة شعرها وأقمت لها جديلة
وغرست بها فلات حب
فرقصت..
في الشارع حملت فوق حملي ، أكياساً بيضاء
لرجل عجوز سرت بقربه أسنده
قال”: يُحضِر مؤنة الاسبوع لأحفاده اليتامى.
وحين وصلت بيته عدت خاوية اليدين..
على الرصيف امرأة تحاذي عمري،
تقول : ضاع عمري هدرا كشال في مهب الريح .
حملت شريط عمري ..قصصت مشاهده الأجمل ،
أعدتُ خياطته وقلت : هو لك ارتديه..
عند مدخل بناية طفل يبكي ،
صعدتْ أمه قبله بنفَسٍ مثقل بالأهات
صرت له أماً … سلمته يداي وصدري
شرب من حليب قلبي ، وغفى
أوصلته عتبة البيت ،
ابتسمتْ لي : ممنونة..
عند الغروب تتمسك الشمس بتلابيب قمصاننا
تخاف السفر فلا تمضي إلا ومعها حقائب أرواحنا
أودعتها منديلا من روائح الغياب
لهم أُنسة في رحلة المساء ، ريثما
تشطف السماء عتمتها بزرقة الماء.
عدت للبيت أمسك بقلبي
بعد أن أجدتُ بقسمة عادلة
سكبَ حبه الكثير في قدور متلهفة حزينة.
لكنه نظر إلي وفي عينيه حيرة باسقة ،
وسؤال : ماذا أفعل بكل هذا الحنين إليه الآن ؟
.

*شاعرة وكاتبة – سوريا

 

.
لمتابعتنا عل فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews/
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى