العناوين الرئيسيةدولي

تحديات تؤشر إلى استمرار الانقسام في جلسة استماع اقتحام الكونجرس..

 

انطلقت جلسة استماع اللجنة المخولة بالتحقيق في اقتحام الكونجرس /مبنى الكابيتول/ في 6 يناير 2021 في مشاهد طبعت التاريخ، في محاولة للرد على سؤال مهم بقي بدون إجابة: ما كان تحديداً دور الرئيس الأميركي السابق؟.

ونشرت اللجنة صوراً ومقاطع فيديو لم تنشر سابقاً، تُظهر حشوداً تهاجم مقرّ الكونجرس الأميركي وتدعو إلى “شنق” نائب الرئيس السابق مايك بنس، ومتظاهراً يقرأ تغريدات لترمب عبر مكبّر صوت، في حين سلطت الضوء على التصريحات التي كان أبرزها تصريح إيفانكا ترمب.

 

إيفانكا ترمب تعترف ..

من جهتها، قالت إيفانكا ترمب ابنة الرئيس السابق، والمستشارة السابقة في البيت الأبيض، إنها قبلت بعدم وجود أي دليل على التزوير، وأن والدها خسر انتخابات 2020.

وأضافت في فيديو لشهادتها عرضته اللجنة وسئلت فيه عن شعورها بعدما أبلغ المدعي العام السابق ويليام بار، ترمب ومستشاريه بعدم وجود أي تزوير في الانتخابات، أن تصريحات بار “غيرت بعض المفاهيم لدي، أثق بالمدعي العام، ولذلك تقبلت ما كان يقوله”.

 

“الديمقراطية بخطر” ..

أما رئيس لجنة التحقيق في مجلس النوّاب الأميركي بيني تومسون، فقال خلال تقديمه أولى الخلاصات التي توصّل إليها بشأن دور الرئيس السابق دونالد ترمب في هجوم 6 يناير 2021، إنه “لا يمكن طمس ما حدث في ذلك اليوم، الشعب الأميركي يستحق الحصول على أجوبة، لذا جئت أمامكم اليوم ليس بصفتي ديمقراطياً، بل بصفتي أميركياً أقسم يميناً للدفاع عن الدستور الذي يحمينا كلنا”.

وأضاف أن “الليلة، وخلال الأسابيع المقبلة، سنذكركم بحقيقة ما حدث ذلك اليوم، ولكن يجب علينا القيام بأكثر من النظر إلى الوراء، لأن ديمقراطيتنا في خطر، المؤامرة لإحباط إرادة الشعب لم تنته بعد، هناك متعطّشون للسلطة في هذا البلد يفتقرون إلى الحبّ والاحترام لِما يجعل من أميركا عظيمة”.

وأعلن تومسون أنّ اقتحام مبنى الكابيتول شكّل “ذروة محاولة انقلابيّة”، لافتاً إلى إنّ متظاهرين اقتحموا في ذلك اليوم مقرّ الكونجرس الأميركي بـ”تشجيع” من ترمب.

 

“ترمب أشعل شعلة الهجوم” ..

من جهتها، قالت عضو مجلس النواب ليز تشيني إن الرئيس السابق ترمب “اعتقد أن مناصريه في مبنى الكابيتول، وأقتبس: (كانوا يفعلون الشيء الصحيح). هذا ما قاله لفريق عمله، بعدما طلبوا منه وقفهم”.

وأضافت أنه “لا مجال للنقاش في هذه النقطة، هؤلاء الذين اجتاحوا عاصمتنا وتعاركوا مع عناصر إنفاذ القانون لساعات، كانوا مقتنعين بما قاله ترمب لهم: تمت سرقة الرئاسة، وأنه الرئيس الشرعي”.

وتابعت: “الرئيس ترمب استدعى المناصرين وجمعهم وأشعل شعلة هذا الهجوم، يجب على كل الأميركيين تذكر أن نية الرئيس ترمب كانت البقاء رئيساً للولايات المتحدة الأميركية”.

وقالت: “كان موظفو البيت الأبيض يعلمون أن الرئيس مستعد لاستخدام نظريات المؤامرة لتحقيق غاياته، وكانوا يعلمون أن ترمب بحاجة إلى الابتعاد عن كل من شجعه، كانوا يعلمون أنه من الخطر الشديد ترك ترمب وحده، على الأقل حتى مغادرة البيت الأبيض في 20 يناير”.

واقتبست تشيني عن جريج يعقوب مستشار سابق لنائب الرئيس السابق مايك بينس، قوله لمحامي ترمب جون إيستمان: “شكراً لهرائك. نحن تحت الحصار”.

 

“هراء”

أما المدعي العام السابق ويليام بار فقال في إفادة بالفيديو، إنه شدد على أنه “عارض فكرة أن الانتخابات سرقت، والترويج لهذه الأفكار التي أعتبرها هراءً، ولم أرغب في أن أكون جزءاً من هذا الأمر”.

وأضاف: “لا يمكننا أن نعيش في عالم تبقى فيه الإدارة الحالية في السلطة بناءً على وجهة نظرها، من دون أن تكون مدعومة بأي أدلة تشير إلى وجود تزوير في الانتخابات”.

 

“السير نحو الكابيتول” ..

ومع رسائل نصّية قصيرة ووثائق رسميّة وفيديوهات، ستُقَدّم سلسلة محامين وشهود أساسيين مختلف السيناريوهات التي فكر فيها ترمب وأوساطه، لعكس مسار الانتخابات الرئاسية في 2020 وصولاً إلى الهجوم على الكابيتول في 6 يناير 2021.

في هذا اليوم الشتوي البارد وتحت سماء ملبّدة بالغيوم الكثيفة، تجمّع آلاف من أنصار ترمب في واشنطن للتنديد بنتيجة الانتخابات التي خسرها الملياردير الجمهوري.

وبعد استماعهم إلى الرئيس يدعوهم إلى “السير نحو الكابيتول”، اقتحم مَدّ بشري مقرّ الكونغرس، متسبّباً بصدمة في أنحاء العالم.

أوّل شاهدين في جلسة الاستماع هذه سيكونان عنصر شرطة الكابيتول كارولين إدواردز التي كانت “أوّل عنصر من قوّات الأمن تُصاب في أعمال الشغب”، وكذلك معدّ وثائقي هو نيك كويستيد الذي قام فريقه بتوثيق الهجوم.

في مؤشّر إلى الأهمّية التي تريد اللجنة إضفاءها على تحقيقها، عُقِدت أوّل جلسة استماع في وقت الذروة: الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (00:00 بتوقيت جرينيتش الجمعة) وبثّتها قنوات إخباريّة عدّة في مختلف أنحاء البلاد، لكن قاطعتها شبكة “فوكس نيوز”، القناة المفضلة للمحافظين، ما يدل على الانقسام السياسي العميق الذي لا يزال سائداً في الولايات المتحدة منذ 6 يناير.

 

ترمب: الاقتحام أعظم التحركات ..

فيما قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الخميس، إن اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، الذي أدّى إلى تحقيق برلماني كان “أحد أعظم التحركات في التاريخ لإعادة عظمة أميركا”.

وأضاف: “السادس من يناير لم يكن مجرد تظاهرة، بل أحد أعظم التحركات في تاريخ بلادنا لإعادة العظمة إلى أميركا، الأمر يتعلق بانتخابات مزورة ومسروقة”، مكرراً تلك المزاعم دون تقديم أي دليل، رغم دحضها مراراً من قبل السلطات.

ويرى ترمب الذي نشر تصريحاته عبر شبكته للتواصل الاجتماعي “تروثسوشال”، أن هذه اللجنة “لم تفكر لدقيقة واحدة في سبب وصول الحشود إلى واشنطن بأعداد كبيرة في 6 يناير 2021”.

 

“مهمة صعبة” ..

تواجه لجنة التحقيق “مهمة صعبة” تتمثل في تشكيل رواية قادرة على جذب انتباه الجمهور، مع تسريب العديد من الأدلة خلال الأشهر الماضية، وانشغال الأسر الأميركية بالتضخم وأسعار الوقود، وذلك مع بدء عرض النتائج الأولية.

ومن بين الأسئلة المنتظر الإجابة عنها بعد عام على بدء التحقيقات “مسؤولية دونالد ترمب في الهجوم على مقر الكونجرس الأميركي في 6 يناير 2021″، و”هل شكلت مناوراته بعد انتخابات 2020 محاولة انقلاب؟”.

ووعدت مجموعة النواب ذات الغالبية الديمقراطية بأن تقدم للشعب الأميركي خلال جلسات الاستماع “ملخصاً عن نتائجها حول الحملة المنسقة التي كان هدفها نسف نتائج الانتخابات الرئاسية في 2020 ومنع نقل السلطة”.

واستمعت اللجنة المعروفة باسم “6 يناير” على مدى حوالى سنة إلى نحو ألف شاهد، بينهم اثنان من أبناء الرئيس السابق لإلقاء الضوء على الوقائع وتحركات ترمب وأوساطه.

وتؤكد اللجنة أنها اطلعت على أكثر من مئة ألف وثيقة، وأرسلت حوالى مئة أمر استدعاء للإدلاء بشهادات.

وبالإضافة إلى جلسة الخميس، سيتم تنظيم خمس جلسات استماع أخرى طوال شهر يونيو، لاستكمال هذا العرض الأولي.

 

“تهديدات” للديمقراطية ..

وبعد أكثر من سنة ونصف السنة على الانتخابات الرئاسية عام 2020، لا يزال أكثر من نصف الناخبين الجمهوريين يعتقدون أن الانتخابات الرئاسية قد سرقت من دونالد ترمب، وذلك رغم الأدلة التي لا تحصى التي تثبت العكس.

بالتالي وعدت “لجنة 6 يناير” بعرض “التهديدات المحدقة بالديمقراطية الأميركية” قبل أشهر من تنظيم الانتخابات التشريعية في منتصف الولاية الرئاسية في نوفمبر.

وأكد مصدر برلماني أن الهدف هو “إثبات أن هناك توجهاً بدأ قبل الانتخابات وصولاً إلى 6 يناير” 2021 وهو “مستمر حتى هذا اليوم”.

يعتبر أنصار هذه اللجنة أن عملها أساسي، كي لا يتكرر أبداً أحد الفصول الأكثر خطورة في التاريخ الأميركي.

لكن غالبية الجمهوريين ينتقدون أعمال مجموعة النواب هذه، فيما يندد الرئيس السابق دونالد ترمب بـ”حملة مطاردة” ضده.

ووعد الحزب الجمهوري الذي لا يزال ترمب يحظى بنفوذ واسع فيه، بإنهاء أعمال اللجنة في حال سيطر على مجلس النواب خلال انتخابات منتصف الولاية.

بالتالي يواجه التحقيق البرلماني تحدياً كبيراً يقضي بعرض رواية قادرة على جذب انتباه الجمهور وإقناعه.

وكالات

 

صفحتنا على فيس بوك

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى