إعلام - نيوميديا

جريدة “ماريان” الفرنسية: هروب الأسرى الفلسطينيين إذلال وكارثة كبيرة بالنسبة لدولة تفتخر بكونها في طليعة المتخصصين بالأمن!

|| Midline-news || – الوسط …

 

علّقت جريدة “ماريان” الفرنسية على الحدث الأبرز الأسبوع الماضي، والذي تسبب في اهتزاز صورة إسرائيل، حيث تبرز صورة فوهة نفق بالقرب من أسوار سجن جلبوع ذي الحراسة المشددة في شمال إسرائيل، والذي هرب منه ستة أسرى فلسطينيين، ما أثار فرحةً في الجانب الفلسطيني وشعورًا عميقًا بالإذلال لدى الجانب الإسرائيلي بسبب كل الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها إدارة السجن، وهذه القضية تُنذر بانفجار أعمال عنف جديدة بين الطرفين.

لقد بدأت القصة قبل عدة أيام عندما أعاد ستة سجناء إلى الأذهان أحداث فيلم “الهروب العظيم”، ومن بين الهاربين خمسة أعضاء في حركة الجهاد الإسلامي المتطرفة. بينما السادس “زكريا الزبيدي”، يعدّ رمزًا للانتفاضة الثانية التي أشعلت النيران في الفترة من عام 2000 إلى عام 2005. وكان ثلاثة منهم يقضون عقوبة السجن مدى الحياة ، وجميعهم من مدينة جنين في شمال الضفة الغربية، بؤرة التوتر مع الجنود الإسرائيليين.

ومنذ هذا الهروب الماهر، ظل الجيش والشرطة وجهاز الأمن الداخلي للإحتلال الإسرائيلي في حالة تأهب ونفذوا عملية مطاردة شاملة، وجرى نشر تعزيزات كبيرة في الضفة الغربية ومحيط قطاع غزة على طول الحدود مع الأردن، بينما تضاعفت مظاهرات الفرح من قِبل الفلسطينيين، والتي تحولت في بعض الأحيان إلى مواجهات مع جيش  الإحتلال ، وشهدت سجون أخرى عدة حركات تمرد، حيث يتم احتجاز 4500 فلسطيني “لأسباب أمنية”.

وبعد القبض على أربعة من الأسرى الستة، هددت حركتا الجهاد الإسلامي وحماس بالتحرك إذا تعرض السجناء لأي أذى جسدي، لذا يأخذ مسئولو الجيش هذا السيناريو على محمل الجد، حيث يخشون التعرض لعملية انتقامية في صورة إطلاق صواريخ من غزة على الأراضي الإسرائيلية، ومحاولات هجمات ضد جنود ومستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية أو على الأراضي الإسرائيلية، وباختصار، كل مقومات التصعيد موجودة.

كما أن هناك مجهولًا آخر يتعلق بالموقف الذي سيتبناه محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، الذي يسيطر على جزء من الضفة الغربية . وبينما يؤكد دعمه للمعتقلين الفارين، يتبنى رئيس بلدية جنين، المقرب جدًّا من محمود عباس، أكرم الرجوب، موقفًا غامضًا على أقل تقدير، حيث قال: “لا أعتقد أن السلطة الفلسطينية ستقدم أي مساعدة لإسرائيل”.

من جانبها، تميل وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى سرد قائمة طويلة جدًّا من الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها إدارة السجن وتتهمها بأنها مؤسسة تقوم منذ سنوات على عدم الكفاءة والترقيات وفق المحسوبية.

فعلى سبيل المثال كانت خطة المهندس المعماري الذي صمّم السجن متاحة للجميع على موقعه على الإنترنت، وكان أحد الحراس المتمركزين في برج المراقبة الواقع فوق فتحة الخروج مباشرة من النفق نائمًا أثناء خروج السجناء، ولم يكن أحد يراقب الكاميرات التي سجلت لقطات حية لهروب النزلاء وهروبهم، كما كان نظام التشويش على الهواتف المحمولة التي يتم تهريبها إلى السجن في الجزء الخلفي من السجن، ما سمح للهاربين بالتنسيق مع المتواطئين في الخارج. ولأشهر، لم يكن لدى جهاز المخابرات في إدارة السجن أي مؤشر على خطة الهروب التي استغرقت شهورًا من العمل.

واستغرق الإنذار وقتًا طويلًا ليتم إطلاقه لدرجة أن أحد الهاربين كان قادرًا على الذهاب على مهل إلى مسجد بالقرب من السجن لغسل الملابس وتغييرها وشراء بعض المؤن من الخباز. إننا أمام كارثة كبيرة للغاية بالنسبة لدولة تفتخر بكونها في طليعة التكنولوجيا العالية المتخصصة في مجال الأمن!

تابعوا صفحتنا على الفيس بوك:https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى