توقعات صادمة للعام الجديد 2023.. الذهب بـ3000 دولار!

توقعات صادمة للعام الجديد 2023.. عشرة توقعات منها استقالة ماكرون والذهب بـ3000 دولار! أصدرها “ساكسو بنك”Saxo Bank،المتخصّص في التداول والاستثمار في الأصول المتعددة عبر الإنترنت..
ففي نهاية كل عام تنبؤات وتوقعات صادمة للسنة القادمة، بعض هذه التوقعات ينافي المنطق، لكن بعضها الآخر يتحقق أحيانا.
وتتطرق هذه التنبؤات إلى مسائل متعددة تشمل مناطق مختلفة من العالم، وفي العام الماضي توقع “ساكسو بنك” زيادة في متوسط عمر الإنسان بواقع 25 عاما في 2022 ووقوع حرب باردة.
ويقدّم هذا التقرير مقاربةً فكريةً تغطي ربما جميع المسارات المحتملة، بما فيها السيناريوهات التي يبدو حدوثها أقل احتمالاً، ولكن لا يمكن استبعادها من المشهد، كما حصل مؤخراً عندما كشفت الشركة عن قائمة توقعاتها الصائبة، والتي تضمّنت خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
ولعلّ التقرير الأخير لا يشمل توقعات ساكسو بنك الأساسية حول الأحداث المنتظرة في عام 2023، إلّا أن تحركات الأسواق الكبيرة تشي بوقوع مفاجآت صادمة. فبينما تستعدّ البنوك المركزية والحكومات للإعلان عن خسارة معركتها مع التضخّم، تواصل الأسواق مسارها كالعادة نحو تلقي المزيد من الانتكاسات في السنوات المقبلة.
يستمدّ التقرير توقعاته من أوجه التشابه بين وضع القارة الأوروبية اليوم والمشهد الذي اختبرته في بداية القرن العشرين. فعندما ألّف نورمان أنجيل كتابه بعنوان الوهم الأعظم عام 1910، أراد التأكيد على استحالة دخول أوروبا في أي نوع من الحروب الكبرى لأنها لن تقبل بخسارة عقود من الازدهار الاقتصادي والسلام والاستقرار الناتج عن النمو التجاري. ولكن، وخلال عشر سنوات، تعرضت القارة العجوز لدمار شامل بعد أن خاضت حرب استنزاف مريرة على عدة جبهات.
ومع تتالي الأحداث وصولاً إلى عام 2022، ساد الكوكب حالة من الذهول جراء الحرب الروسية الأوكرانية، وقاد هذا الصراع إلى نشوء مرحلة اقتصاد الحرب في أوروبا على نطاق لم تشهده منذ عام 1945، ولا يقتصر الأمر على القوة العسكرية غير الكافية في أوروبا الغربية، وإنما يتعلّق أيضاً بالاستفادة من النموذج الصناعي الذي ترأسه ألمانيا والذي واجه تحدياً وجودياً تمثّل بقرار أوروبا للتخلي عن الغاز والنفط الروسي ذي التكلفة المنخفضة.
ويستكشف التقرير في ثلاثة من توقعاته كيفية تفاعل أوروبا مع هذا المأزق، حيث يشير أحدها إلى قيام الاتحاد الأوروبي بتشكيل قواته المسلحة، بينما يغوص الآخر في الأزمة السياسية التي تعصف بفرنسا وتسرّع ربما من حدوث الأزمة الوجودية القادمة للاتحاد الأوروبي. ويتناول التوقع الثالث المشهد البريطاني الذي يجد نفسه فجأةً غير قادر على لعب دور فعّال بعيداً عن التحالفات العالمية، حيث يؤكّد توقّع ساكسو بنك إجراء المملكة المتحدة لاستفتاء في العام المقبل حول إلغاء الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وإذا ثبتت صحة التوقعات حول اقتصاد الحرب لعام 2023، فمن المرجّح أن يواصل قطار التضخّم مساره ليترك الكوكب أمام نتائج كارثية إن بلغت أرقامه أكثر من نصف المعدلات القصوى التي تم تسجيلها في عام 2022.
ومن التوقعات اللافتة للعام 2023، يتوقع “ساكسو بنك”:
1. ائتلاف رؤوس الأموال الكبرى يطلق مشروع مانهاتن للطاقة بقيمة تريليون دولار
لن يحتمل مالكو شركات التكنولوجيا الكبرى وغيرهم من عشاق التكنولوجيا الأثرياء في عام 2023 توقف عمليات تطوير البنى التحتية في مجال الطاقة، وبالتالي إعاقة طريقهم نحو تحقيق أحلامهم وبلوغ التحول المطلوب في القطاع. لذلك، يقررون إطلاق ائتلاف للطاقة البديلة «ثيرد ستون» في مانهاتن بهدف جمع أكثر من تريليون دولار من أجل الاستثمار في حلول الطاقة.
وبهذا يصبح المشروع أكبر خطوة في مجال البحث والتطوير منذ مشروع مانهاتن الأصلي الذي طوّر أول قنبلة ذرية. ومن المرجّح أن يركّز الصندوق، علاوةً على جهود البحث والتطوير الرامية إلى تحقيق أقصى الإمكانات الحالية والجديدة في عالم التكنولوجيا، على بلوغ مسار متكامل يبحث في آليات دمج مصادر الطاقة الجديدة مع مرافق نقل وتخزين الطاقة الضرورية لتوفير المتطلبات الأساسية، والتي تُعدّ نقطة ضعف حلول الطاقة البديلة الحالية.
2. استقالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
شهدت الانتخابات التشريعية الفرنسية في يونيو 2022 خسارة معسكر الوسط؛ حيث يضم الرئيس إيمانويل ماكرون وحلفاؤه الأغلبية المطلقة في البرلمان أمام التحالف اليساري والتجمع الوطني اليميني المتشدد بقيادة مارين لوبان، وباتت الحكومة مجبرةً على تمرير القوانين الرئيسية وميزانية عام 2023 بدون تصويت برلماني من خلال تفعيل المادة 49.3 من الدستور.
إلّا أن تجاوز المشرعين لا يمكن أن يشكّل وسيلةً مقبولةً في نظام حكم ديمقراطي، حيث يدرك ماكرون مدى صعوبة القيام بهذا الإجراء الذي من شأنه عرقلة مسيرته الإصلاحية خلال ولايته الثانية ولن يتمكّن من إقرار خطته حول قانون إصلاح أنظمة التقاعد. وسيقوده هذا الأمر إلى تقديم استقالة غير متوقعة مع بداية عام 2023 على غرار نظيره شارل ديغول الذي قام بهذه الخطوة مرتين خلال مسيرته السياسية في عامي 1946 و1969.
ويأتي تنحّي ماكرون عن منصبه ليفتح باب قصر الإليزيه على مصراعيه أمام مارين لوبان، في مشهد صادم يتجاوز في تأثيراته حدود فرنسا، باعتباره يشكّل تهديداً لمشروع الاتحاد الأوروبي وهيكليته المؤسساتية المتهالكة.
اقرأ أيضا…القضاء الفرنسي يحقق في تمويل حملات ماكرون الرئاسية
3. الذهب يبلغ 3 آلاف دولار بفشل كبح جماح التضخم
وفي العام المقبل، على خلفية الضغوط التضخمية المتزايدة والتوترات الجيوسياسية ستعود البنوك المركزية في العالم إلى سياسات أكثر تحفظا وتبدأ الاستثمار في الأصول التقليدية مثل الذهب.
وتشير التوقعات إلى أن سعر المعدن الثمين سيرتفع إلى 3000 دولار للأونصة من 1800 دولار يبلغها في الوقت الراهن، وسيحدث هذا عندما يقتنع السوق بأن الأسعار ستستمر في الارتفاع في المستقبل المنظور، بحسب ما قاله أولي هانسن رئيس استراتيجية السلع في البنك.
4. تأسيس القوى المسلحة للاتحاد الأوروبي
شهدت أوروبا هذا العام أحداثا ساخنة لم تشهدها القارة منذ العام 1945، كما شهدت الانتخابات النصفية الأمريكية لعام 2022 ازديادا ملفتا في تمثيل الحزب الجمهوري في الكونغرس، حيث أعلن رئيس الولايات المتحدة الأسبق دونالد ترامب رسميا ترشحه لخوص سباق الرئاسة نحو البيت الأبيض في عام 2024.
وتعزز هذه المؤشرات من حاجة الاتحاد الأوروبي لاتخاذ تدابير جوهرية من شأنها دعم الموقف الدفاعي للاتحاد، وضمان خروجه من الكنف الأمريكي.
5. حظر منتجات اللحوم بحلول 2030
يشير أحد التقارير إلى ضرورة تخفيض متوسط استهلاك الفرد من اللحوم سنوياً من 70 كغ إلى 24 كغ لنجاح مساعي الدول في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
يتوقع خبراء البنك أن بلدا واحدا على الأقل سيتخذ قرارا في التخلي عن اللحوم تماما. أولا بحلول العام 2025، سيتم فرض ضرائب عالية على اللحوم، وفي العام 2030 سيتم حظر إنتاجها بشكل كامل، وسيكون البديل هو اللحوم الاصطناعية النباتية وتقنيات اللحوم المزروعة في المعامل منخفضة الانبعاثات.
6. استفتاء لعودة بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي
يشهد حزب المحافظين تدهور شعبيته بسبب اعتماد رئيس وزراء الحكومة البريطانية ريشي سوناك ومستشار الخزانة جيرمي هانت سياسةً مالية صارمة أودت بالمملكة المتحدة إلى هاوية الركود الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة وزيادة نسبة العجز الناتج عن شحّ الإيرادات الضريبية.
وستقود هذه الأجواء إلى انتفاضة عامة تطالب سوناك بإجراء انتخابات مبكرة لعدم حصوله على تفويض شعبي. وتظهر وسط هذا الخراب الاقتصادي أصوات جديدة تشكّك في جدوى الخروج من الاتحاد الأوروبي، حسب استطلاعات الرأي في المملكة بما في ذلك إنجلترا وويلز.
ويستجيب سوناك أخيراً إلى المطالبات الشعبية بالدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة بعد تقديم استقالته ليفسح المجال أمام طاقم جديد في حزب المحافظين لتولي هذه التركة المتهالكة. بينما يشير زعيم حزب العمال كير ستارمر إلى الدعم الشعبي لإجراء استفتاء جديد حول اتفاقية البريكست، في خطوة تلاقي إقبالاً هائلاً من حزب الديمقراطيين الليبراليين ..
اقرأ أيضا… أولى نتائج خروج بريطانيا من البريكست.. انهيار أكبر شركة حديد في بريطانيا وتسريح آلاف العمال
7. اتساع تطبيق الضوابط على الأسعار
تعمد الحكومة في مرحلة اقتصاد الحرب إلى فرض سياساتها بشتى الوسائل طالما أنّ ضغوط الأسعار تهدد الاستقرار، إذ يعتقد صنّاع القرار أنّ ارتفاع الأسعار هو أحد علامات تدهور السوق، مما يقتضي اتخاذ المزيد من الإجراءات لمنع التضخم من زعزعة استقرار الاقتصاد والمجتمع على حدّ سواء. وتشير التوقعات في عام 2023 إلى تطبيق مزيد من الضوابط على الأسعار وحتى الأجور، وربما إنشاء مجلس وطني للأسعار والدخل في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
8. انسحاب الصين والهند و دول مجموعة “أوبك+” من صندوق النقد الدولي
وبحسب التوقعات ستقوم هذه الدول بالاتفاق على بدء التعاملات التجارية بأصول احتياطية جديدة، حيث تسعى الدول المتحالفة التي تغرّد خارج السرب الأمريكي، نتيجة استخدام الولايات المتحدة عملتها كسلاح يهدد الحكومات والدول حول العالم… إلى تجنب التعامل مع صندوق النقد الدولي أو استخدام الدولار الأمريكي في تداولاتها بهدف بناء الاتحاد الدولي للمقاصة، والتأسيس لأصل احتياطي جديد متمثل بعملة بانكور، حيث يتم استنكار ممارسات الولايات المتحدة وسيطرتها على النظام النقدي الدولي.
9. اليابان تثبت سعر عملتها مقابل الدولار الأمريكي
مع حلول عام 2023، ستقوم اليابان تثبت سعر عملتها مقابل الدولار الأمريكي عند مستوى 200 ين بهدف إعادة ترتيب نظامها المالي، حيث يتصاعد الضغط على النظام المالي الياباني وعملته مرة أخرى نتيجة أزمة السيولة العالمية، والتي أطلقت شرارتها سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتشددة والارتفاع في عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
10. حظر الملاذات الضريبية يودي بحقوق الملكية الخاصة إلى الانهيار
قدم الاتحاد الأوروبي عام 2016 قائمة سوداء للملاذات الضريبية أدرج فيها بلداناً ومناطق حكومية «غير متعاونة» حسب تعبيره، تشجع على التهرب الضريبي والتخطيط له بشدة. وجاء ذلك رداً على حادثة وثائق بنما التي كشفت من خلال ملايين الثبوتيات عن الغش الضريبي الذي تمارسه مجموعة كبيرة من الأثرياء تشمل سياسيين ونجوم الرياضة وغيرهم. ومع ازدياد الاعتماد على سياسة اقتصاد الحرب في عام 2023، تركز وكالات الأمن القومي في كل بلد أنظارها نحو الداخل لتطوير سياساتها الصناعية وحماية قطاعاتها المحلية.
كما تبحث الحكومات عن كل مصادر الإيرادات الضريبية المتاحة بهدف تمويل الإنفاق المتزايد على الدفاع والتوطين والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، حيث تجد في أموال التهرب الضريبي القابعة في الملاذات فرصةً ينبغي الاستفادة منها.
وتشير التقديرات إلى أنّ الملاذات الضريبية تكبّد الحكومات خسارة تُقدّر بين 500 و600 مليار دولار أمريكي سنوياً من عائدات ضرائب الشركات.
وبدورها، تطلق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال عام 2023 حظراً شاملاً على أهمّ الملاذات الضريبية في العالم؛ بينما تعمل الولايات المتحدة على تحويل الفائدة الخاضعة لضريبة أرباح رأس المال إلى دخل عادي.
كما يؤدي حظر الملاذات الضريبية الذي فرضه الاتحاد الأوروبي، جنباً إلى جنب مع التغيير الذي أجرته أمريكا بخصوص ضريبة الفوائد، إلى زعزعة القطاعات المبنية على الأسهم الخاصة ورأس المال المغامر وانهيار جزء كبير منها، بالإضافة إلى فقدان أسهم الكثير من الشركات الخاصة المدرجة في البورصة 50% من قيمتها السابقة.
المصدر: وكالات +مواقع إخبارية