العناوين الرئيسيةسورية

تسرب نفطي في الحسكة السورية يتسبب بنفوق أعداد كبيرة من الأسماك والمواشي

 ارتفعت نسبة الشوائب الثقيلة في بحيرة السد الجنوبي في محافظة الحسكة ما تسبب بخسائر مادية كبيرة في الثروة السمكية وتسجيل حالات نفوق في قطعان المواشي، وذلك نتيجة استمرار التسربات النفطية، وقيام المجموعات التابعة لـ “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، والتي تعمل على تشغيل “حقل تشرين”، الواقع بريف الحسكة الشرقي، من دون تطبيق إجراءات السلامة وعمليات الصيانة للحقل المذكور.

بحسب مصادر هندسية، فإن مشكلة التسربات النفطية من حقل تشرين باتجاه بحيرة السد الجنوبي، مستمرة منذ عدة سنوات، وتسبب ارتفاع نسبة الشوائب الثقيلة في مياه البحيرة في استبعادها من احتمالات البحث عن مصادر بديلة لمياه الشرب في ظل استخدام القوات التركية لورقة “محطة آبار علوك” في صراعها مع “قسد”، والسبب في ذلك إهمال الفرق الهندسية التي توظفها ما تعرف بـ “الإدارة الذاتية”، في الحقول النفطية.

وتشير المصادر خلال حديثها لـ “أثر برس” إلى أن عملية التسرب تتم من خلال توجيه “قسد” المياه الجوفية التي ترافق النفط خلال استخراجه باتجاه الأودية السيلية والأراضي الزراعية القريبة من حقل تشرين، وعادة ما تكون هذه المياه تحتوي على مواد ذات سمية عالية، تتسبب بخسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية لدرجة خروج الأرض عن الاستثمار بسبب تلوث التربة بمواد نفطية.

مصادر أهلية فضلت عدم الكشف عن هويتها خلال الحديث لـ “أثر برس”، خشية من الملاحقة الأمنية من قبل “قسد”، قالت إن الأخيرة تسببت بتسجيل عدد كبير من حالات النفوق بين قطعان المواشي في القرى المحيطة بحقل تشرين النفطي، وذلك بسبب شرب هذه القطعان لمياه ملوثة وسامة من الأودية السيلية، فيما قال عدد من صيادي الأسمال العاملين في بحيرة السد الجنوبي، إن الضفاف الشرقية، والشمالية الشرقية من البحيرة شهدت طواف أعداد كبيرة من الأسماك النافقة، إلا أن الأمر لم يصل حد الكارثة في خسائر الثروة السمكية إلى الآن.

وقالت مصادر من مديرية زراعة الحسكة لـ”أثر” إن المعلومات الواردة من المنطقة المحيطة بحقل تشرين النفطي تشير إلى خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية، لكن من الصعب الوقوف على بيانات دقيقة نتيجة كون المنطقة محتلة من قبل “قسد”، كما أن الثروة السمكية في المناطق التي تحتلها “قسد”، أساساً تتعرض للاستنزاف نتيجة لعدم تطبيق الصيادين شروط منع الصيد التي ترتبط بفترة التكاثر، ويتزامن ذلك مع غياب الرقابة نهائية نظراً لعدم قدرة دورية الحماية التي كانت تسيرها دائرة الثروة السمكية في المحافظة خلال هذه الفترة.

وتعتمد قسد على استجرار النفط من الحقول التي تحتلها في المحافظات الشرقية لتأمين مصادر التمويل الذاتي، الأمر الذي دفعها لاستنزاف الحقول مع إهمال عمليات الصيانة، وتقول مصادر صحفية مقربة مما يعرف بـ “الإدارة الذاتية” لـ”أثر، إن خروج أجزاء من حقول رميلان والسويدية عن العمل بسبب الاعتداءات التركية، سيدفع “قسد” إلى زيادة الإنتاج في بقية الحقول لتضمن استمرار تدفق كميات ثابتة من الأموال إلى خزائنها.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى