
|| Midline-news || – الوسط …
.
سمعت طفلاً يبكي. تذكرت يوسف تحسست بطني غرست أصابعي وخنقت رحمي عادة ما تصيبني آلامي الشهرية بمشاعر متناقضة تثور أفكاري،مشاعري أتألم ولا أتألم،أو أنني إعتدت الألم فصار جزءًا من جسدي..
جسدي الذي مازال يحملني ويتحملني لا أعلم كيف؟! يحاول إمتصاص مشاعر روحي المتخبطة، وتذويبها وبعثرتها في دمي ونقلها من قلبي إلى معدتي إلى كبدي حتى تبلغ عظامي وتترسب بالنخاع، فأكون جسدا يطفو ثم يغرق في قاع الكون..
كل جزء بي يحمل قصة! وما أكثر القصص الذائبة بجسدي وكم يكون رحمي ممتنا لله أنه إستطاع أن يذرف بعض دمائه لينزف قصصه الحمراء في ذات اليوم من كل شهر في كل مرة على مدار ثلاثين عاماً تنبهني دمائي بأني مازلت أرضاً غضة لم يجف طينها بعد..
في كل مرة أتذكر “يوسف” تهرب دمائي من رحمي إلى قلبي فتحن إليه نبضة بين كل ثلاث نبضات وبعد أن أغفو تذكره روحي كل ليلة في الملأ الأعلى تحت عرش الرب وتسجد لله وتذرف الدمع.. أتذكر لحظتها أن برغم كل هذا الشوق لحمله بين ذراعي لابد وألا تنجب المرأة إن لم تحب! وأنا لم يهتز قلبي بحب يجعلني أغامر وأهب جسدي لتلك التجربة!
“على المرأة ألا تنجب من رجل لا تحبه”..
لكنها اختيارات القدر، لابد أن نشاهد مصائرنا وهي تهوي من ارتفاع عالي ونحن في قمة الرضا لأن الكارما مرآة تعكس مشاعرنا الغاضبة وهي غالباً تعود إلينا ونصطدم بها من جديد لابد أن نغفر للماضي لنرزق ذرية وحبا وأمانا. تذكرت يوسف ففاض قلبي حنانا أغلقت عيني لمست جلده،تنسمت رائحة الجنة فيه لم أره أبدا في وجه طفل آخر كأن الله اصطفاه لي لأرى ملامحه بقلبي وأعلمها جيداً وأوقن أن لا شبيه له على الأرض فأبناء السماء تحتفظ بهم السماء حتى إن أنجبتهم أرحام نساء الأرض يعودون إلى السماء صغاراً. “إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون”.
.
*شاعرة وكاتبة فلسطينية- مصر
*(لوحة الفنانة التشكيلية عبير أحمد – سوريا)