اقتصادالعناوين الرئيسية

كيف يتدبر السوريون قوت يومهم مع تدهور سعر صرف الليرة ؟

إلى جانب الارتفاع غير المسبوق في أسعار السلع تشهد الأسواق السورية تخبطاً أدى إلى امتناع بعض أصحاب المحال عن بيع السلع، فيما اضطر بعضهم إلى إغلاق محالهم بشكل مؤقت بانتظار استقرار سعر صرف الليرة مجدداً والذي تخطي اليوم 9 آلاف ليرة للدولار الواحد ، فكيف ينعكس الانهيار في سعر صرف الليرة على معيشة السوريين؟.

الراتب يكفي وجبة غداء دسمة

شهدت معظم السلع الأساسية والمنتجات الغذائية خلال الأيام القليلة الماضية ارتفاعا كبيرا متأثرة بانهيار سعر صرف الليرة، فتراوح سعر كيلو لحم الغنم بين 85 و95 ألف ليرة (9 إلى 10 دولارات)، أما كيلو لحم العجل فتراوح سعره بين 75 و80 ألفا (نحو 8 دولارات).

وسجل سعر كيلو الأرز 18 ألف ليرة (دولاران)، وسعر كيلو البرغل 10 آلاف (نحو دولار واحد)، وسعر لتر الزيت النباتي 20 ألف ليرة (2.4 دولار)، وكيلو السمن النباتي 27 ألفا (3 دولارات)، ووصل سعر كيلو البن بهال إلى 100 ألف ليرة (نحو 11 دولارا).

وتضرب هذه الموجة من الغلاء الأسواق السورية، في وقت لا يتعدى فيه متوسط رواتب السوريين في القطاعين العام والخاص منذ عام 2019 حاجز 150 ألف ليرة (نحو 16 دولارا)، فيما الحد الأدنى للأجور 93 ألفا (10 دولارات).

سعر صرف الليرة المتغير

وهذا الأسبوع، لجأ أصحاب المحال التجارية في أسواق دمشق وريفها إلى الامتناع عن البيع أو إلى البيع الحذر وفقا للسعر المتغير للصرف، وفي بعض الأحيان إلى إغلاق محالهم بشكل مؤقت إلى أن يستقر سعر صرف الليرة، مما أدى إلى تخبط في الأسواق وعجز سوريين عن الحصول على بعض الاحتياجات الأساسية.

ويقول مجد (37 عاما) -وهو مدير تسويق في شركة خاصة بدمشق- للجزيرة نت “درت على نصف محلات الشام حتى تمكنت من شراء علبتي حفاظات لأطفالي وبعض الحاجيات الضرورية، فهناك من أغلقوا محالهم، وهناك من قالوا لي إنهم توقفوا عن البيع”.

ويقول الحاج عمر (63 عاما) -وهو صاحب بقالة في باب شرقي- للجزيرة نت “لقد توقفت عن البيع، ولم أبع سوى السلع الأساسية من خبز وخضر ودخان، أما ما تبقى من السلع فبيعها سيسبب لي خسارة لا يمكن تحملها”.

ويضيف “فأسعار البضائع بالجملة في ارتفاع مستمر، أما التسعيرة التي على المنتجات فهي على حالها لا تتغير، وإن بعنا فسيكون البيع بخسارة ولن يغطي ثمن السلع عينها التي سنعاود شراءها بالجملة”.

ويلجأ معظم الموظفين  إلى العمل في وظيفة ثانية بدوام مسائي، لتغطية الاحتياجات الأساسية في ظل تفاقم الأزمة المعيشية والغلاء المتصاعد في أسعار معظم السلع، والمعوقات التي تفرضها حكومة النظام أمام الراغبين في الاستقالة من الوظائف الحكومية.

وكان رئيس اتحاد العمال  جمال القادري أشار في لقاء له على إذاعة “المدينة إف إم” مطلع مايو/أيار الجاري إلى أن الحد الأدنى للأجور لم يعد يكفي الموظف ليوم واحد، مطالباً الحكومة بإخضاع نظام الرواتب والأجور لتعديل جذري وإعادة النظر في كل التشريعات المتعلقة بسوق العمل.

من جهته، أوضح العضو في مجلس الشعب السوري زهير تيناوي عقب جلسة للمجلس في فبراير/شباط الماضي أن زيادة الرواتب مرهونة بواردات الخزينة، وأنه من الصعب الحديث عن زيادة في الوقت الحالي في ظل عدم وجود واردات مقبولة.

شبح التضخم

بدوره، يشير محمد الجزماتي -وهو خبير اقتصادي من دمشق- في حديثه للجزيرة نت إلى أن رفع المصرف المركزي سعر الدولار الجمركي بنحو 60% كان العامل الحاسم في ارتفاع أسعار السلع بالأسواق السورية.

ويضيف أن “ارتفاع سعر الدولار الجمركي يعني ارتفاع أسعار البضائع المستوردة بذات النسبة، وهو ما سينعكس على أسعار مختلف السلع في الأسواق ويساهم في زيادة التضخم، والذي لا يبدو أن هناك سياسات اقتصادية جادة من الحكومة للسيطرة عليه”.

المركزي يرفع سعر صرف الليرة باستمرار

وكان رفع مصرف سوريا المركزي الأسبوع الماضي سعر الدولار الجمركي إلى 6500 ليرة بعد أن كان عند 4 آلاف ليرة، وبلغ معدل الزيادة 61%.

وخسرت الليرة السورية منذ مطلع العام نحو 47% من قيمتها أمام العملات الأجنبية مسجلة سعر 9250 ليرة أمام الدولار قبل أسبوع.

وأشار بيان لبرنامج الأغذية العالمي في فبراير/شباط الماضي إلى أن 70% من السوريين قد لا يتمكنون في المدى المنظور من توفير الغذاء لعائلاتهم، وأن هناك 12 مليون سوري لا يعرفون من أين ستأتي وجبة طعامهم التالية.

المصدر: الجزيرة نت

صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك