فضاءات

تحليق العصافير والفراشات البشرية في حفل لمدرسة الرقص الأولى ..

|| Midline-news || – الوسط ..

خاص الوسط ..

تنظر ثقافات الشعوب إلى الرقص باعتباره نشوة الروح وإحساس الجسد بالحرية والانعتاق. وهو ذات ما تراه فنونها التي لا يعادي تاريخها الجسد، وتقف جغرافيته على حدود عرّي الرقص لصالح الفكرة. فحين سئل الممثل العالمي انطوني كوين عن رقصته الشهيرة في فيلم “زوربا” قال “لم أشعر أثناء الرقص أنني أنفذ تعليمات المخرج والمدرب! كانت يداي ترفرف كأجنحة، وروحي تقفز عن الأرض، لا قدماي”.

من هذا الفهم لجماليات فنون الرقص، قدمت مؤخراً “مدرسة الرقص الأولى” حفلاً راقصاً على مسرح مركزها في دمشق. برعاية وزارة الثقافة السورية، وحضور مسؤولين في إداراتها تتقدمهم الأستاذة ريم الطليوني، التي حضرت العرض مع جمهور ذواق مشجع لفنون الرقص التي تقدمها المدرسة الأولى بإشراف الأكاديمي الفنان عمار حنا، الذي حيّا الجمهور مع فرقته في بداية العرض قبل تقديم الفقرات التي انضوت تحت أنواع مختلفة باليه، لاتيني، تعبيري، معاصر.

“عصافير وفراشات” ..

فور بدء الحفل، حطت طالبات المدرسة الصغيرات فوق المسرح؛ كعصافير تنشر الفرح والبهجة، في فضاء عنوان كبير اختاره الحفل “خطى واثقة” ورفرفت  العصافير ورقصت باليه (كسارة البندق وفالس الزهور ودمية السكر والبجعة  المتألمة وبحيرة البجع). والجميل أنه تمّ اختيار مجموعة من الأزياء للصغيرات، من قبيل التنويع في المشهد، ولتحقيق الانسجام بين فكرة الرقصة والأزياء والحركة.

وبعد أجواء حافلة بالرقص الجميل البريء والموسيقا الملاسيكية المنعشة للنفس، انسحبت الطالبات الصغيرات في سرب أشبه بسرب العصافير على وقع التصفيق.

تقدمت بعدها إلى حقل الحفل، فراشات ملونة جميلة هن طالبات المدرسة الأكبر سناً. مراهقات أبدعن في تقديم الرقصات التعبيرية مثل (الأصدقاء الحقيقيون،  الثريا، الشمس، قدوم الربيع). وأسوة بزميلاتهن –العصافير- قامت الفراشات بتغيير أزياء الرقصات بما يتناسب مع كل رقصة. ومع حالة الفرح التي عمّت مسرح الحفل، وبناء على تفاعل الجمهور وأولياء أمور الطلبة، قدمت الفراشات رقصة يونانية في نمط مغاير للرقص التعبيري.

“الكبار قدوة الأفكار” ..

تميزت الفقرة الأخيرة من الحفل، بفن رقص (الزومبا والتشاتشا) اللاتينية المنشأ. قدمها الكبار في المدرسة يعرب وماريا- وهما مدربان، عكسا للحضور كيف يكون الكبير قدوة للصغير. فمن خلال شغفهما وبراعتهما في الرقص نقلا للطالبات الأصغر سناً أفكاراً فنية وسلوكية جميلة.

وعكست الرقصات إلى جانب الجماليات الفنية والحركات الاستعراضية، قدرة الجسد الرياضي وطواعيته وحركة عضلاته وتسخيرها لفن الرقص. بما يؤكد أن الرقص في مرحلة متقدمة منه هو أيضاً ثقافة تنمية العضلات والأحاسيس على حدّ سواء.

وكان رئيس المدرسة الفنان الأكاديمي عمار حنا قد نوّه غير مرة للحضور “ان المدرسة تحتفل بعامها 18. فمنذ تأسيسها عام 2001 قدمت خلال مسيرتها 16 حفلا سنوياً، والعديد من حفلات نهاية الصيف والأعياد والأمسيات الميلادية والمناسبات المختلفة. فضلاً عن مشاركة الطالبات في العديد من المهرجانات”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى