تحذيرات من خطر بيولوجي في السودان.. وروسيا تبدي استعدادها للتوسّط
قال الجيش السوداني، صباح اليوم الأربعاء، إنه غير معني بأي بيانات تصدر من أي جماعة أو أفراد خرجوا من السجون، بما فيها بيان أحمد هارون المحتجز على خلفية بلاغات سياسية، وإنه لا علاقة له به ولا بحزبه السياسي.
وأعلن مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش أن بعض السجون في السودان شهدت اضطرابات خلال الأيام السابقة، مع اقتحام المسلحين لبعض السجون وإجبار الشرطة على إطلاق سراح النزلاء بعد قتل وجرح بعض منتسبي الشرطة، وأشار إلى أن هذا الأمر خلق تهديداً إضافياً على الأمن والطمأنينة العامة في مدينة الخرطوم، معرباً عن خشيته من تمددها إلى ولايات أخرى.
وأضاف أن النزلاء في بعض السجون بدأوا المطالبة بإطلاق سراحهم أسوة بما جرى في بعض سجون ولاية الخرطوم، معرباً عن إنزعاجه الكبير لهذه الأحداث، وما قد يترتب عليها من خطر عظيم جراء انفراط عقد الأمن، وحثّ المواطنين على أخذ الحيطة والحذر جراء هذا الوضع.
عمر البشير غادر سجن كوبر مع مسؤولين سابقين آخرين..
ومساء أمس الثلاثاء، أعلن أحمد هارون، المسؤول السوداني السابق في نظام الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، أنه غادر سجن كوبر مع مسؤولين سابقين آخرين، وأنهم سيوفرون الحماية لأنفسهم، وفي بيان صوتي، دعا هارون السودانيين لمساندة القوات المسلحة، وأشار إلى استعداده والمسؤولين الآخرين للمثول أمام القضاء.
من جهتها، قالت قوى الحرية والتغيير في السودان، اليوم الأربعاء، إن خروج قادة النظام المعزول من السجن يعني زيادة اشتعال الحرب، وأن بيان أحمد هارون دليل على أن النظام البائد يقف خلف الحرب في السودان، ودعت القوى السودانية، في بيان، الشعب إلى توحيد الصفوف للتصدي لهذه المخططات، مجددةً الدعوة لقيادة القوات المسلحة والدعم السريع لوقف هذه الحرب التي “تهدد وطنهم بالتمزق وتعصف بأمنه وسيادته ووحدته”.
يأتي هذا البيان، بعد تقارير أشارت إلى هروب النزلاء من سجن كوبر في وقت سابق هذا الأسبوع، بعد هجوم شنه مسلحون. وكان البشير وبعض كبار نوابه من بين المحتجزين في هذا السجن.
وبالتزامن، صرحت نائبة الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، آنا يفستيغنييفا، في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أن روسيا مستعدة للمساعدة في تسوية الوضع الحالي في السودان، وأضافت أن روسيا ترغب في تأكيد استعدادها الثابت لمواصلة مساعدة السودان الصديق في التغلب على التحديات الحالية والعودة إلى مسار السلام والتنمية المستدامة.
ومن جهتها، أعلنت وزارة الخارجيّة السعوديّة أنّ سفينة تقلّ 1687 مدنيّاً من أكثر من 50 دولة فرّوا من العنف في السودان قد وصلت إلى السعوديّة، اليوم الأربعاء، في أكبر عمليّة إنقاذ من نوعها تُنفّذها المملكة حتّى الآن، والمجموعة تمّ نقلها “من خلال إحدى السفن التابعة للمملكة”، حسبما قالت وزارة الخارجيّة في بيان، مؤكّدةً حرص المملكة على “توفير كامل الاحتياجات الأساسيّة للرعايا الأجانب تمهيداً لتسهيل مغادرتهم إلى بلدانهم”.
خطر بيولوجي في السودان قادم..
توازياً، أبدت منظمة الصحة العالمية قلقها من خطر بيولوجي في السودان “هائل” بعد استيلاء “أحد الطرفين المتقاتلين” على “المختبر المركزي للصحة العامة” في العاصمة الذي يحتوي عينات مسببة لأمراض الحصبة والكوليرا وشلل الأطفال، وأكدت منظمة الصحة العامة أنها وثّقت 14 اعتداء على قطاع الصحة منذ بدء المعارك في 15 أبريل/ نيسان، ما أدى الى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة شخصين بجروح، وشددت على أن “الاعتداءات على الرعاية الصحية مدانة ويجب أن تتوقف”، وأشارت المنظمة الى أن المعارك أدت الى مقتل 459 شخصاً وإصابة 4072 بجروح، موضحة أن هذه الحصيلة مستقاة من وزارة الصحة السودانية، ولم تتمكن المنظمة الأممية من التحقق منها.
تأتي هذه التطورات في وقت دخل فيه الصراع الأخطر في السودان يومه الـ 11، دون أي بوادر لحل قريب، ولقي اتفاق وقف النار المعلن لمدة ثلاثة أيام في السودان، التزاماً جزئياً في الخرطوم مع بدء سريانه أمس الثلاثاء فيما يتسارع إجلاء الرعايا الأجانب.
وبعد 11 يوماً على المعارك التي خلفت أكثر من 459 قتيلاً وما يزيد على أربعة آلاف جريح حسب الأمم المتحدة، استهدف الجيش، أمس الثلاثاء، بطائرات مواقع لقوات “الدعم السريع” في ضواحي الخرطوم، فردت الأخيرة باستخدام أسلحة ثقيلة، وفق ما روى شهود لوكالة “فرانس برس”، واستهدفت غارات جوية جديدة، مساءً، مركبات لقوات “الدعم السريع” شمالي الخرطوم حسب شهود آخرين.
وقالت قوات “الدعم السريع” إنها سيطرت على مصفاة ومحطة كهرباء على بعد 70 كيلومتراً شمالي الخرطوم، وأبلغ الجيش عبر حسابه في “فيسبوك” عن تحرك كبير لقوات الدعم السريع نحو المصفاة من أجل الإفادة من الهدنة والسيطرة عليها، وتبادل الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد دقلو الملقّب “حميدتي” الاتهامات بخرق وقف النار.