بوريس جونسون وريشي سوناك .. منافسة محمومة على إرثٍ ثقيل
اجتمع رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون ووزير الخزانة البريطاني السابق ريشي سوناك، لإجراء محادثات حول إبرام صفقة تفضي لحصول أحدهما على منصب رئيس الوزراء، رغم أنهما لم يعلنا ترشحهما رسمياً حتى الآن، وفقا لماذكرت صحيفة “ذا صن” البريطانية.
وصفت الصحيفة هذه القمة بأنها “عالية المخاطر”،جاءت بعد عودة جونسون إلى المملكة المتحدة من عطلة كان يقضيها مع أسرته، وادعائه الحصول على دعم 100 من أعضاء حزب المحافظين، وهو عدد كافٍ لخوض الاقتراع النهائي.
وذكرت وزيرة الداخلية البريطانية السابقة بريتي باتيل إن رئيس الوزراء السابق هو “الرجل المناسب لقيادة بريطانيا”، فيما تلقى سوناك الدعم من كبار أعضاء حزب المحافظين بما في ذلك كيمي بادينوش، التي قالت إنه “سيكون قائداً عظيماً في وقت أزمة”.
ووفقاً للصحيفة، فإن أعضاء البرلمان يخشون اندلاع حرب داخلية بالحزب في حال لم يتفق جونسون وسوناك، ولكن يتفاوض الخصمان اللدودان بشكل يائس لمعرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق، وفي حال فشلا في التوصل لذلك، فإنهما سيتنافسان في معركة زعامة حزب المحافظين.
وكان نواب حزب المحافظين قد توسلوا بشدة إلى جونسون وسوناك للجلوس معاً والتخلص من خلافاتهما حتى يتم التوصل إلى اتفاق من أجل الحزب.
إقرأ أيضاً .. أصوات بريطانية تتحرك ضد جونسون مطالبة بمنع ترشحه لرئاسة الوزراء
وتحدث سوناك مع كيمي بادينوش في فترة ما بعد الظهر، وحصل على دعمها المهم، كما يدعمه اللورد ديفيد فروست، إذ قال: “يجب أن نمضي قدماً، فليس من الصواب المخاطرة بتكرار الفوضى والاضطراب الذي حدث في العام الماضي”.
وفي وقت متأخر من بعد ظهر الجمعة، كان المعسكران المتنافسان يبحثان عن مكان مناسب لعقد قمة سرية بين جونسون وسوناك بعيداً عن أعين الناس.
وذكر أحد كبار أعضاء حزب المحافظين للصحيفة: “إذا انتهى الأمر بوضع جونسون وسوناك في مواجهة معاً، فستكون هذه أكبر معركة منذ معارك محمد علي كلاي وجورج فورمان، وسيكون الأمر ضخماً وسيتسبب في ضرر لا يمكن تصديقه للحزب”.
وكان هناك الكثير من المطالب من نواب حزب المحافظين لجونسون وسوناك لتنحية خلافاتها جانباً والاتحاد معاً لرأب الصدع الموجود في الحزب.
وقال أحد كبار مؤيدي الأخير: “إنهم بحاجة للتقارب وعقد صفقة، مثلما حدث عندما قام جوردون براون بإعادة بيتر ماندلسون مرة أخرى، فهذه هي الطريقة الوحيدة”.
في السياق ذاته حث وزير الدفاع البريطاني بِن والاس، جونسون وسوناك على “تنحية غرورهما جانباً” وعقد صفقة من أجل الحزب، فيما حذر آخرون من أن “المحافظين” سيتجه نحو حرب داخلية ما لم يتمكن الطرفان من إعلان هدنة.
وقال النائب البريطاني بِن برادلي إن “جونسون ارتكب أخطاء وإنه كان غاضباً منه خلال العام الماضي، ولكن بعد أن تجاذبا أطراف الحديث ظهر أمس قرر منحه فرصة أخرى بسبب مناشدته للناخبين”، مضيفاً: “لا أحد يستطيع جذب الناس وجعلهم يهتمون بالسياسة بنفس الطريقة التي يستخدمها جونسون” .
إقرأ أيضاً .. من هو ريشي سوناك المرشح لخلافة جونسون؟
من جهة أخرى، قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، إن سوناك يستعد لدخول السباق رسمياً ليصبح رئيس وزراء بريطانيا المقبل بعد أن حصل على دعم 100 عضو من نواب المحافظين اللازمين للدخول في الاقتراع، إذ أعلن حصوله على دعم 111 مؤيداً بحلول مساء السبت، ولكن لم يقرر النواب بعد ما إذا كانوا سيضعون جونسون معه على ورقة الاقتراع أيضاً.
وفقاً للبيانات التي جمعتها “فاينانشيال تايمز”، فإنه بحلول الساعة السابعة من مساء السبت، كان لدى جونسون حوالي 50 مؤيداً علنياً، ناقلة عن أحد حلفائه قوله: “سوناك يعرف أنه إذا تنافس مع جونسون في تصويت بين أعضاء الحزب فإنه سيخسر”، مجادلاً بأن الأخير يمكن أن يبرم صفقة مع سوناك ومنحه دوراً بارزاً في حكومته.
وعلى الرغم من حصول جونسون على دعم وزيرة الداخلية السابقة بريتي باتيل، و6 وزراء حاليين، بما في ذلك وزير الأعمال جاكوب ريس موج، لكن يعتقد الكثير من أعضاء الحزب أنه سيكون خياراً مثيراً للانقسام بشكل كبير، وحذر محللون من أن المستثمرين سيتفاعلون بشكل سيئ مع احتمالية عودته، قائلين إنها ستجلب مخاطر حدوث مزيد من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية في البلاد.
ويرى زعيم حزب المحافظين السابق وليام هيغ أن جونسون سيقود الحزب إلى ما وصفه بـ “دوامة الموت”، فيما حذر عدد من نواب الحزب من أنهم قد يستقيلون إذا أصبح رئيساً للوزراء، ما يعرض أغلبية المحافظين للخطر.
وتأمل زعيمة مجلس العموم بيني مورداونت أن تظهر كمرشح حل وسط، ولكنها لم تحصل حتى الآن سوى على أصوات 23 مؤيداً فقط، وفي حال انسحب جونسون من السباق، فإنها ستهدف إلى جذب مؤيديه.
وينظر بعض المحافظين إلى سوناك على أنه شخصية مثيرة للانقسام بسبب دوره في الإطاحة بجونسون، إذ أدت استقالته من منصبه في يوليو الماضي إلى تفاقم أزمة قيادة البلاد، كما يكره بعضهم في يمين “المحافظين” سجله في زيادة الضرائب.
وسيتم عرض آخر مرشحين بعد اختيارهما من قبل النواب على أعضاء الحزب، الذين سيتخذون القرار النهائي بحلول الجمعة، وإذا وصل كل من سوناك وجونسون إلى القائمة المختصرة عند إغلاق باب الترشيحات الاثنين، فإن العديد من نواب الحزب يعتقدون أن الأخير هو مَن سيفوز ولكن الحزب سينقسم بشدة.
إقرأ أيضاً .. من يخلف ليز تراس بعد استقالتها؟ بريطانيا في مأزق!
ووفقاً لـ”فاينانشيال تايمز” فإن احتمالية عودة جونسون تخاطر بمزيد من الاضطراب في الأسواق، وذلك لأسباب من بينها أنه معروف بأنه أقل حماسة بشأن الانضباط المالي من مستشاره السابق سوناك، كما أنه يواجه أيضاً تحقيقاً برلمانياً بشأن ما إذا كان قد كذب على النواب بشأن قضية “بارتي جيت”.
الشرق نيوز ..