بريطانيا تبرر وتعترف بجرائم قتل 64 طفلاً أفغانياً

كشف تحقيق لهيئة “بي بي سي” في تموز الماضي قتل عناصر كوماندوز في القوات الجوية الخاصة البريطانية (إس إيه إس) 54 أفغانياً على الأقل، في ظروف ملتبسة، لكن هيكل القيادة العسكرية أخفى احتمال وجود ملابسات.
وكشف التحقيق، الذي استغرق 4 سنوات، عن مواطنين أفغان، غير مسلحين، قُتلوا بشكل متكرر “بدم بارد” على أيدي قوات النخبة البريطانيين خلال مداهمات ليلية في الحرب طويلة الأمد، ووضعت على جثثهم أسلحة لتبرير الجرائم.
في سياق متصل قالت منظمة خيرية، اليوم الأربعاء، إن بريطانيا دفعت تعويضات لأسر 64 طفلاً على الأقل، قتلوا خلال العمليات العسكرية في أفغانستان، وهو أربعة أضعاف العدد المعترف به سابقا.
وذكرت مجموعة البحث التي تتخذ من لندن مقرا لها “العمل ضد العنف المسلح”، أنها تلقت المعلومات رداً على الطلبات المستندة إلى قانون حرية المعلومات، حيث أقرت وزارة الدفاع البريطانية في السابق بدفع تعويضات عن وفاة 16 طفلاً فقط.
وأوضحت أن بريطانيا دفعت تعويضات لأسر 64 طفلاً قُتلوا بين عامي 2006 و2014، وقالت إن أصغر طفل قتل (على يد القوات البريطانية) كان عمره عاماً واحداً والأكبر يبلغ 15 عاماً.
وكانت الغارات الجوية والوقوع في مرمى النيران أكثر أسباب الوفاة شيوعا. وقالت منظمة “العمل ضد العنف المسلح” إن متوسط التعويضات كان 1656 جنيهاً (1894 دولارا).
وقالت المنظمة إن العدد الحقيقي لوفيات الأطفال بسبب النشاط العسكري البريطاني قد يصل إلى 135 لأنه في بعض الحالات أدرج القتلى على أنهم “أبناء” أو “ابنة” دون تحديد عمر.
وأضافت: “لا يوجد دليل على الإطلاق على وجود استهداف متعمد للمدنيين أو الأطفال من قبل الجيش البريطاني، ويجب تحديد هذه المآسي كنتيجة لسوء الاستهداف أو الاستخدام المفرط للأسلحة الثقيلة أو القتال في المناطق المأهولة بالسكان”.
وقالت وزارة الدفاع في بيان لها اليوم الأربعاء: “إن أي وفاة مدنية أثناء الصراع هي مأساة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال وأفراد الأسرة، تعمل القوات المسلحة في بريطانيا جاهدة لتقليل هذا الخطر، الذي للأسف لا يمكن القضاء عليه تماماً”.
وأضافت: “نحن نحقق في التقارير الخاصة بسقوط ضحايا مدنيين ونفتح أبوابناً دائماً لإعادة فحص مكان تقديم المعلومات الجديدة، ونتابع مراجعة وزارة الدفاع الأمريكية لكيفية تحقيقها في الخسائر المدنية وسنأخذ في الاعتبار أي نتائج قد تساعد عملياتنا الخاصة”.
يذكر أن أكثر من 450 جنديا بريطانيا قتلوا في أفغانستان منذ بدء الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001 وانتهاء العمليات القتالية للقوات البريطانية في عام 2014.