بريطانيا تبدأ تحقيقاتها فى فضيحة بارتي غيت

بريطانيا تبدأ تحقيقاتها فى فضيحة بارتي غيت حول الانتهاكات المزعومة للإغلاق بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، والتي تتمثل في حضور الحفلات في مقار تابعة للحكومة البريطانية في “داونينغ ستريت” و”وايت هول” أثناء الإغلاق (وتُعرف باسم فضيحة “بارتي غيت”)، حيث بدأت الشرطة في مقابلة شهود رئيسيين.
وذكرت صحيفة “إيفيننغ ستاندارد” البريطانية، أن شرطة العاصمة البريطانية لندن (سكوتلاند يارد)، تحقق الآن في 12 دعوى جرت في مقر الحكومة في “داونينغ ستريت” وفي المباني الحكومية الأخرى في “وايت هول”.
وأوضحت الشرطة، أن المحققين بدأوا في مراجعة جميع الأدلة المتاحة، لكنهم لم يجروا أية إحالات بعد للغرامات المحتملة التي سيتم إصدارها.
وقال المحققون إنهم يراجعون الاستبيانات المرسلة إلى الناس في التجمعات، وبدأوا في مقابلة الناس كجزء من استفساراتهم المستمرة.
ويواجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون دعوات للاستقالة، حيث يُقال إنه حضر ما يصل إلى ستة احتفالات.
وذكرت الشرطة البريطانية، في بيان رسمي: “بالإضافة إلى المراجعة التفصيلية لجميع المواد المتاحة، بما في ذلك الاستبيانات التي تمت الإجابة عليها، بدأ المحققون في مقابلة الشهود الرئيسيين”.
وأضافت الشرطة: “يتضمن هذا التحقيق كمية كبيرة من مواد التحقيق، ومنها تقديم أكثر من 100 استبيان، والحاجة إلى تقييم كل إجابة بشكل فردي”.
بريطانيا تبدأ تحقيقاتها فى فضيحة بارتي غيت
ومنذ شهرين تلقى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، تقرير كبيرة موظفي الخدمة المدنية، سو غراي، في مزاعم تنظيم مكتبه حفلات انتهكت قواعد الإغلاق الخاصة بمكافحة فيروس كورونا، وهي الفضيحة المعروفة باسم “بارتي غيت”.
وقال ناطق باسم مكتب مجلس الوزراء، في بيان: “نؤكد أن سو غراي قدمت تحديثًا بشأن تحقيقاتها إلى رئيس الوزراء”.
وظهرت تقارير بشأن فضيحة إقامة حفلات داخل منشآت حكومية في الأشهر الأخيرة، خلال فترة الإغلاق الأولى في البلاد، والتي كان قد تم فرضها في آيار/ مايو 2020 وكان يطلب فيها من المواطنين تجنب التجمعات الاجتماعية بغرض تقليل انتشار فيروس كورونا.
وفي وقت سابق كان قد تركز تحقيق داخلي بقيادة المسؤولة في الخدمة المدنية سو غراي على معرفة ما إذا كان جونسون وموظفوه انتهكوا القانون مع علمهم بتدابير الإغلاق المرتبطة بالحد من كوفيد-19.
و بعد أسابيع من الإنكار والنفي، اعتذر جونسون هذا الأسبوع في البرلمان عن حفلة واحدة على الأقل نظمها موظفوه وحضرها في أيار/مايو 2020 فيما كان البريطانيون يخضعون لتدابير إغلاق.
ونُظم حفلان آخران في نيسان/أبريل 2021 عشية جنازة الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية. واعتذرت الحكومة في داونينغ ستريت لقصر باكينغهام معتبرة الحفلات “مؤسفة جدا”. لكن لم تكن تلك حفلات معزولة، وفق تقرير نشرته الديلي ميرور التي نشرت صورة تظهر تسليم براد نبيذ عند الباب الخلفي لمقر الحكومة في كانون الأول/ديسمبر.
وبينت الصحيفة أن الموظفين كانوا يملؤون البراد بكميات كبيرة من زجاجات الكحول التي كانت تُنقل في حقائب، وأن جونسون كان يأتي أحيانا إلى “جمعة النبيذ”.
كما نقلت الصحيفة عن موظف قوله “الفكرة القائلة إنه لم يكن مدركا لوجود كحول مجرد كلام فارغ”. مضيفا “إذا قال لك رئيس الحكومة ‘تخلص من الضغط’ فهذا يعني أن لا مشكلة”. وردا على ذلك قال متحدث باسم داونينغ ستريت إن الحكومة تنتظر من تحقيق غراي أن “يؤكد الحقائق المحيطة بطبيعة التجمعات” خلال الجائحة.
و عقب تقرير صحيفة ميرور اعتبر النائب المحافظ أندرو بريدغن أن جونسون “فقد السلطة الأخلاقية للقيادة”. والتف معظم وزراء الحكومة حول جونسون، لكن تأييد البعض وبينهم وزير المال ريكي سوناك، بدا فاترا جدا.
وشق الوزير المكلف مسائل التقاعد غاي أوبرمان الصفوف ليقول إن جونسون “بحاجة لأن يغير طرقه” لافتا إلى الكلفة التي كبدتها إجراءات الإغلاق لعائلته. وصرح قائلا لـ”بي بي سي” إن ذلك “يولد لدي شعورا بالغضب لأنه في أيار/مايو 2020 شعرت زوجتي والطفلان بتوعك ودخلوا المستشفى. ولم أتمكن من زيارتهم لدعمهم”. وتوفي توأماهما الرضيعان في حزيران/يونيو 2020.
ومنذ بدء تكشف فضيحة الحفلات في داونينغ ستريت ، روى العديد من البريطانيين تجاربهم المروعة عن عدم تمكنهم من وداع أحباء على فراش الموت خلال تدابير الإغلاق.
وكان حزب العمال قد أكد أن جونسون “غير أهل للمنصب”. وقال زعيم الحزب كير ستارمر في خطاب له في 15 كانون الثاني الماضي ما نراه هو مشهد لرئيس وزراء غارق في المكر والخداع، غير قادر على القيادة”.
المصدر: وكالات