بحث كيفية مقاومة الغزو الثقافي.. “التتريك نموذجاً” في ندوة قيّمة
روعة يونس
.
مسألة الغزو الثقافي الذي يستهدف مجتمعاتنا العربية؛ ليس جديداً.. لكن التصدي له أمر مهم، يحتاج إلى كثير من الجهود لأن هذا الغزو وصل إلى أشد حالاته شراسة وعداء وخبثاً. وقد كشّر عن أنيابه ووضَح للجميع خلال الحرب الشرسة على سوريا. وهذا يعني أنه لاخيار أمامنا إلا التصدي لهذا الغزو ومقاومته ومحاربته، حتى إن كانت سبل التصدي صعبة ومتعبة، لكنها مع الوعي الثقافي ستصبح سهلة وممكنة، خاصة حين يدرك المرء أنه وثقافته محل استهداف وغزو أكثر من جهة.
من هنا يبرز دور المؤسسات الثقافية الرسمية، والدينية الروحية، كل من موقعه وحسب مسؤولياته، في تكثيف وتحفيز الوعي الوطني والثقافي بين أبناء المجتمع.
.
ومن منطلق نشر الوعي الثقافي وكشف بعض أساليب الغزو الثقافي و الفكري، كتوظيف السينما والتلفزيون عبر عشرات الأفلام السينمائية والمسلسلات التي تبثها الأقنية الفضائية، التي تكرس فكرة تخلفنا وجهلنا وكرهنا للسلام. فضلاً عن توظيف الكثير من الكتاب والمؤلفين ليكتبوا ما يشوّه صورتنا بأسلوب خبيث -كما الحال الآن مع تركيا وما تقوم به من محاولات غزو خفي- أقيمت مساء أمس ندوة قيّمة استضافها “ثقافي أبورمانة” وأدارها ببراعة واقتدار الإعلامي الأستاذ محمد خالد الخضر، بما يُعرف عنه من تميّز في حسه الوطني ومحاربته لكل أنواع الغزو الثقافي والفكري سواء بوصفه شاعراً سورياً، وكذلك رئيساً لفرع “اتحاد الكتاب العرب” في محافظة ادلب.
اندرجت الندوة التي حملت عنوان “مقاومة ثقافة التتريك نموذجاً” ضمن سلسلة ندوات (مقاومة الغزو الثقافي) شارك فيها الدكتورة نورا أريسيان والقاضي ربيع زهر الدين والأستاذ بكور العروب. بحضور ثلة من رجالات الفكر والدين والمثقفين والمهتمين وأصدقاء المركز؛ ورئيسته الأستاذة رباب أحمد، الداعمة لثقافة المقاومة والمساهمة في انتشارها.
.
.
تحدث المشاركون في الندوة عن خطورة ما خطط ويخطط له من ترويج لأفكار المحتل التركي؛ من خلال تغيير المناهج الدراسية في المناطق المحتلة، وعبر المسلسلات التركية المدبلجة، وما يسوق لصالح الدولة التركية من خلالها ومن خلال تزييف الكثير من الحقائق التاريخية وترسيخ أفكارهم والترويج لها إعلامياً وثقافياً ومجتمعياً وحتى سياسياً.
وكشف كل منهم سبل ووسائل “التتريك” التي يستخدمها المحتل التركي، سواء عبر وسيلة الفن، أو وسائل الإعلام.
وأكد الأساتذة المنتدون على أهمية التوعية من خلال المنابر الثقافية والإعلام السوري، في التصدي لهذا الغزو الثقافي التركي المواكب للغزو العسكري اللوجستي الذي يدعم الجماعات الإرهابية المسلحة على الأراضي السورية. والتأكيد على حق سورية في استرجاع كافة أراضيها المحتلة والسليبة.
وفي ختام الندوة، تمّ تكريم الشاعر والإعلامي محمد خالد الخضر بشهادة تقدير من قبل الباحث الأستاذ علي كيالي، قائد الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون/ المقاومة السورية، لجهوده المخلصة المبذولة في تكريس ثقافة المقاومة.
.
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك:https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews