انهيار “بنك سيليكون فالي” يخلط أوراق الاحتياطي الفيدرالي
رجح مراقبون أن يؤدي الانهيار الدراماتيكي الأسبوع الماضي لبنك سيليكون فالي إلى إنهاء أقرب من المتوقع لدورة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الحالية لرفع أسعار الفائدة.
فقد تراجع العديد من المضاربين والمحللين الذين توقعوا سابقاً أن الاحتياطي الفيدرالي سيزيد من وتيرة الزيادات لكبح التضخم عن توقعاتهم مؤكدين أن البنك المركزي الأمريكي سيُبقي على سعره القياسي الأسبوع المقبل بسبب المشاكل التي تواجه القطاع المصرفي.
ويعد انهيار كل من بنك وادي السليكون وبنك سيغنتشر الذي يتخذ من نيويورك مقراً له أكبر إخفاق مصرفي منذ الأزمة المالية العالمية لعام 2008.
وترك هذا الانهيار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في وضع لا تحسد عليه حيث يجب عليها معالجة التضخم الذي تجاوز الهدف بجانب البيانات الاقتصادية الساخنة ومن دون التسبب بالمزيد من الضغوط على بعض الأسهم المصرفية التي تواجه الهزيمة المستمرة.
ويتوقع المحللون في كل من “غولدمان ساكس” و”ويلز فارغو” أن ينهي الاحتياطي الفيدرالي دورة رفع سعر الفائدة في 22 مارس (آذار) بينما يرى خبراء الاقتصاد في “جيه بي مورغان” و”أكسفورد اكونوميكس” أن اللجنة ستصوت على زيادة أقل لا تتجاوز ربع نقطة مئوية.
السيطرة على الهلع
في هذه الأثناء كشف كبار المسؤولين الماليين الأمريكيين عن سلسلة من الإجراءات خلال عطلة نهاية الأسبوع تهدف إلى استعادة الثقة في القطاع المصرفي والعمل على استعادة الاستقرار في الأسواق المضطربة مؤكدين في بيان مشترك يوم الأحد أن بنك سيغنتشر أيضاً سيكون بخير.
وقامت كل من وزارة الخزانة وبنك الاحتياطي الفيدرالي والمؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع بوضع خطط تضمن تمكن عملاء بنك وادي السليكون من الوصول إلى جميع ودائعهم في البنك.
وقدم الاحتياطي الفيدرالي أداة إقراض جديدة للبنوك لمحاولة منع تكرار الانهيار السريع لبنك وادي السليكون بعد أن أدى تقرير مالي سلبي إلى قيام العملاء المعنيين بسحب أموالهم بسرعة ما تسبب بأزمة سيولة.
وقال الرئيس جو بايدن للصحفيين يوم الاثنين إنه بينما تحركت الولايات المتحدة لحماية ودائع العملاء فإنها لن تدعم مستثمري البنك.
وبرر قائلاً: لقد خاطروا عن قصد وعندما لا تؤتي المخاطرة ثمارها يخسر المستثمرون أموالهم وهذه هي الطريقة التي تعمل بها الرأسمالية.
رؤية غير واضحة
وقد لاقى بيان يوم الأحد استحسان الأسواق المالية حيث أغلق مؤشر ناسداك مرتفعاً بنسبة 0.45% يوم الاثنين وعلى الرغم من ذلك استمر المستثمرون في تجنب أسهم البنوك يوم الاثنين ولا يزال المحللون قلقين بشأن التداعيات الأوسع نطاقاً لانهيار بنك وادي السليكون.
وفي رسالة إلى المستثمرين كتب خبراء الاقتصاد في ويلز فارغو: إن التشديد السريع في الظروف المالية جنباً إلى جنب مع عدم اليقين بشأن الوضع يجعلنا نميل إلى توقف اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة عن حملتها لرفع سعر الفائدة في اجتماعها القادم في 22 مارس.
وأولئك الذين يميلون نحو رفع بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل مثل مايكل فيرولي من جيه بي مورغان قالوا: إن بنك الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يكون قادراً على السيطرة على حالة عدم اليقين في الأسواق المالية والتضخم الذي تجاوز الهدف.
وكتبوا إلى العملاء يوم الأحد قائلين إنه إذا استخدم الفيدرالي حقاً الأداة الصحيحة لمعالجة مخاطر انتشار الهلع في القطاع المالي فيمكنه أيضاً استخدام الأداة الصحيحة لمواصلة معالجة مخاطر التضخم وهي أسعار الفائدة الأعلى.
إعادة حسابات
وظل متداولو العقود الآجلة حتى يوم الخميس الماضي يتوقعون العودة إلى ارتفاع بمقدار 50 نقطة أساس وفقاً لأداة “فدووتش” بمجموعة “سي ام إي”.
وتعززت التوقعات بزيادة أكبر بعد أن حذر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم بأول يوم الأربعاء من أن البنك المركزي الأمريكي مستعد لزيادة وتيرة رفع أسعار الفائدة في مواجهة ضغوط تضخمية واسعة النطاق ولكن الفشل الذي شهده بنك وادي السليكون في الأيام التي تلت ذلك جعل المتداولين يعيدون حساباتهم.
فقد تلاشى احتمال ارتفاع أكبر في سعر الفائدة يوم الاثنين فيما يتوقع الآن معظم متداولي العقود الآجلة ذات أسعار الفائدة زيادة أقل وهنالك أقلية منهم لا تتوقع أي زيادة على الإطلاق.
وكتب المحلل الرئيسي في “أوكسفورد إكونوميكس” جون كانافان في رسالة للعملاء يوم الاثنين قائلاً: إن المخاوف المتزايدة بشأن استقرار الأسواق المالية الأمريكية تعني أن رفع بمقدار 25 نقطة أساس من المرجح الآن بشكل طفيف الأسبوع المقبل.