“الوهم شقيق الأمل” .. عباس ثائر

|| Midline-news || – الوسط …
.
الإنسان الذي ينظّر له الشعراء والكتاب في كتاباتهم، ليس موجودًا في ذواتهم، ولن يكون، ولا على أرض الواقع ولن يكون، ولا في بطون الأراضين ولا في السماوات ولن يكون..
إنه محض كذب وخداع.
الإنسان الذي يتوفر بسخاء على الورق، أكثر إيهامًا من غودو، ف‘ذا ما كان “غودو” يمنح الناس الوهم؛ لكون الأمل شقيق الوهم، فذاك الذي حشرنا به بطون الكتب قد صار هو العبء الآخر و الأكثر ايلامًا لروح الحقيقة.. أعني التفكير والانشغال به عمن سواه، والركون ‘لى المثاليّة التي تكسر جناح المرء!
الإنسان الذي روّج لوجوده الدين والفلاسفة هو شيء خيالي لا وجود له، شيء غير محسوس حتى، وإذا كان غير محسوس فكيف له أن يكون ملموسًا؟
ما يريده المنظرون ومطبّبو الأرواح وخالقو الجمال والآمال؛ هو أن تكون مثلهم، أن تكون نسخة أخرى عن كومة تنظيرات افتراضية كانوا قد افترضوها ثم ارتضوها لأنفسهم، دون أن تكون حقيقة و حقيقية أو دون أن يتخذوها حقيقة؛ لأن ما كلّ ما يصح افتراضه يصح تطبيقه واقعًا، وما كلّ ما يصح افتراضه يمكن له أن يكون حقيقة.
.