الولايات المتحدة.. ظاهرة إخلاء المنازل تتفاقم

كشف المدير المساعد في “مختبر الإخلاء” في جامعة برينستون بيتر هببورن أن الولايات المتحدة تشهد سنوياً 3,6 ملايين قضية إخلاء موضحاً أن هذا الرقم تراجع إلى حد كبير خلال فترة الجائحة، فيما بينت الأرقام أن أعداد قضايا الإخلاء عادت لترتفع مع انتهاء تدابير مكافحة تفشي كوفيد-19 ورفع مساعدات فترة الجائحة.
قضايا الإخلاء عادت لترتفع
في هذا السياق أكد مستأجرون في محاكم ولاية فيرجينيا أنهم يعتمدون فقط على رواتبهم للعيش دون إمكان الادّخار وأن أي حادث صحي غير متوقع يكفي لإرسالهم أمام قاضٍ مع ملف الإخلاء.
ولفتت “لاين كارولين” (تعمل لدى منصة طلب توصيل في ولاية فيرجينيا الأمريكية) إلى أنها مدينة بأكثر من /10/ آلاف دولار برسوم الإيجار ورسوم أخرى، غير أنها لا تستطيع العودة إلى وظيفتها بعد تشخيص إصابتها بداء غريفز ودخولها المستشفى في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت.
وسبق أن اتفقت “كارولين” مع مالك العقار على خطّة لسداد الإيجار، لكن الالتزام بها لم يعد ممكنًا مع تدهور صحتها وعجزها عن جني المال، مضيفة: “لم أستطع كسب ما يكفي من المال تمكّنت من كسب /800/ دولار قبل أن تسوء صحتي لدرجة عجزي عن العمل.. كان عليّ الاختيار بين استخدام هذا المبلغ لتسديد الإيجار وشراء طعام وبعض الأدوية.. هناك غضب وإحباط وشعور بالذنب وحتى بعض العار وهي مشاعر ربما يجب ألا أشعر بها لأنني مريضة بالفعل، وهذا ما يجب أن أتقبّله”.
/96800/ قضية إخلاء
بدوره لفت بيتر هيبورن من “مختبر الإخلاء” في جامعة برينستون إلى تسجيل ارتفاع مطرد في قضايا الإخلاء خلال العام المنصرم حتّى باتت الأرقام حالياً تقترب من أرقام قبل الجائحة.
وأشار هيبورن إلى أن المستأجرين من السود يواجهون مخاطر أكبر في قضايا الإخلاء، وأنه من المرجح أن يتم إدراج النساء ضمن قائمة المدعى عليهم، فيما المستأجرون الذين لديهم أطفال هم أكثر عرضة للطرد، وقال: “العوامل الاقتصادية تفسّر ذلك، لكن لا نستطيع أيضاً إلغاء دور التمييز”.
في هذه الأثناء ارتفعت أعداد هذه القضايا في الولايات العشر والمدن الـ34 التي يركّز عليها “مختبر الإخلاء”، من نحو /6600/ قضية في أبريل/نيسان 2020 خلال جائحة كوفيد-19 إلى أكثر من /96800/ في يناير/كانون الثاني 2023.
ثلث الأمريكيين مستأجرون
ويشار إلى أن أكثر من ثلث سكان الولايات المتحدة يعيشون في مساكن مستأجرة، حيث حصلت بعض الأسر على موافقة للحصول على دعم للايجار لكنهم لم يحصلوا عليه مع نضوب التمويل، ما أدّى إلى تراكم متأخرات زادت قيمتها على عشرة آلاف دولار، لكن كثيرين أيضاً مدينون بمبالغ أقلّ ولا يستطيعون ببساطة مواكبة الزيادة في الإيجارات حسب ما بينته “ماري هورنر” المحامية في منظمة “الخدمات القانونية في شمال فيرجينيا”.
الوضع في “ريتشموند” قاتم
وذكر “مارتن فيغبريت” مدير التقاضي في جمعية المساعدة القانونية بوسط فيرجينيا أن الوضع في “ريتشموند” عاصمة ولاية “فيرجينيا” قاتم أيضاً وسط فرص قليلة وزيادات مرتفعة في الإيجارات.
على هذا الصعيد أوضحت “يولاندا ويلسون” أنها اضطرّت إلى شراء سيارة جديدة كانت تحتاج اليها للعمل، بمبلغ كانت تنوي تسديد إيجارها به، بعدما احترقت سيارتها القديمة، وأصبحت بذلك أمام قضية إخلاء فيما يتوجّب عليها تسديد /2900/ دولار، فيما أشارت المستأجرة دايموند (التي لم تكشف اسمها الكامل) إلى أنها عادت إلى وظيفتها بعد إنجابها طفلاً بفترة وجيزة خوفًا من أن تُطرد من مسكنها.