إعلام - نيوميديا
الهجرة بين الطموح والاضطرار … د.حسن مدن
الهجرة بين الطموح والاضطرار …
بالنسبة للهجرة من البلدان العربية إلى بلدان أخرى بحثاً عن الأمن والاستقرار الحياتي، وهروباً من الحروب والنزاعات، وانعدام فرص التعليم والعمل وما إليها، فإننا لن نتردد في القول إن تلك الهجرة، في غالبها الأعم، اضطرارية، حين يُهجّر عشرات الآلاف من قراهم وبلداتهم بسبب وقوعها في مناطق غير آمنة، وحين تسدّ في وجوههم آفاق الحياة بصورة طبيعية، ولسنا في حاجة لتقديم أرقام ولا معطيات، فبمرأى العين شاهدنا الأعداد الكبيرة من المهاجرين من بلدان عربية منكوبة، لعلها ابتدأت بالتهجير الجماعي للفلسطينيين من أرضهم، لتتوالى، حتى اليوم، الهجرات من بلدان أخرى كسوريا والعراق ولبنان وغيرها.
.
.
وبالنسبة للأجيال الشابة خاصة، فإن الباعث على الهجرة قد يكون البحث عن فرص عمل غير متاحة في بلدانهم بسبب الصعوبات الاقتصادية والمعيشية، حتى لو كانت هذه البلدان آمنة، ونقرأ باستمرار تقارير عن شبان عرب يخاطرون بحيواتهم عبر قوارب الموت التي تعبر بهم البحر، نحو ضفاف يرونها واعدة، ويغرق الكثيرون منهم في عرض البحر قبل بلوغها.
.
.
والهجرة من البلدان ليست ظاهرة عربية فقط. هذا ما يؤكده استطلاع للرأي أنجزته “Gallup- مؤسسة غالوب الدولية” أفاد بأن 36 في المئة من الأشخاص حول العالم يفضلون العيش في بلد آخر، وشمل الاستطلاع 57 دولة، وحسب رئيس “غالوب”، كانشو شتويشيف، فإن الهدف الرئيسي كان قياس الرضا العام عن الحياة في البلدان التي شملها الاستطلاع.
.
.
وبشكل عام فإن شتويشيف يشير إلى أن الأجيال الشابة، بما فيها الموجودة في أوروبا، أصبحت أكثر رغبة في الهجرة، وأن سكان المناطق الحضرية الفقيرة في مناطق كثيرة في العالم، لا سيما في العالم النامي، يتوقون إلى الهجرة نحو مكان أفضل، خاصة بالنسبة للناجحين والمتميزين الذين لا يجدون إمكانات كافية للتطوير في بلدانهم الأصلية، وكلما كان الناس أصغر سناً وأكثر فقراً، زادت احتمالية الهجرة بينهم، وأن مستويات الدخل تلعب دوراً مهماً في اتخاذ القرار.
.
.
نتائج كثيرة تلفتنا في الاستطلاع، بينها أن عدد الأشخاص الراغبين في الهجرة من دول الاتحاد الأوروبي أكثر من نظرائهم من الدول غير الأعضاء في الاتحاد، ورغم أن دولاً أوروبية شهدت تدفقاً لمهاجرين روس، هربوا لمعارضتهم الحرب في أوكرانيا، لكن الاستطلاع يشير إلى أن نسبة قليلة فقط من الروس يريدون الهجرة، وعزا شتويشيف الأمر إلى ما أظهرته دراسات سابقة عن المستويات العالية للوطنية في روسيا.
.
.
