رأي

النصر فى عيون السوريين

د . محمد سيد احمد ..

|| Midline-news || – الوسط  ..
دائما ما تكون رؤية وقراءة المشهد من الخارج مختلفة تماما عن رؤيته وقراءته من الداخل, وعلمتنى الدراسة فى مجال علم الاجتماع السياسي أن أبنى مواقفى السياسية والفكرية وفقا للمشاهدات والوقائع الحسية الملموسة, فالموضوعية فى العلم هى تصوير الواقع كما هو عليه, ومنذ بداية الأزمة السورية قررت أن أبني موقفى وفقا للرؤية الواقعية بعيدا عما تبثه وسائل الإعلام التى غالبا ما تخضع لقوى سياسية واقتصادية توجهها فيما تقوم بنشره من وقائع وأحداث لذلك دائما ما تأتى الصورة متوافقة مع مصالح هذه القوى المتحكمة فى وسائل الإعلام, وإذا أدركنا أن اللوبي الصهيونى هو الأكثر سيطرة على وسائل الإعلام عالميا فأنه يسعى لترويج ما يريده عبر وسائل الإعلام محليا وإقليميا ودوليا وهو ما جعلنى أطلاق على وسائل الإعلام منذ بداية الربيع العربي المزعوم والذى هو ربيعا عبريا بامتياز مصطلح الجنرال إعلام, فهو أكثر الأسلحة استخداما فى هذه الحرب التى تشن على مجتمعاتنا العربية بهدف تقسيمها وتفتيتها.
وفى بداية الأزمة السورية قررت أن أقوم بقراءة المشهد من الداخل حتى يكون موقفي متسقا مع رؤيتى العلمية من ناحية وانتماءاتى الفكرية والسياسية من ناحية أخرى فكانت المبادرة الأولى لزيارة دمشق بصحبة وفدا من زملائي بالحزب الناصري وجريدة العربي, وعدنا من الزيارة الأولى بعد رصد الواقع بدقة لنتخذ موقف مغاير تماما لما يراه ويعرفه الرأى العام المصرى والعربي المشكل بواسطة الآلة الإعلامية الجهنمية الجبارة فى حينه والتى كانت تعمل طوال الوقت على تزييف وعى المواطنين بما يحدث داخل المجتمع السورى وتصوره على أنه ثورة شعبية على غرار ما حدث فى تونس ومصر.
وأدركنا أن ما يحدث هو مؤامرة كبرى تقودها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيونى وحلفائهما الأوروبيين والخليجيين على قلب عروبتنا النابض التى وقفت فى خندق المقاومة متمسكة وحدها بالمشروع القومى العربي فى مواجهة مشروع الانبطاح والتبعية, ومنذ تلك اللحظة قررنا أن نخوض معركة الدفاع عن سورية العربية بما نملكه وهو الكلمة ولآخر نفس عبر ما هو متاح من مساحة فى وسائل الإعلام المختلفة, ومن وقت لآخر نعود الى دمشق لنعيد قراءة المشهد من جديد, ولنضطلع على آخر المستجدات على أرض الواقع حتى تكون رؤيتنا ومواقفنا دائما موضوعية ومبنية على مشاهدات واقعية ملموسة.
وخلال الزيارة الراهنة أبشر القارئ العربي ليس فى الداخل فقط بل حول العالم أن سورية ستنتصر حتما فى هذه الحرب الكونية التى شنت عليها, وتبشيرى هذه المرة بالنصر يأتى من خلال رصدى لما شاهدته فى عيون السوريين على الأرض السورية, فصمود الشعب العربي السورى الأسطورى أحد بشائر النصر, فلا تقابل سوريا إلا ويحدثك بفخر واعتزاز عن شهيد أو أكثر داخل عائلته أو من معارفه وجيرانه, ولا تأتى سيرة الجيش إلا وتجد الفخر والاعتزاز بحماة الديار وتجد الكلمة الأكثر شيوعا هى أن البوط العسكرى لابد من وضعه فوق الرؤوس فهؤلاء هم المدافعين عن شرف وكرامة سورية ولهم كل الإجلال والاحترام والتقدير, وحين تأتى سيرة الرئيس الأسد تجد العيون قد ترقرقت بالدموع فهو القائد الشجاع الذى قرر خوض المعركة حتى الرمق الأخير.
هذه القراءة من الداخل ومن قلب دمشق حيث أننى لم أكتفى بتسجيل الكلمات التى تنطق بها ألسنة من أقابلهم بل أقدم ما شاهدته فى عيونهم من نظرات كلها أمل وتفاؤل وإيمان بالنصر, لذلك أقولها عالية مدوية لا يمكن أن تهزم دولة لديها مثل هذا الشعب الصامد وهذا الجيش الباسل وهذا القائد الشجاع, لقد شاهدت خلال هذه الزيارة بشائر النصر فى عيون السوريين القابضين على الجمر بالداخل والمتمسكين بالتراب الوطنى والمدافعين عنه والمضحين بدماء فلذات أكبادهم وليس اللاجئين والفارين والهاربين الذين تستغلهم القوى المعادية لتقديم صورة عكسية محبطة عبر الجنرال إعلام تبشر بالهزيمة واليأس, اللهم بلغت اللهم فاشهد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك