السودان.. المعارك تتواصل واتفاق على تمديد الهدنة “الهشة”

تواصلت المعارك الدامية في السودان، وعاشت العاصمة الخرطوم على وقع القنابل وتبادل النيران لليوم الرابع عشر على التوالي، فيما يحتدم القتال في دارفور غرب البلاد بعد تجاهل طرفي النزاع الهدنة المتفق عليها.
وفي الساعات الأخيرة قبل انتهاء وقف إطلاق النار الذي تم انتهاكه بشكل متكرر منذ ثلاثة أيام، أعلن الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو موافقتهما على تمديد الهدنة “الهشة” مدة 72 ساعة إضافية، بمساع أمريكية وسعودية.
المعارك في السودان متواصلة وسط هدنة هشة..
ومنذ اندلاع القتال بينهما في 15 نيسان/ أبريل، جرى التوصل إلى هدنات عديدة، لكنها جميعاً فشلت في الثبات، ورحبت السلطات والدول الأجنبية الساعية لإنهاء القتال في السودان بتمديد اتفاق وقف إطلاق النار، ودعت إلى تنفيذه بالكامل.
وفي بيان مشترك، رحب أعضاء الآلية الثلاثية (الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية والأمم المتحدة) والرباعية (السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة) باستعداد طرفي النزاع “الانخراط في حوار من أجل التوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق”.
وأضاف البيان أن “هذه المرحلة الدبلوماسية الأولية ستساهم في وقف دائم للأعمال العدائية، وفي الترتيبات الإنسانية، ما سيسهم في تطوير خطة لخفض التصعيد”، وشهدت الخرطوم صباحاً قصفاً من طائرات مقاتلة، ومحاولات للتصدي لها، رغم اتفاق وقف النار، فيما يحتدم القتال في إقليم دارفور المضطرب.
طائرات حربية حلقت فوق الضاحية الشمالية للخرطوم..
وقال شهود لفرانس برس إن طائرات حربية حلقت فوق الضاحية الشمالية للخرطوم، التي تشهد تبادلاً للقصف بالمدفعية الثقيلة، وحسب بيان للجيش، فقد شملت المبادرة “تمديد الهدنة الحالية إلى 72 ساعة إضافية”، و”إيفاد ممثل عن القوات المسلحة وآخر عن الميليشيا المتمردة إلى جوبا بغرض التفاوض”.
وأسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل أكثر من 512 شخصاً على الأقل وجرح الآلاف، حسب بيان لوزارة الصحة الاتحادية في السودان، ولكن قد يكون عدد الضحايا أكثر من ذلك نتيجة القتال المستمر، وأكدت نقابة الأطباء السودانية تعرض 14 مستشفى للقصف، وتوقف 19 منشأة طبية عن العمل بسبب الاشتباكات.
امتداد أعمال العنف..
وخارج الخرطوم، تصاعد العنف في أجزاء أخرى من السودان، بما في ذلك إقليم دارفور المضطرب غرب البلاد، وأفاد شهود عيان في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور بوقوع “اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، لليوم الثاني على التوالي، بمختلف أنواع الأسلحة”.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن “العنف، وتوقف عمل العديد من المستشفيات، والقدرة المحدودة على التزود بالمياه، ونقص المواد الغذائية، واضطرار السكان إلى النزوح”، كلها عوامل تشكل أخطاراً كبيرة على الصحة في السودان.
المصدر: فرانس برس