المرأة في ساحة التفلسف !… مريم ميرزاده

المرأة في ساحة التفلسف (وليس القصد أنها موجودة في تلك الساحة)! فباطّلاع سريع على معظم الكتب الفلسفية عبر التاريخ، يظهر الغياب المخيف لـ المرأة عن ساحة التفلسف. وكنت قد سألت ذات يوم هل هو غيابٌ أم تغييب؟
.
عندما قرأت كتاب ميلان كونديرا “الستارة” منذ ما يقارب العشر سنوات، الذي يحوي عدداص هائلاًا من أسماء الأدباء والمفكرين والمنظرين في تاريخ الأدب، أدهشني غياب أسماء أديبات كبيرات في عالم الغرب الذي ينتمي إليه الكاتب. فلا الأخوات برونتي كان لهنّ نصيب ولا فيرجينيا وولف ولا آنا أخماتوفا ولا كل اللواتي كنتُ قرأتُ لهنّ في سنوات مراهقتي، قبل أن أبدأ بملاحظاتي تلك.
وترسّخت فكرة الغياب/ التغييب أكثر عندما قرأت -لاحقاً- كتب الصوفيين وكتب تاريخ الفلسفة وغيرها الكثير من أمهات الكتب الفلسفية…
.
بعيداً عن انشغالات المرأة الكثيرة حدّ الإنهاك ومسؤولياتها العظيمة في الأسرة، أميل اليوم إلى مقولة التغييب أكثر. فنزعة السلطة والقوة والسيطرة عند الرجل، كان لها لا شك تأثيرٌ كبير في ترسيخ القناعة بأنّ الأصل هو الرجل، ومن بعده تأتي المرأة. الكائن الأضعف، الضلع الأعوج. المخلوقة الناقصة التي أنزلت آدم إلى الأرض ودمرت الخليقة!
.
هي قناعة قد لا نشعر بها اليوم لشدّة ما نحن متماهون معها متماشون مع ما تخلّفه من نتائج مخيفة. ولست في صدد رفع شعارات النسوية الفارغة! لكنها ملاحظات وانطباعات لم أكوّنها من فراغ.
فهل التاريخ، بالنتيجة، من صنع الرجل حصراً؟!
عندما قرأت كتاب آنا ماري شيمل “روحي أنثى”، شعرتُ ببعض الارتياح، لأن الكتاب شكّل انتقاماً محبباً إلى أنوثتي. فهل ألّفته ماري شيمل انتقاماً وكيداً؟ لا أرى ذلك.
.
*أديبة ومترجمة إيرانية- لبنان
.