رأي

المؤتمر الدولي للسلام .. بين الحاجة والضرورة

د. فائز حوالة – موسكو .. 

خاص – || Midline-news || – الوسط  ..

سياسات حمقاء تلك التي اتبعتها الولايات المتحدة الامريكية ومنذ ثمانينيات القرن الماضي مروراً بمرحلة تفكيك الاتحاد السوفيتي وصولا الى الثورات الملونة ومايسمى بالربيع العربي , والمتمثلة بمحاولتها فرض السيطرة المطلقة على العالم باسلوب على اقل تقدير يمكن تصنيفه بالاسلوب الحاقد والطامع والاسلوب الخشن وغير اللبق والذي جعل من الولايات المتحدة تضرب بعرض الحائط ليس مصالحها فقط في بعض الاحيان وانما مصالح الدول العظمى ومصالح الدول الحليفة لها عداك عن مصالح الشعوب التي غفت تحت تأثير الدعاية الامريكية والحلم بتحقيق الديموقراطية والعدالة والمساواة والحرية والتنمية , لتستيقظ تلك الشعوب وربما قبل حكوماتها على واقع اليم مفاده ان ماتعمله الولايات المتحدة الامريكية وتحت غطاء شعاراتها الرنانة ماهو الا غلاف لبضاعة فاسدة وغير قابلة للتداول سوى للاطماع الامريكية الهادفة الى السيطرة على خيرات ومقدرات الشعوب والدول لاتختلف بذلك عن ” رجال الدين ” الذين يدفعون بالجهلاء والمغفلين والمستغفلين لارتكاب حماقات تصل الى حد ارتكاب الجرائم وقتل الناس بحجة نشر الدين او نصرة للدين او الدفاع عن المظلومين في تلك البلاد التي ظهروا فيها ” وبأمر من مشغلهم الامريكي ” نصرة للدين واهله .

وبالرغم من النجاح الجزئي للخطط الامريكية والتي اعتمدت في اغلب الاحيان على اسلوب الضربة السريعة بعد العمل على تهيئة نفسية وبشرية وحتى عسكرية في كثير من المناطق التي نجحت سياساتها و في ظل غياب كامل لاي دور لحكومات تلك الدول او حتى محاولة التصدي والوقوف ضد تلك السياسات الامريكية خوفا منها وتحسبا من استخدام الولايات المتحدة وسائل ضغط اضافية على حكومات تلك الدول تختلف من بلد الى اّخر بحسب الاولوية الامريكية واهمية هذه اوتلك الدولة بالنسبة لسياسات الولايات المتحدة والذي يبقى فيه اسلوب العصى والجزرة هو الاسلوب الذي ابدى نجاعته في اخضاع الكثير من حكومات الدول للسياسة الامريكية .

فالولايات المتحدة الامريكية كانت تٌظهر نفسها حتى العام 2001 بمظهر الجلاد وانها القوة الوحيدة في العالم التي تأمر وتنهي وتقرر وتحدد وتقول وتفعل وانها امة فوق كل الامم فتحولت وبشكل مفاجىء وبعد احداث ايلول , التي افتعلتها بنفسها, الى دولة مستهدفة من قبل الكارهين للحرية والديموقراطية وبشكل خاص من قبل جماعات تطلق على نفسها ” جماعات اسلامية ” فكانت تلك اللحظة هي لحظة التحول في المخطط الامريكي الى منطقة الشرق الاوسط لمتابعة تنفيذ مخططاتها هنا بعد ان نجحت بشكل من الاشكال بارساء مبادىء الديموقراطية الامريكية في اوربا وخاصة الجزء الشرقي منها وعلى جزء لابأس به من من دول الاتحاد السوفيتي السابق , ولهذا كان لابد لها من سحب ورقة الاسلام السياسي واعادة تدويره كما تعيد الشركات الضخمة تدوير النفايات للحصول على الطاقة الرخيصة , والتي اثبتت نجاحها في حث الاتحاد السوفيتي انذاك لسحب قواته من افغانستان , ولكن بفرق بسيط يتمثل في قدرتهم على احداث شرخ بين المكونات الاسلامية نفسها هي التي وقفت جميعها وقفة رجل واحد داعمة المسلمين في افغانستان لطرد قوات الاحتلال السوفيتي منها , فكان لهم ذلك بفضل التحريض المذهبي والطائفي والتفسير المغرض لاّيات القراّن الكريم مضافاً له فتاوي المأجورين من رجال الدين , كلها عوامل جعلت العالم الاسلامي بشكل عام والعربي بشكل خاص يشتعل تحت هذا النوع من الفتنة لتجد امريكا لنفسها باباً واسعاً لتتدخل في شؤون الدول العربية متقمصة شخصية رجل الاطفاء العالمي بغض النظر عن كونه رجل الشرطة الوحيد في العالم فاطلقت على ذلك اسم ” الربيع العربي ” مع الاعلان رسمياً عن زج الاسلام السياسي كمحرك رئيس لهذا الربيع المشؤوم .

فمن هنا بدأت عملية تغيير الحكومات الشرعية وتنصيب الدمى الامريكية التي كان ولائها المطلق للادارة الامريكية وهمها الاخير مصلحة شعوبها مسخرة بذلك كل ثروات وخيرات البلاد لصالح الشركات الامريكية العابرة للقارات .

الى ان حط فيهم الرحال في الملعب السوري الذي تعثرت فيه سياساتهم وفشلت فيه مخططاتهم ولم تنجح فيه الاعيبهم واساليبهم فاضطروا الى الاستعانة باغبياء من مختلف اصقاع العالم بلغ تعدادهم اكثر من 350 الف ارهابي جروهم وزجوا بهم في المحرقة السورية بعد ان اعطوهم وعوداً وصكوكاً امريكية بلسان رجال الدين المتأمركين بالوصول الى جنان الخلد والخلود فيها ابدا مع حور العين من اجمل ماخلق الله من النساء , لتصبح بذلك السياسات الامريكية الفرض السادس من الاسلام ويصبح الفرض الوحيد لكل غبي مسلم كان او غير مسلم لارضاء الله على ارضه فيرضيه الله في جنانه .

وبهذا الشكل اصبح العالم على صفيح من البارود وصفيح من النار وقابل للانفجار في اية لحظة واية خطوة قد تكون غير محسوبة وغير عقلانية اخرى من قبل الولايات المتحدة الامريكية التي تبقى هي نفسها بعيدة بعض الشيء تقبع خلف المحيط فلا يصلها الا القليل من الشرارات وفي كثير من الاحيان شرارات تفتعلها بنفسها للتمويه عن نفسها .

من هنا بدأت اصوات الشعوب وتبعتها اصوات الحكومات مجبرة ومضطرة لرفع الصوت عالياً بوجه الولايات المتحدة الامريكية وسياساتها الحمقاء لتدعوها الى مؤتمراً دولياً للسلام في العالم كضرورة وحاجة ليس فقط للولايات المتحدة التي بدأت تشعر بفقدان السيطرة النار التي صنعتها بنفسها واشعلتها في مناطق مختلفة من العالم فأضحت بذلك اقرب الى القط الشرير الذي اعتلى الشجرة ولم يعد بمقدوره النزول عنها او البقاء عليها او الصعود اكثر او القفز الى شجرة اخرى .

هذا الامر على مايبدو تلقفته الادارة الامريكية ” على الاقل الحالية وقبل رحيلها عن البيت الابيض ” لتحاول تخليد نفسها راعية داعمة مدافعة عن السلام وعن الحرية والديموقراطية والانسانية , بالرغم من ان سقوفها مازالت عالية للنزول من اعلى تلك الشجرة قهي مازالت تريد وترغب وتفضل وتحاول وتدعو وترى … ووو الخ من المصطلحات الدبلوماسية التي تريد من خلالها الولايات المتحدة النزول من اعلى تلك الشجرة التي اعتلتها ضامنة على اقل تقدير حفظ ماتبقى من ماء وجهها الذي جف في نظر غالبية شعوب العالم ومنذ فترة ليست بالقصيرة , فهل يستطيع مؤتمر السلام المزمع انعقاده قبيل خروج الادارة الامريكية الحالية التوصل الى تفاهمات حول المواضيع التالية :

  • التوصل الى حل القضية الفلسطينية وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي !
  • التوصل الى وضع حل للصراع على الطاقة بمختلف انواعها ومساراتها !
  • التوصل الى اعادة هيكلة الامم المتحدة وجميع هيئاتها ومنها مجلس الامن الدولي !
  • التوصل الى معاهدة امن دولية جديدة وخاصة مايسمى بالدرع الصاروخية الامريكية !
  • التوصل الى معاهدة عالمية نووية جديدة والتخلص من السلاح النووي او الحد منه !
  • الاعتراف الدولي بتلك الدول التي ظهرت كنتيجة مباشرة للسياسة الحمقاء للولايات المتحدة الامريكية !
  • التوصل الى انهاء استخدام الارهاب كوسيلة للاستثمار !
  • التوصل الى تشابكات اقتصادية دولية جديدة تضمن التنمية الاقتصادية العالمية وتحافظ على مصالح الشعوب في الاستفادة من خيرات وثروات بلادها !

طبعا جميع تلك المواضيع ربما تصل بالعالم الى مايعرف بجمهورية افلاطون ولكن مهما تحقق من تلك التفاهمات سيكون له الاثر المباشر على اقل تقدير في وقف اراقة الدماء البريئة وتدمير البنى التحتية للمدن وتدمير اقتصاد الدول , يبقى الامل سيد الاحتمالات في الاشهر الثلاث المقبلة لان المؤتمر فعلا حاجة ماسة وضرورة قصوى للعالم اجمع .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك