“الكبتاغون السوري” في عين الكونغرس الأمريكي
يبدو أن انتقادات وإصرار عضو الكونغرس الأميركي “فرينش هيل” لسياسات الرئيس جو بايدن تجاه الأزمة في سوريا، وصلت به إلى إقرار الكونغرس الخميس الماضي مشروع قانون “محاربة المخدرات” بحجة التحرك السريع ضد الدولة السورية واتهامها بتجارة المخدرات.
ويزعم النائب الجمهوري عن ولاية أركانساس، أن تجارة “الكبتاغون” تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة، كما أنها سبب لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط ولها آثار سلبية.
ونتيجة الأزمة التي تمر بها سوريا والفوضى التي تضرب مناطق عدة في البلاد أصبحت سوريا بنظر دول عربية وغربية “دولة مخدرات”، وارتبط ذلك بعدد من الشحنات الكبيرة التي خرجت منها وعبرت الحدود لتصل إلى مصر والسعودية والأردن ودول أبعد، كإيطاليا واليونان ورومانيا.
وتنوعت هذه الشحنات ما بين “حبوب الكبتاغون” و”أكف الحشيش”، بينما اختلفت طرق تهريبها.. تارة بعلب الحليب وأوراق الشاي، وأخرى ضمن لفافات الورق المقوّى وأطباق البيض وحبات الفواكه.
سوريا دولة عبور..
وفي تصريح سابق لسبوتنيك قال مدير إدارة مكافحة المخدرات في سوريا العميد نضال جريج إن “سوريا هي دولة عبور للمواد المخدرة نظراً لموقعها الجغرافي وتوسطها بين الدول المنتجة للمخدرات والدول المستهلكة لها”.
وأضاف العميد جريج أن “هذا الموقع جعل سوريا بلد عبور بامتياز وممراً مميزاً يستخدمه تجار ومهربو المخدرات، والغالبية العظمى من الكميات المضبوطة من المخدرات تم ضبطها في مناطق حدودية أو مخبأة ضمن مخابئ سرية ومعدة للشحن عبر الأراضي السورية حيث يستغل تجار ومهربو المخدرات موقع سوريا كبلد عبور لهذه المادة الى الدول المستهلكة ولم يتم ضبط أي معمل أو مخبر لتصنيع هذه المادة ضمن الأراضي السورية”.
على ماذا ينص القانون الأمريكي؟
ويسعى مشروع القانون إلى ربط تجارة المخدرات بإدارة الرئيس بشار الأسد، ويطالب باعتبار هذه التجارة “تهديداً أمنياً عابراً”، كما يطالب الوكالات الأميركية بوضع استراتيجية مكتوبة خلال مدة أقصاها 180 يوماً، لتعطيل إنتاج المخدرات والاتجار بها، وتفكيك الشبكات في سوريا والدول المجاورة.
وفضلاً عن ذلك، يقدم مشروع القانون الدعم للدول الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة، التي تواجه تهريب المخدرات إلى أراضيها، وبشكل خاص الأردن ودول الخليج العربي.
ووفقاً لملخص القانون المنشور على موقع الكونغرس، فإنه سيُطلب من وزارة الدفاع والخارجية والخزانة، وكل من إدارة مكافحة المخدرات، ومكتب المخابرات الوطنية، والوكالات الفيدرالية الأخرى، تزويد الكونغرس باستراتيجية لتعطيل وتفكيك شبكات إنتاج وتهريب المخدرات في سوريا، حسب زعم الملخص
وفي سياق متصل أفاد تقرير أعده معهد “نيو لاينز” للأبحاث الذي يتخذ من واشنطن مقراً في نيسان/ أبريل أن تجارة حبوب الكبتاغون المخدّرة توسعت الى حد كبير في الشرق الأوسط خلال العام 2021 لتتجاوز قيمتها خمسة مليارات دولار.
ووفق بيانات رسمية تنشط صناعة حبوب الكبتاغون في لبنان المجاور لسوريا، كما صادرت القوى الأمنية في دول عدة أكثر من 400 مليون حبة كبتاغون خلال العام الماضي وتعد الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية الوجهة الرئيسية لأقراص الكبتاغون.
تابعوا صفحتنا على الفيسبوك –تلغرام –تويتر