العيوب الخلقية الدماغية التي يسببها فيروس زيكا

استخدم الباحثون القائمون على مشروع علمي تقوده جامعة كوينزلاند دماغاً مستزرعاً في المختبر لدراسة تأثيرات فيروس زيكا، الأمر الذي جعل أبحاث تطوير الأدوية والمضادات المكافحة للفيروس تخطو خطوة مهمة إلى الأمام.
وكان قد تم العثور على فيروس زيكا الذي ينقله البعوض في 89 دولة حول العالم حتى الآن، والذي عرف بقدرته على اختراق مشيمة الأم الحامل لإصابة جنينها مؤدياً إلى حدوث تشوهات دماغية شديدة في المراحل الأولى من تطور الجنين.
وجد الدكتور أندري سلونشاك والدكتور ألكساندر خروميخ من كلية الكيمياء والعلوم البيولوجية الجزيئية بجامعة كوينزلاند عنصرا حاسما في الإصابة بعدوى زيكا، وهو الحمض النووي الريبي غير المشفر الفيروسي (sfRNA) ، والذي يساعد الفيروس على تجنب الاستجابات المضادة للفيروسات، ويسبب موت الخلايا في الأدمغة النامية في هذه الدراسة الجديدة، والتي تم نشرها في مجلة Science Advances العلمية.
يقول الدكتور سلونشاك: “إن ما قمنا به يشبه إلى حد كبير ما يحدث في أفلام الخيال العلمي.. لقد قمنا بزراعة دماغ بشري في طبق بتري بالمختبر، ثم قمنا باختبار تأثير فيروس زيكا على خلاياه.. إن الخلايا الجذعية الدماغية تنظم نفسها في هياكل شبيهة بالأعضاء، وفي هذه الحالة يكون لها هيكل وبنية أنسجة للدماغ البشري النامي”.
وأضاف:” كشفت دراستنا دور الحمض النووي الريبي غير المشفر الفيروسي في انتقال العدوى عبر المشيمة في الفئران الحوامل وفي موت الخلايا في عضيات الدماغ البشري المستزرع، وهذا يعطينا نظرة جديدة تماماً حول كيفية عمل الفيروس عند إصابته الدماغ النامي، ما يعني أنه يمكننا استخدام هذه المعرفة الجديدة لتطوير عقاقير أكثر فاعلية مضادة لفيروس زيكا”.
أما الدكتور خروميخ فيقول: في حين أن عدد الحالات المسجلة لفيروس زيكا قد يبدو منخفضاً، والذي يصل إلى قرابة الـ 1.3 مليون حالة على مستوى العالم، فإن تأثيره يستدعي اهتماماً كبيراً، وأضاف: “يمكن أن يسبب زيكا تشوهات كبيرة في الأطفال، لذلك هناك سباق لفهم كيفية عمله وكيفية إيقافه.. يمكن أن تشمل تلك التشوهات الدماغية تلف العصب البصري وصغر حجم رأس وحدوث مشاكل في منطقة الدماغ التي تربط نصفيه وتهتك الأنسجة في مناطق الدماغ الحرجة، وعلى الرغم من أنه لم يتم الإبلاغ عن أية حالة من هذه العيوب الخلقية المرتبطة بفيروس زيكا في أوستراليا ، إلا أنه نظراً للطبيعة غير المتوقعة لانتشار الفيروس والطبيعة المتوطنة لفيروس زيكا في منطقة المحيط، فمن المحتمل أن تحدث إصابة به ويجب أن نكون مستعدين لها في ذلك الوقت”.
تتمثل الخطوة التالية للباحثين في زيادة فهم كيفية تفاعل بروتين NS5 الفيروسي مع الحمض النووي الريبي غير المشفر الفيروسي sfRNA على المستوى الجزيئي، وكيف يساعد هذا التفاعل الفيروس على التهرب من الاستجابة المضادة للفيروسات.. يقول الدكتور خروميخ: “ستساعد هذه المعلومات الباحثين على تطوير أدوية مضادة للفيروس لمنع هذا التفاعل ومكافحة وباء زيكا”.