الصين والبرازيل تتخليان عن الدولار الأميركي

أعلنت الحكومة البرازيلية أمس الأربعاء، أنها اتفقت مع الصين على التخلي عن الدولار الأمريكي واستخدام عملتيهما المحليتين في تعاملاتهما التجارية الثنائية.
الدولار الأميركي يتراجع..
ويعاني الدولار الأميركي منذ نهاية 2022 من تراجعات ملحوظة مقابل أغلب العملات الرئيسية، فبعد وصول مؤشر الدولار (الذي يقيس قيمة العملة مقابل 6 عملات رئيسية) إلى مستويات تقترب من 115، عاد منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ليواصل تراجعه، رغم محاولات ارتفاعه بعد البيانات الاقتصادية الإيجابية، إلا أن الأسواق تخطط لأن يكون عام 2023 هو عام تراجع الدولار الأميركي وفقدان سطوته.
وتم الإعلان عن الاتفاق خلال منتدى أعمال صيني- برازيلي رفيع المستوى عُقد في الصين، وجاء في أعقاب اتفاق مبدئي في يناير (كانون الثاني) الماضي، وكان من المقرر أن يحضر الرئيس البرازيلي “لويز إيناسيو لولا دا سيلفا” المنتدى، لكنه اضطر إلى إرجاء زيارته الصين بعد إصابته بالتهاب رئوي.
بعيداً عن الدولار الأمريكي..
وقال مسؤولون من البلدين: إن “البنك الصناعي والتجاري الصيني” وبنك “بي بي ام” سينفذان التعاملات المالية بين الشريكين الصيني والبرازيلي، حيث سيتيح هذا الاتفاق للصين (أكبر منافس للهيمنة الاقتصادية الأميركية)، وللبرازيل (أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية) إجراء صفقاتهما التجارية الهائلة مباشرة، واستبدال اليوان بالريال والعكس بالعكس، بدلاً من الاعتماد على العملة الأمريكية.
وقالت الوكالة البرازيلية للترويج للتجارة والاستثمار (أبيكسبرازيل) في بيان: “هناك توقعات أن هذا سيخفض التكاليف ويعزز التجارة الثنائية أكثر ويسهل الاستثمار”، وتعد الصين الشريك التجاري الأكبر للبرازيل، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بينهما نحو /150/ مليار دولار العام الماضي 2022، وقد تخلت الصين عن التعامل بالعملة الأمريكية أيضاً مع روسيا وباكستان ودول أخرى عدة.
وتسببت السياسة الاقتصادية الخارجية والدين الخارجي للولايات المتحدة، بتقليص العملة الأمريكية “الدولار” من احتياطيات العديد من الدول.
نحو العملات المحلية..
واتجهت الأسواق الناشئة إلى عملاتها المحلية للقيام بتسوياتها الاقتصادية والتجارية، في الوقت الذي أصبح فيه العديد من الاقتصاديين على يقين أن العالم المالي لن يعود كما كان في السابق، حسب تقرير نشره مركز الأبحاث التابع لبنك “كريدي سويس” السويسري أوضح أن العديد من الخضات أصابت الاقتصادات في وقت تصاعدت فيه حدة التوتورات الجيوسياسية في السنوات الأخيرة مع احتمالية التخلي عن العملة الأمريكية بشكل واسع..
وأشار المحللون في تقرير لهم بعنوان: “مستقبل النظام النقدي” إلى فقدان الثقة بالاقتصاد الأمريكي، حيث ساهم تسارع التضخم والعجز الضخم في الميزانية ( 1.3 تريليون دولار)، والديون الخارجية غير المستدامة ( 31 تريليون دولار) في خلق شكوك حول العملة الأمريكية في وقت لا يرغب أحد فيه استخدام الدولار كسلاح في مواجهة اقتصادية.
المصدر: إندبندنت- سبوتنيك
صفحتنا على فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter