السوريون في مصر.. استثمارات كبيرة ومنافسة في الأسواق المصرية

المستثمرون السوريون في مصر خلقوا بيئة مناسبة لأعمالهم الاستثمارية التي ساهمت في تطوير الاقتصاد والسوق وأوجدت فرص عمل لآلاف العمال السوريين والمصريين، كما ساهم تدفق الأموال بالفائدة على ميزانية الحكومة.
المستثمرون السوريون في مصر، افتتحوا محالهم التجارية المتنوعة، في وسط العاصمة القاهرة، وداخل حي الأزهر، أحد أشهر الأحياء التجارية المكتظة بالمارة.
ويعد حي الأزهر المصري شبيهاً بأسواق دمشق القديمة كسوق الحميدية والحريقة، وعادة ما تكون هذه الأسواق حكراً على أصحاب البلد وتجاره وذلك لخصوصيتها، ولكن الأمر مختلف في مصر، لأنها فتحت المجال أمام التجار السوريين منذ عقود، بينما ازدادت أعداد المحال بعد نقل الكثير من المستثمرين تجارتهم إلى القاهرة بعد الحرب على سوريا.
السوريون في مصر
يشتهر السوريون في حي الأزهر بتجارة المنسوجات الخاصة بتجهيز العرائس كالمفارش، والألبسة النسائية، بالإضافة إلى العباءات المطرزة بطريقة التطريز الدمشقي الشهير.
وبحسب الرأي السائد في الشارع المصري، فإن السوريين يتمتعون بطريقتهم اللطيفة عند تقديم منتجاتهم مما يجعلها مفضلة ولافتة للنظر، بالإضافة إلى إتقانهم العمل والجودة العالية للمنتجات.
وفي السوق التجاري الشهير في حي الأزهر أعاد السوريون إحياء “سوق اتفضلي” كما كان في سوق الحميدية بدمشق، حيث تنتشر محالّ تجهيز العرائس والمفروشات جنباً إلى جنب محالّ المصريين.
افتتح محمد نبيل جمال، تاجر سوري من دمشق، محلاً لبيع المفروشات قبل 6 سنوات في حي الأزهر.
يقول محمد إن فكرة افتتاح المحل راودتني عندما كنت أعمل في بيع المفروشات في المعارض التي كانت تقام في جميع محافظات مصر، ولكن بعد فترة لم تعد فكرة التجول بين المعارض مربحة بشكل جيد ولأن مصروفاتها مرتفعة مقارنة بالمردود.
وأضاف: “اخترت حي الأزهر لأنه سوق واسع وقوي ومشهور، يأتي إليه الزبائن من جميع المحافظات، لأبيع المنتجات التي أستوردها من سوريا أو من مصانع في مصر لسوريين أو مصريين”.
ويلفت التاجر السوري إلى أنه لم يضطر لتغيير مهنته التي نشأ عليها منذ الصغر، مشيراً إلى أن مصر سهلت على السوريين الإجراءات ودعمت التجار منهم، كما أن الشعب المصري شعب يحتضن السوريين ويحب تجربة الجديد.
وبحسب تقرير صدر عن المنظمة الدولية للهجرة في مصر عام 2022، فإن حجم الأموال التي نقلها 30 مستثمراً سورياً مُسجّلاً في مصر بلغ مليار دولار منذ عام 2013.
وفقاً للتقرير، يُعدّ السوريون الذين يشكلون 17 ٪ من أعداد المهاجرين الدوليين في مصر من أفضل الجنسيات التي تساهم بشكل إيجابي في سوق العمل والاقتصاد المصري، ما ينعكس على مصر كمجتمع مضيف.