في السودان: ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات المستمرة منذ 3 أشهر إلى أكثر من 80 شخصا، فيما وصل عدد الإصابات إلى أكثر من 2800 إصابة.
وفي جديد هذه الاحتجاجات سقط قتيلان وأصيب المئات خلال تظاهرات حاشدة الاثنين منددة بحكم العسكر وذلك رغم التحذيرات للحكومة السودانية بعدم استخدام العنف تجاه المتظاهرين..
إلا أن الأمن السوداني قام بإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية تجاه موكبي تظاهرات “14شباط/ فبراير”، لوقف تقدم آلاف المحتجين الذين انطلقوا باتجاه القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، ومقر البرلمان في أم درمان إحدى مدن العاصمة الثلاث، للمطالبة بالحكم المدني كاملاً، ما أحدث حالات من الاختناق والكر والفر بين المتظاهرين وقوات الشرطة.
وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية مقتل مواطن في موكب الخرطوم المتجه نحو القصر الرئاسي، فضلاً عن إصابة عدد من المتظاهرين بإصابات متنوعة من دون حصر عددهم نتيجة العنف المفرط باستخدام الرصاص الحي والمطاطي.
وبحسب بيان اللجنة ، فقد سقطت ضحية لم تعرف هويتها بعد، “إثر إصابة في العنق والصدر من قبل قوات السلطة الانقلابية بطلق ناري متناثر أثناء مليونية 14 شباط/ فبراير المتوجهه نحو القصر الرئاسي في الخرطوم”.
كما خرج آلاف السودانيين مجددا إلى المدن المجاورة للعاصمة وعدد من الولايات، للمطالبة بحكم مدني، في احتجاجات تصدت لها قوات الأمن بقنابل الغاز المسيل للدموع.
استمرار الاحتجاجات
وتعد هذه المسيرة، التي دعت إليها “تنسيقيات لجان المقاومة” تحت شعار “مليونية 14 شباط /فبراير”، ثاني مسيرات هذا الشهر الذي يتضمن أربعة مواكب حددت لها أيام 7 و14 و21 و28 من شباط /فبراير، التي اعتبرتها هذه التنسيقيات “خطوة نحو الهدف المنشود”، ألا وهو “مدنية الدولة”.
ورفع المتظاهرون خلال سيرهم في هذه المواكب الأعلام الوطنية وصور القتلى الذين سقطوا في الاحتجاجات السابقة، وأطلقوا هتافات تطالب بتسليم السلطة للمدنيين بالكامل من دون مشاركة العسكريين، وذلك رداً على القرارات التي اتخذها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في 25 تشرين أول /أكتوبر، بإعلان حالة الطوارئ وتعطيل الشراكة مع المكون المدني، الأمر الذي اعتبرته قوى سياسية ومجتمعية عريضة “انقلاباً عسكرياً”. وتزامنت مسيرة الخرطوم مع مسيرات أخرى انطلقت في بورتسودان ومدني وعطبرة وسنار ونيالا وكوستي.
وتقول لجان المقاومة السودانية إنها ستواصل احتجاجاتها صد الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، والتي أنهت الشراكة التي كانت قائمة بين المدنيين والعسكريين منذ إسقاط نظام عمر البشير في نيسان/ أبريل 2019.
جمود سياسي
وما زال الجمود السياسي يخيم على الموقف رغم إعلان بعثة الأمم المتحدة في السودان استكمال مشاوراتها مع أكثر من 35 هيئة وتنظيما سياسيا وشعبيا في إطار مبادرتها التي طرحتها قبل بضعة أسابيع في مسعا لحل الازمة الحالية التي تعيشها البلاد.
وقبيل انطلاق مسيرات 14 شباط/ فبراير بساعات، كثفت السلطات الأمنية حملة الاعتقالات التي طالت قادة في “لجنة تفكيك نظام الإخوان”، وسياسيين وناشطين في لجان المقاومة التي تقود الحراك الحالي.
وتقول لجان المقاومة السودانية إنها ستواصل احتجاجاتها ضد الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر، والتي أنهت الشراكة التي كانت قائمة بين المدنيين والعسكريين منذ إسقاط نظام عمر البشير في نيسان/ أبريل 2019.
بوادر باقتراب الحوار
وتأتي هذه التظاهرات، في ظل بوادر باقتراب حوار وطني (سوداني) بين الأطراف المعنية للوصول إلى حل شامل ينهي الأزمة، التي كادت تؤدي إلى انزلاق البلاد إلى المجهول، إذ يجري رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي هذه الأيام مشاورات مع أطراف الصراع السوداني من سياسيين وعسكريين..
كما تترقب الأوساط وصول المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد إلى الخرطوم خلال الساعات المقبلة، فيما أعلنت الأمم المتحدة، الأحد (13شباط/ فبراير)، انتهاء المرحلة الأولى من المشاورات السياسية التي أطلقتها في 8 يناير (كانون الثاني) الماضي، وشملت أكثر من 35 مجموعة وجهة تمثل مختلف منظمات المجتمع المدني، ومنظمات حقوق المرأة، والأحزاب والأكاديميين.
في الأثناء، عرض البرهان خلال لقائه فكي، الأحد، حلاً من 4 محاور لتجاوز بلاده الأزمة السياسية الحالية، يشمل “إطلاق عملية حوار شامل يضم كل القوى السياسية والاجتماعية بالبلاد دون استثناء، عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول، تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة لقيادة ما تبقى من الفترة الانتقالية، إجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية لتواكب متغيرات المشهد السياسي في البلاد، بالإضافة إلى تأكيد تنظيم انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية”.
سقوط عشرات القتلى
ويشهد السودان منذ 25 تشرين الأول /أكتوبر 2021 حالة من التوتر جراء تصاعد موجة التظاهرات المتواصلة في الشارع، والتي قوبلت بعنف مفرط من قبل القوات الأمنية..
وتشير بيانات اللجنة الطبية في السودان : إلى ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات المستمرة منذ 3 أشهر إلى أكثر من 80 شخصا، فيما وصل عدد الإصابات إلى أكثر من 2800 إصابة، الأمر الذي وضع الشارع السوداني وقواه السياسية والعسكرية، أمام اختبار صعب في كيفية الخروج من هذه الأزمة التي باتت تتعقد يوماً بعد يوم في ظل تزايد دائرة العنف لحسم وقمع هذه التظاهرات باستخدام الرصاص الحي والمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية من ناحية، واتساع شقة الخلاف بين المكونين المدني والعسكري في التعاطي مع هذه الأزمة من ناحية أخرى.
المصدر: وكالات
تابعونا على صفحة الفيس بوك…