السعوديات يصرخن على تويتر : ارفعوا وصاية الرجل الظالمة عنّا
شذى عواد – واشنطن …
نشرت شبكة « سي إن إن الأميركية » على موقعها الالكتروني تحقيقاً حول معاناة الحصار الذي تعيشه المرأة السعودية في بلدها ، و مطالبتها بالتحرر من السجن الذي تعيش فيه.داخل مجتمعها.
وجاء التحقيق من خلال تتبع بعض النساء السعوديات على موقع التواصل الاجتماعي « تويتر » و نشرهن لتغريدات على حساباتهن الخاصة تظهر حجم المعاناة و تطالب المجتمع السعودي بالتحرر من سطوة الرجل ووصايته الصارمة عليها .
و أطلقت عدد من السعوديات حملة على تويتر بعنوان هاشتاغ #سعوديات_نطالب_باسقاط_الولايه ، و جاءت التغريدات على شكل جمل مرفقة بالهاشتاغ الرئيسي ، كما عرضت الشبكة الإعلامية الأميركية فيديو يحتوي على أصوات لنساء سعوديات بأسماء مستعارة خوفاً على حياتهن وتحدثن عن قسوة الحياة التي يعشنها في ظل التقاليد الذكورية الضاغطة والتي تحتم المراقبة اللصيقة للمرأة السعودية في كل حركاتها وسكناتها وتفرض عليها قائمة لاتنتهي من الممنوعات ، وقد ظهرن في الفيديو على شكل مجسمات تحمل لافتات مكتوب عليها جمل باللغتين الانكليزية و العربية مرفقة بالهاشتاغ الرئيسي #سعوديات_نطالب_باسقاط_الولايه .
ويقضي النظام في السعودية بأن الرجل هو من يملك السلطة لاتخاذ القرارات عوضا” عن المرأة من كل الأعمار ، و تقول إحدى المغردات السعوديات « للعبودية أشكال عدة ، وصاية الرجل السعودية شكل من أشكالها ، ساعدوا المرأة السعودية لتكون إنسانا » ، و عن حقها في مجال التعليم ، تظهر شابتان سعوديتان وقد أخفيتا الوجه تحملان لافتتين كتبا عليهما باللغة الانكليزية « لا يمكنني أن أدرس ، هو يقول لا ».
و في حديث للشبكة الأميركية مع بعض السعوديات داخل السعودية ممن تطالبن بحياة جديدة خارج بلدهن تقول «جنى» ، و هو اسم مستعار « السعوديات هنا محاصرات و لا يستطعن القيام بأي شيء وحياتها متعلقة بالرجل الوصي عليها أو المحرم ، فإذا كان رجلاً جيداً سيسمح لها بالعمل ، أو الدراسة ، و إن لم يكن فهذا غير مسموح لها مع العلم أن هذا حقها الطبيعي» ، و تقول سارة عن طريق الرسائل النصية عن تجربتها « أنا فتاة سعودية ، و ابنة لرجل دين ، أبي يفضل أخي ، و يعاملني معاملة أدنى ، فقط لأني فتاة» و تتابع « عذبني في طفولتي ، فقد كان يضربني يومياً ، و يصرخ في وجهي ، و يسخر من شكلي » ، و عن طموحاتها و أحلامها تقول سارة ذات الاسم المستعار « كان لدي رؤية مشرقة للمستقبل ، و كنت دائماً أحلم بالنجاح و التفوق ، و أن أصبح طبيبة ، هذا كان حلمي من الصغر » و فور علم الوالد برغبة ابنته عمل جاهداً على تحطيمه ، القانون هنا يسانده، لأن لا حقوق للمرأة في بلدنا ، تتابع سارة و تضيف ” أنا روح ميتة في جسد يتحرك ، و أتمنى ألا تعاني أختي الصغرى مثلي عندما تكبر » .
و لسلمى التي تعيش في السعودية أيضاً مطالب تتعدى حقوقها في السعودية ، فقد صرحت بصوتها ل « سي إن إن » أنها لا تريد فقط الحرية و التحرر من سطوة الرجل السعودي ، ومعاملتها ككائن بشري يملك الحق في اتخاذ قراراته الشخصية، و إنما طالبت بمنحها حق اللجوء في الغرب .
مريم بدورها تخلت عن الكثير من أحلامها لأنها على يقين بأن والدها سيعارض جميع مطالبها تقول بيأس « القانون يدعم والدي الرجل فلماذا أقاتل من أجل حقوقي» و يعتبر المفتي العام للبلاد ، و هو أعلى سلطة دينية في السعودية أن حملات وسائل التواصل الاجتماعي هي جريمة تستهدف السعودية و المجتمع الإسلامي ، و يقول « نظام الوصاية مشروع و يجب أن يستمر » و يختتم الفيديو المصور بعبارة باللغتين الانكليزية و العربية « أنا سجينة ، و جريمني أني سعودية» .
هذه الصورة القاتمة للواقع المأسوي للمرأة في السعودية دفع بالعديد من منظمات حقوق الإنسان في العالم ومنها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للتدخل لدى الحكومة السعودية لإخراج المرأة السعودية من هذا السجن الاجتماعي المغلق وتحريرها من العادات والتقاليد الظالمة والتفسيرات المتشددة للشريعة الإسلامية والتي ينكرها الكثير من رجال الدين أنفسهم في المملكة , وكل مافعلته الحكومة السعودية أمام الضغوط هو أنها انضمت إلى “اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضدّ المرأة” (سيداو) في 2000، وهي مُلزمة قانونياً بالقضاء على التمييز ضدّها دون تأخير ، بما يشمل إلغاء نظام ولاية الرجل .. لكن الواقع بقي على مأسويته ولاحياة لمن تنادي .