
أكد اقتصاديون أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى موسكو الأساس لتنمية العلاقات الصينية الروسية في الخمسة أعوام المقبلة إضافة إلى تعميق التفاهم المتبادل بين البلدين حول القضايا الدولية والإقليمية الرئيسة.
ووصل الرئيس الصيني شي جين بينج أمس إلى روسيا في زيارة رسمية تستمر حتى 22 مارس (آذار) الحالي ومن المتوقع أن تكون مسائل تطوير العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين والوضع العالمي الراهن على رأس جدول أعمال بينج خلال محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأفاد دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين بأن الزعيمين سيتطرقان إلى مبادرة السلام الصينية بشأن أوكرانيا.
ولفت بيسكوف إلى أن الرئيس بوتين سيحيط الرئيس الصيني بموقف روسيا من تسوية الأزمة الأوكرانية قائلاً في تصريح صحافي: بالطبع سيقدم الرئيس بوتين موقف الجانب الروسي بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين أن الزعيمين سيجريان محادثة ثنائية خلال مأدبة غداء غير رسمية و”سيكون هناك اليوم لقاء بين الرئيسين غير رسمي لكنه مهم للغاية بين بوتين وشي جين بينج”.
وقال المتحدث: إن اليوم ستعقد فيه لقاءات غير رسمية بين الرئيسين وسيتم إعداد بيانات للصحافيين.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينج إنه يجب أن تكون هناك علاقات وثيقة بين الصين وروسيا وذلك في مستهل اجتماع في الكرملين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف شي: يولي الجانب الصيني اهتماما كبيراً لتطوير العلاقات الصينية الروسية لأن هناك منطقاً تاريخياً في ذلك لأننا أكبر الدول في المنطقة فنحن شركاء في التعاون الاستراتيجي الشامل.
وأكد أن هذا الوضع هو الذي يحدد أنه يجب أن تكون هناك علاقات وثيقة بين بلدين بحسب وكالة بلومبيرغ للأنباء عن وكالة “آر تي عربية” الروسية.
وقال الرئيس الصيني: أنا سعيد للغاية بدعوتك لي لزيارة دولة إلى روسيا مرة أخرى خاصة بعد إعادة انتخابي رئيساً للصين وقد اخترت روسيا كأول دولة لأقوم بزيارتها.
واستطرد شي جين بينج: بفضل قيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحرزت روسيا تقدماً كبيراً في ازدهار الدولة وسيدعم الشعب الروسي زعيم البلاد في القيام بمهام جيدة.
من جهته قال بوتين: إن روسيا مستعدة لمناقشة مبادرة الصين لإنهاء النزاع في أوكرانيا مضيفاً: درسنا بعناية مقتراحاتكم لتسوية الأزمة الحادة في أوكرانيا.
وتابع: سنناقش كل هذه القضايا بما في ذلك مبادرتكم التي ننظر إليها باحترام بالطبع.
ورغم علاقاتها المتميزة مع موسكو في خضم التوتر مع الغرب عرضت بكين التي تعد أن نفوذها الدبلوماسي يضاهي ثقلها الاقتصادي وساطة واقترحت الشهر الماضي مبادرة لتسوية النزاع.
وقال الكرملين: إن الاجتماع “غير الرسمي” سيعقبه عشاء قبل إجراء محادثات أكثر رسمية الثلاثاء وتوقيع اتفاقيات منتظرة لتعميق التعاون الروسي – الصيني.
وتكثفت التبادلات التجارية رغم العقوبات الدولية على روسيا ومغادرة عديد من الشركات الأجنبية أراضيها حيث بلغ حجم التجارة الثنائية العام الماضي 190 مليار دولار وفقا للجمارك الصينية فيما يشكل رقماً قياسياً.
وكذلك ارتفعت حصة اليوان في العملات المستخدمة في التجارة الخارجية الروسية لتنتقل من 0.5 % إلى 16% ما أدى إلى انخفاض كبير لحصة اليورو والدولار في الصادرات الروسية (48 في المائة الآن).
وعلى مستوى الطاقة التي تعد المصدر الرئيس للتبادل بينهما سرعت موسكو وبكين أيضا التقارب بينهما وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
ويشير اقتصاديون من معهد التمويل الدولي في تصريحات أمس إلى أن “الصين والهند حلتا محل الاتحاد الأوروبي كسوقي تصدير رئيستين” للنفط الروسي إذ مثلتا في الربع الرابع من عام 2022 مع تركيا ثلثي صادرات الخام الروسية.
وتقول إيلينا رباكوفي نائبة كبير الاقتصاديين في معهد التمويل الدولي: من المهم جداً بالنسبة لروسيا أن تكون قريبة من الصين لأن روسيا ليس لديها كثير من الأصدقاء التجاريين.
وتشهد العلاقات تطوراً مطرداً حيث حققت التنمية المستدامة للعلاقات الثنائية منافع للجانبين وعززت الاستقرار في العالم المضطرب وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.
المصدر: وكالات
صفحتنا على فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter