الرئيسة المشتركة لـ “سوريا الديموقراطية” : لن نقاتل مع العثمانيين
||Midline-news||- الوسط ..
في حوار أجرته جريدة السفير اللبنانية مع إلهام أحمد الرئيسة المشتركة في «مجلس سوريا الديموقراطية» قالت أحمد بأن «أنقرة تدعم الإرهاب ولن نقاتل إلى جانب من يحلم باستعادة أمجاد العثمانيين في سوريا».. أحمد أضافت بأن « القوات التركية غزت الأراضي السورية تنفيذاً لأجندة عثمانية قديمة مستجدة»، مؤكدة أن «دمشق لن تكون بمنأى عن الوجود العسكري الكردي – العربي عندما تقتضي الضرورة»، وصولاً للمواجهة السياسية مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني واختلاف الرؤية الاستراتيجية، معه خاصة لناحية إقامة كيان كردي مستقل، معتبرة أن «تشكيل دولة كردية ليس في مصلحة الأكراد لأنها غير قادرة على البقاء نظراً لواقع الدول التي ستجاورها فيما لو أعلن عن قيامها» .
أحمد أكدت أن غزوة «درع الفرات» التي بدأتها تركيا في سوريا ترتبط بأجندة مخفية، وهي «لن تتوقف قبل أن تحقق حلم امبراطورية عثمانية تكون فيه حلب جزءاً من تركيا، لتلحق بذلك بمصير لواء الاسكندرون»، لافتة إلى أن القوات التركية وصلت إلى أعزاز وهدفها التالي دخول مدينة حلب، فيما تصر «قوات سوريا الديموقراطية على قتال كل من يتهدد أمن المواطن السوري وسلامته» في أي مكان على امتداد الرقعة السورية.
الرئيسة المشتركة في «مجلس سوريا الديموقراطية» كشفت أن مسلحي «داعش خلعوا عباءة التشدد في جرابلس وارتدوا بزات الجيش الحر وفق المخطط التركي»، مستغربة عدم سقوط قتلى من العسكريين الأتراك في ما كان يفترض أن يكون حرباً على «داعش» .
و أن أنقرة تسعى «لبناء دولة سنية في سوريا لا تكون فيها الحكومة من العرب»، لافتة إلى «جهود تركية لتأسيس مجلس محلي جديد في جرابلس يكون كل أعضائه من التركمان ويتبعون للحكومة التركية مباشرة»، مؤكدة أن المخطط التركي هذا إنما يهدف لإرجاع «مجد الامبراطورية التركية إلى المنطقة، وهي خطة تتضمن أيضاً السيطرة على الموصل في العراق إلى جانب حلب » .
الرئيسة المشتركة لـ «مجلس سوريا الديموقراطية» شددت على أن «قوات سوريا الديموقراطية» لن تقاتل أبداً إلى جانب الأتراك، خاصة في تحرير الرقة من تنظيم «داعش»، موضحة أنه حتى لو سار الأميركيون بسيناريو كهذا فإن «المجلس» لن يسير به.
ولفتت إلى أن تركيا باتت تشكل قاعدة كبرى لـ «داعش»، وأن «مدينة غازي عنتاب تعد أكبر قاعدة تدريب لداعش وعلى مرأى ومسمع من أنقرة التي تدرب عناصر التنظيم الارهابي في معسكرات خاصة في الداخل التركي قبل إرسالهم إلى سوريا ولاحقاً إلى أوروبا» تنفيذاً لأجندة «ستصيب كل من سكت عن الغزو التركي في سوريا بالندم »
وأكدت أحمد »أن كل ما يثار من كلام عن نيات تقسيمية لـ مجلس سوريا الديموقراطية عار من الصحة، وأن هناك تمايزا بين النظام الموجود في شمال العراق (إقليم كردستان) القائم على أساس قومي ويتضمن مكوناً اجتماعياً واحداً هو الكردي، وبين جهود «المجلس» في سوريا الهادفة لإيجاد نظام يوحد الاراضي المقسمة أصلاً بفعل الحرب، وذلك بعدما بات النظام المركزي القائم في الدولة يشكل حالة تفرقة بين أبناء الشعب الواحد »
ولأن المواربة لم تعد مستحبة بعدما طغت أصوات المدافع على كل ما عداها في سوريا، أعلنت أحمد أن «قوات سوريا الديموقراطية» التي تدعمها واشنطن، لن تتوانى عن القتال في دمشق «دفاعاً عن الشعب السوري اتجاه أي كان»، مسلِّمة في الوقت ذاته بـ «واقع وأحقية» تمثيل «المجلس» بوزراء في أي حكومة ستشكل لاحقاً، خاصة بعدما «تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من تحرير مساحات جغرافية واسعة من سيطرة إرهابيي داعش لتعيدها إلى كنف الدولة السورية الموحدة».
وفي هذا الإطار، تؤكد أن الـ «قوات تعمل وفق سياسة دفاعية بحتة»، وتورد مثلاً ما جرى في محافظة الحسكة من قتال بين الجيش السوري و «وحدات الدفاع الوطني» من جهة وبين الأكراد من جهة ثانية، حيث «دافع الأكراد عن أنفسهم في مقابل التجاوزات الكثيرة والمتراكمة».
وعن مستقبل «قوات سوريا الديموقراطية» في ما لو وضعت الحرب أوزارها وإمكانية انضمامها للجيش السوري، تشير أحمد إلى أنه تم تشكيل تلك القوات لتكون «جيش سوريا المستقبلي، حيث إن هيكلية الجيش السوري الحالية تحتاج لتغيير بعد خمس سنوات من حرب دموية طالت جميع المكونات»، مؤكدة بالتالي عدم قابلية الجيش الحالي لاستقبال «نواة جيش سوريا الجديد».
وفيما حرصت أحمد على إظهار العلاقة المتينة التي تربط الولايات المتحدة بـ «قوات سوريا الديموقراطية»، إلا أنها رفضت أن توصم تلك العلاقة بالتبعية، مشيرة إلى أن ما حدث في منبج ومطالبة الأميركيين من «القوات» الانسحاب إلى غرب نهر الفرات، إنما جاء عملاً بالاتفاقات الموقعة بين الطرفين وليس من مبدأ الانصياع للقرار الأميركي.
و حذرت من أن إقصاء «قوات سوريا الديموقراطية» عن المفاوضات سيؤدي إلى تقسيم سوريا، وأشارت إلى أن تلك القوات سترفض أي حل تفاوضي يصدر عن جنيف بغيابها، وهي «مستعدة لاتخاذ أي إجراءات أو خطوات حتى لو تمثلت بالذهاب للمواجهة، لأن أمرا كهذا يعني تكرار التاريخ وتكرار المأساة نفسها»، مؤكدة أن «الحل لن يأتي إلا بسحب كل الأيادي التي شاركت في الحرب السورية وترك القرار لإرادة الشعب السوري نفسه» .
المصدر : السفير