البنك الدولي: الاقتصاد العالمي يواجه عقداً شديد الصعوبة

أكد البنك الدولي أن هناك مخاطر كثيرة تكتنف الاقتصاد العالمي وآفاق النمو خلال عشرينيات القرن الحادي والعشرين محذراً من أن العالم سيواجه عقداً شديد الصعوبة.
وأشار البنك الدولي في دراسة له إلى أن هناك تباطؤاً في النمو الهيكلي بجميع أنحاء العالم، ما يعني أنه حال استمرار الاتجاهات الحالية فمن المتوقع أن ينخفض النمو العالمي إلى أدنى مستوى له في ثلاثة عقود خلال الفترة المتبقية من عشرينيات القرن الحادي والعشرين.
وأوضحت الدراسة أن جميع القُوى التي عززت النمو والازدهار منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي قد ضعفت، وأن معدلات نمو الاستثمار والإنتاجية الإجمالية للعوامل آخذة في الانخفاض، وأن لقضية شيخوخة القُوى العاملة تأثيراً كبيراً على آفاق النمو، مضيفة أن نمو التجارة الدولية أضعف بكثير الآن مما كان عليه في أوائل القرن الواحد والعشرين، إضافة إلى ذلك أدّت سلسلة من الصدمات إلى اضطراب الاقتصاد العالمي على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وأكد البنك الدولي أن الوضع سيكون أسوأ للدول النامية، موضحاً أن التراجع المستمر وواسع النطاق في آفاق النمو على المدى الطويل يهدد قدرة الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية على مكافحة الفقر ومعالجة تغير المناخ وتحقيق الأهداف الإنمائية الرئيسية الأخرى.
وشدد البنك على أن هذه التحديات تتطلب استجابة سياسية طموحة على المستويَين الوطني والعالمي، مؤكداً أنه يمكن عكس التباطؤ بحلول نهاية عشرينيات القرن الواحد والعشرين، إذا ركزت جميع البلدان على تجاربها الناجحة خلال العقود الأخيرة، وتجنبت تكرار الأخطاء نفسها، ونوّه إلى الحاجة لدفعة استثمار كبيرة ترتكز على أُطر قوية للاقتصاد الكلي.
ولفت إلى أن الإجراءات السياسية الجريئة على المستوى الوطني ستحتاج إلى دعم من خلال زيادة التعاون عبر الحدود والتمويل الكبير من المجتمع العالمي محذراً من أن الاتجاهات الحالية للاقتصاد العالمي قد تؤدي إلى عقد ضائع وصعب، ليس فقط لبعض البلدان أو المناطق كما حدث في الماضي، ولكن للعالم بأَسره.
وكشف البنك الدولي أنه دون دفع سياسة كبيرة وواسعة من المتوقع أن ينخفض متوسط معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى أدنى مستوى خلال ثلاثة عقود بنسبة 2.2% سنوياً من الآن وحتى عام 2030 انخفاضاً من 2.6% في الفترة من عام 2011 حتى عام 2021، وهذا انخفاض حادٌّ بما يقرب من الثلث عن معدل 3.5% الذي كان سائداً في العقد الأول من هذا القرن.
المصدر: أرقام