سورية

البصل وسخرية القدر.. هل وجد السوريون البديل؟

توّج البصل ملكاً على الخضراوات بعدما أصبح أغلاهم سعراً وأكثرهم صعوبة في الحصول عليه

بعد عقد من الحرب في سوريا، أصبح السوريون محترفون في خلق البدائل عن كل مادة تغيب عن الأسواق أو حتى يرتفع سعرها، لكن عجزهم بدأ يظهر حينما انقطاع البصل وارتفعت أسعاره، كيف يمكن لمادة مثل البصل أن تستبدل خاصة وأن السوريين اعتمدوا بعد غلاء اللحوم على الأكلات المطبوخة بالزيت والتي يعتبر البصل أحد أساساتها. 

واليوم وبعد سنوات من تربعه في جميع البيوت السورية على رأس قائمة المواد الغذائية، بدأ البصل يختفي شيئاً فشيئاً من قائمة المشتريات في سوريا، لينتقل إلى مرحلة أخرى يتوّج فيها ملكاً على الخضراوات بعدما أصبح أغلاهم سعراً وأكثرهم صعوبة في الحصول عليه، فما الأسباب التي غيرت مساره المتواضع ليصبح واحداً من المستحيلات السورية؟.

البصل المدلل

في محل الخضراوات تتجاذب النساء أطراف الحديث عن “ملك الخضروات” وحاله، تقول إحداهن للأخرى: “بإمكانك الحصول عليه من السورية للتجارة بـ 6 آلاف للكيلو الواحد، ودون بطاقة فقط اذهبي وستحصلين عليه، لتجيبها الأخرى بأنها لن تقف بالطابور من أجله فالحياة كلها “لا تساوي قشرة المذكور”.

ينصح أبو محمد، وهو صاحب محل خضراوات في العاصمة دمشق، زبائنه بشراء حبات البصل الصغيرة، يقول: “ما من داع لشراء الحبة الكبير سعره أغلى ولا يمكنك تقسيمه لأكثر من طبخة واحدة، الصغير أوفر والحبة تكفي لطبخة كل يوم”.

المضحك المبكي

وتحولت أزمة البصل في سوريا إلى “ترند” للسخرية على إجراءات الحكومة، خصوصاً بعد أن خصصت وزارة التجارة الداخلية كيلو غراماً إضافياً بموجب البطاقة الذكية لكل أسرة أسبوعيا بسعر 6 آلاف ليرة لتصبح الحصة 2 كيلوغرام.

اللافت في ظل هذه الأزمة، وكما هو الحال دائماً منذ سنوات، تحويل السوريين لأي مأساة إلى مادة مضحكة.

اعتاد السوريون خلال السنوات الماضية الهرب من واقعهم في تحويل أي مشكلة وعجز يواجهونه إلى كوميديا ونكات تجتاح مواقع التواصل في محاولة لتخفيف حجم الضغوط التي يعيشونها، فالبعض يقول إنه بات محتاراً فيما إن خاطبه أحد ما بـ (ما بتسوى عندي قشرة بصلة) هل مدحه أم ذمه؟.

المصدر: وكالات

صفحاتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى