البرتغال .. “برازيل أوروبا” ..
البرتغال، بلاد بورتوس كال الرومانيّ، أو بلاد البرتقال كما يُسمّيها العرب، “برازيل أوروبا” كما يطلق عليها في عالم الرياضة.
البلد الذي يُعدّ من أفقر بلدان دول الإتحاد الأوروبي، رغم أنّ سجلّه التاريخيّ حافل باحتلالات للعديد من البلدان، سواء في أمريكا أو أفريقيا وصولاً إلى جزر في بحر الصين، ولعلّ أشهر احتلالاتها كانت احتلال بلاد البنّ والسامبا “البرازيل”، من القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر، لتكون البرازيل هي المستعمرة الوحيدة الناطقة باللغة البرتغالية، على عكس باقي دول أمريكا الجنوبية الناطقة باللغة الإسبانيّة.
ورغم طول مدّة الاحتلال إلّا أنّ البرتغال لم ترتقِ لمستوى البرازيل في كرة القدم سوى بالوصف واللقب، فالاتحاد البرتغالي لكرة القدم جاء تأسيسه متأخّراً عام 1914، وكذلك انضمامه إلى الفيفا عام 1923، وكانت المشاركة الأولى له في كأس العالم عام 1966، واحتلّ حينها المركز الثالث كأفضل مشاركة له ليعاود الإنجاز بشكل تقريبيّ في عام 2006 ليحتل المركز الرابع.
أمّا على صعيد القارة الأوربيّة، فمنتخب البرتغال حصل على لقب كأس أمم أوروبا مرّة وحيدة عام 2016، وعاود حمل لقب بطولة الأمم في نسختها عام 2019
أما في كأس العالم، فاكتفى بمشاركات خجولة لا ترتقي إلى مستوى عناصر الفريق الذي قدّم للعالم الكثير من الأسماء اللامعة، مثل كريستيانو رونالدو و لويس فيغو وناني وغيرهم.
ولم يخلُ الأمر من الطرافة حين حصلت البرتغال على اللقب الأوروبي الأغلى عام 2016، فالمنتخب جمع ثلاث نقاط في دوري المجموعات، جرّاء ثلاث تعادلات، وحزم الفريق البرتغالي أمتعته للعودة إلى لشبونة، لكن قرار البطولة بتأهّل أفضل أربعة منتخبات حصلت على المركز الثالث جعل البرتغال في الأدوار الثانية، ليسحق المنافسين الواحد تلو الآخر حتى هزم فرنسا في عقر دارها ويفوز باللقب.
مشوار “برازيل أوروبا” إلى مونديال ققطر 2022، كان صعباً للغاية، فقد نالت البرتغال 20 نقطة بعد الفوز بخمس مباريات، وتعادلها باثنتين، مع خسارة وحيدة كانت كفيلة باحتلال البرتغال للمركز الثاني بعد صربيا.
وكذلك أخفق هجومها ودفاعها في التصفيات
فقد سجّل الهجوم 17 هدفاً، وتلقّى الدفاع 06 أهداف، لتنتقل البرتغال للمنافسة على مقعد الملحق الأوروبي ولتلاقي أولاً تركيا وتهزمها ومن ثمّ تلعب مباراتها الفاصلة مع مقدونيا التي أقصت إيطاليا وتفوز عليها بنتيجة 2-0.
تتراس البرتغال في نهائيات كأس العالم في قطر المجموعة الثامنة التي تضمّ غانا، أوروغواي، كوريا الجنوبية، ولتستعد “برازيل أوروبا” للانتقام من الفرق الثلاثة التي أقصتها في البطولات السابقة.
فهل سينجح رفاق كريستيانو رونالدو بالثأر والتقدّم في أدوار البطولة وتسجيل اسم البرتغال بالذهب كما البرازيل، أم تكتفي البرتغال بحملها لقب “برازيل أوروبا” على الورق وبعيداً عن ذهب الواقع؟.
#صحيفة_الوسط_القسم_الرياضي
غسان أديب المعلم