الاقتصاد العالمي في 2023: 3 مصادر للتفاؤل و3 للحذر

أعلنت مديرة صندوق النقد الدولي “كريستالينا جورجيفا” أن وضع الاقتصاد العالمي أصبح أقل سوءاً مما كان يخشى منه، لكنها عادت ولمحت إلى أن الصندوق قد يرفع توقعاته الاقتصادية للعام 2023.
ورأت جورجيفا في جلسة التوقعات حول الاقتصاد العالمي خلال اليوم الختامي من منتدى دافوس أن هناك أسباب عدو للتفاؤل أولها بدء التضخم في الانخفاض، وثانيها تحسن قدرة الصين على تعزيز النمو، وثالثها قوة أسواق العمل التي أدت إلى استمرار المستهلكين في الإنفاق ودعم النمو الاقتصادي.
وأشارت جورجيفا إلى أن الاقتصاد الصيني العام الماضي نما بشكل أبطأ من المتوسط العالمي للمرة الأولى منذ عقود ولكن مع إعادة فتح الصين من المتوقع الآن أن يتجاوز نموها المتوسط العالمي، وأضافت: يتوقع الصندوق أن يتوسع الاقتصاد العالمي بنسبة 2.7% هذا العام، رغم أن هذا قد يتم تصحيحه في غضون يومين مع إمكانية نمو الاقتصاد الصيني بنسبة 4.4 %
واعترفت جورجيفا أن النمو الاقتصادي العالمي بنسبة 2.7% ليس رائعاً، حيث سيكون أحد أسوأ الأداءات منذ سنوات باستثناء حقبة ما بعد الأزمة المالية لعام 2008 والوباء على حد قولها، مشيرة إلى أن صندوق النقد الدولي قد خفض توقعاته للنمو ثلاث مرات متتالية، لذا فإن عدم القيام بخفض التصنيف مرة أخرى هو تقدم على حد قولها.
وقالت: إذا قام الصندوق بتعديل توقعاته إلى أعلى فإنها لا تتوقع تحسناً كبيراً في النمو البالغ 2.7% المتوقع حالياً في عام 2023، ولفتت جورجيفا إلى أن الإنفاق الاستهلاكي قد يضعف إذا أدى ارتفاع أسعار الفائدة إلى ارتفاع معدلات البطالة، منوهة أن وجود أزمة كلفة المعيشة مع وظائف مختلفة تماماً عن أزمة غلاء المعيشة من دون وظائف.
تساؤلات تدعو للحذر..
وقالت: إن هناك عدة تساؤلات تدعو للحذر أولاً نحن لا نعرف كيف سيتجه التضخم نحو الأسفل؟.. ثانياً ماذا لو كان النمو السريع للصين يعني ارتفاع أسعار النفط والغاز ما يؤدي إلى ارتفاع التضخم؟.. وثالثاً ترى المديرة العامة للصندوق أن الحرب في أوكرانيا تشكل خطراً هائلاً على الثقة لا سيما في أوروبا فماذا لو استمرت؟
وحذرت جورجيفا قائلة: لا ينبغي أن ننجرف مؤكدة أنه ينبغي ألا نتحول من التشاؤم المفرط إلى التفاؤل المفرط، منبهةً إلى أن الإنفاق الحكومي المتزايد لدعم الاستثمار الخاص في التكنولوجيا الخضراء قد لا يخدم الأسواق الناشئة وأضافت: إذا أخذت هذه التقنيات إلى الأسواق الناشئة وإذا كان هذا جزءاً من خطتك فسننجح.. كلنا ننتهي إذا حاولنا تنظيف الأسواق المتقدمة ونسيان العالم النامي.
مسار مكافحة التضخم..
وقالت كريستين لاغارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي: إن مؤسستها ستواصل المسار في مكافحة التضخم، وحذرت وزارات المالية في أوروبا من جعل المعركة أكثر صعوبة عن طريق خفض الضرائب أو زيادة الإنفاق لمواجهة تباطؤ النمو وقالت: سنفعل ما هو ضروري فنحن لا نريد أن ندفع للقيام بأكثر من اللازم.
ودعت رئيسة المركزي الأوروبي إلى ضرورة تجنب حروب الدعم على التكنولوجيا الخضراء، وأخبرت لاغارد المنتدى الاقتصادي العالمي أنها تأمل ألا يكون سباق الدعم الجاري في مجال التكنولوجيا الخضراء “سباقاً نحو القاع”، واستشهدت لاغارد بالخلاف طويل الأمد بين الولايات المتحدة وأوروبا في شأن “إيرباص” و”بوينغ” الذي أدى إلى /20/ عاماً من حروب الدعم قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار بينهما في عام 2021 في وصفها للنزاع بين عملاقي صناعة الطيران.
اللافت في حديث لاغارد في دافوس نبرتها المتفائلة رغم حديثها المتشدد أمس عن استمرار “المركزي الأوروبي” في رفع الفائدة للجم التضخم حيث قالت أمام ضيوف دافوس: يجب أن يتحسن الوضع حيث سمعت كثيراً من الاقتصاديين البارزين يقولون إن الوضع ليس بالسوء الذي كان يخشى وهو ما رددته لاغارد أمام حلقة النقاش.
وأشارت لاغادر إلى انتقال الشركات من وضع الدفاع إلى وضع المنافسة قائلة: لا بد أن شيئاً ما يتحسن بشكل أفضل مما كنا نظن، وإن عام 2022 كان عاماً غريباً جداً وإن نمو الولايات المتحدة كان أبطأ من الصين أو أوروبا، موضحة أن شعار سياستها النقدية هو البقاء على المسار ومعالجة المخاوف من توقف محافظي البنوك المركزية عن مكافحة التضخم في وقت قريب جداً.
التشرذم الخطر الأكبر..
بدوره قال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير لدافوس: إن أوروبا أظهرت قوة ووحدة فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا أكثر مما توقع فلاديمير بوتين وأضاف: بدلاً من أن نكون منقسمين وضعفاء فقد كنا موحدين وأقوياء، وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية دخلنا حقبة جديدة من العولمة التي تحركها السوق وتحركها القوة السياسية.
ورأى الوزير الفرنسي أن الاقتصاد العالمي يجب أن يتجنب التشرذم والحروب التجارية، ما يعني مشاركة جميع البلدان بما في ذلك الصين وقال: لا يمكن أن تخرج الصين من العولمة، لكن يجب أن يكون ذلك على قدم المساواة مع وصول عادل إلى الأسواق.
وأكمل: إنه لأمر جيد أن يقرر الرئيس بايدن تسريع الدفع نحو التكنولوجيا الخضراء ومحاربة تغير المناخ، وينبغي على أوروبا أن تفعل الشيء نفسه يتعين على أوروبا تسريع برنامج الدعم الخاص بها، والتركيز على قطاعات أوروبية محددة تريد دعمها.
وتساءل لو مير: هل نريد شراء سلع أجنبية أو استثمار أموال في الهيدروجين وأشباه الموصلات والألواح الشمسية ومصادر الطاقة المتجددة؟.. من شأن ذلك أن يجعل أوروبا أكثر استقلالية بدلاً من الاعتماد على الموردين الخارجيين في مكافحة تغير المناخ.
التضخم في اليابان..
من جانبه قال محافظ بنك اليابان “هاروهيكو كورودا” لدافوس: إن البنك المركزي الياباني سيواصل سياسته النقدية التيسيرية للغاية الحالية لتحقيق هدف التضخم البالغ 2% بطريقة مستقرة ومستدامة، فيما أعرب كورودا عن أمله في أن تبدأ الأجور في الارتفاع، ما قد يسهم في تحقيق هدف التضخم البالغ 2% بطريقة مستقرة ومستدامة لكن قال: علينا الانتظار.
المصدر: إندبندنت عربية
صفحتنا على فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter