الأمم المتحدة دعت إلى زيادة الدعم الدولي لسورية لتلبية الاحتياجات المتزايدة جراء الكارثة
أكدت سورية أن جهود مواجهة التداعيات الكارثية للزلزال الذي ضرب شمال غرب البلاد وجنوب تركيا، تتطلب دعماً دولياً كبيراً وإمكانات هائلة، واعتبرت أن ذلك لن يكون ممكناً إلا من خلال إيلاء الاعتبارات الإنسانية أولوية على الاعتبارات السياسية، والرفع الفوري والكامل وغير المشروط للإجراءات القسرية غير الشرعية والدعم الصادق والحقيقي لسورية وشعبها.
الموقف السوري جاء خلال كلمة ألقاها مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ، خلال جلسة لمجلس الأمن عقدت أمس حول الشأنين السياسي والإنساني في سورية، حيث لفت إلى أن سورية أكدت على التزامها بإيصال المساعدات الإنسانية لمواطنيها أينما وجدوا على أراضيها، بما في ذلك في شمال غرب البلاد، حيث اتخذت قراراً سيادياً بالموافقة على فتح معبرين إضافيين هما «باب السلامة» و«الراعي»، لمدة ثلاثة أشهر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أهلنا في تلك المنطقة، وأسهم القرار حتى الآن في عبور 423 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية وهو أمر يعكس أهمية الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الأمم المتحدة.
وأشار صباغ وفق بيان حصلت «الوطن» على نسخة منه، إلى أن سورية واصلت منح الموافقات والتسهيلات اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية من الداخل ولتنظيم بعثات إنسانية عبر الخطوط إلى شمال غرب البلاد لمدة ستة أشهر لتقديم المساعدات وإجراء تقييمات للاحتياجات الإنسانية في تلك المنطقة استجابة لتداعيات الزلزال، مؤكداً أهمية الاستمرار في تنفيذ كل هذه الإجراءات بحسن نية ورفض كل محاولات تسييس الوضع الإنساني في سورية سواء من خلال قيام مشغلي «هيئة تحرير الشام الإرهابية جبهة النصرة سابقاً» بإعطاء الأوامر لها لمنع دخول المساعدات الإنسانية عبر الخطوط، أم من خلال التشويش الذي تمارسه دول غربية على قرار سورية بالموافقة على إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبرين حدوديين جديدين.
وتقدم صباغ مجدداً بشكر سورية وتقديرها لجميع الدول التي تضامنت معها وسارعت للاستجابة لحاجات شعبها في هذه الظروف الصعبة، ما شكل دعماً مهماً للجهود الوطنية في تخفيف آثار الزلزال وإنقاذ الكثير من المصابين، وتقديرها أيضاً للأمين العام للأمم المتحدة على إطلاقه نداء عاجلاً للاستجابة لتداعيات الزلزال الكارثية.
وأكد أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لن يقروا بمدى الآثار السلبية للإجراءات الأحادية الجائرة التي يفرضونها على سورية، مشدداً على أن جهود مواجهة التداعيات الكارثية للزلزال تتطلب دعماً دولياً كبيراً وإمكانات هائلة، ولن يكون ذلك ممكناً إلا من خلال إيلاء الاعتبارات الإنسانية أولوية على الاعتبارات السياسية، والدعم الصادق والحقيقي لسورية وشعبها، ووفاء المانحين بالالتزامات التي تعهدوا بها، وتوفير البيئة الآمنة والمستقرة للشعب السوري والتي تتحقق من خلال دعم جهود مكافحة الإرهاب، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، وإنهاء الوجود الأجنبي غير الشرعي، والرفع الفوري والكامل وغير المشروط للإجراءات القسرية الأحادية.
وخلال الجلسة أكد مندوب دولة الإمارات العربية المتحدة أن بلاده حرصت على إرسال المساعدات الإغاثية وفرق إنقاذ وأخرى طبية ضمن خطة الاستجابة لمواجهة تداعيات الزلزال في سورية.
المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون اعتبر في إحاطته التي قدمها خلال الجلسة أن الأولوية العاجلة هي الاستجابة الإنسانية الطارئة للسوريين المتأثرين بالزلزال أينما كانوا، مشيراً إلى أن العاملين في المجال الإنساني يعملون على مدار الساعة لتوسيع نطاق الاستجابة.
وحث المبعوث الأممي كل الأطراف على نزع الطابع السياسي عن الاستجابة الإنسانية دعماً للواجب الإنساني.
من جهته دعا منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارتن غريفيث، إلى زيادة الدعم الدولي لسورية لتلبية الاحتياجات المتزايدة، بعد أن أضاف الزلزال فيها كارثة تُضاف إلى الأزمة التي كانت تمر بها بالفعل، مبيناً أن الكثير من الإمدادات الأخرى ستتوجه إلى المنطقة خلال الأسابيع المقبلة.
المصدر: وكالات
صفحتنا على فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter