العناوين الرئيسيةدولي

الأزمة الاقتصادية تنهي ولاية تراس

أقصر مدة حكم في تاريخ بريطانيا

 

الأزمة الاقتصادية تنهي ولاية ليز تراس بعد 45  يوما  إضافة إلى سلسلة من المشكلات دفعتها للخروج من الباب الخلفي.. لتصبح  أقصر  مدة حكم فى تاريخ بريطانيا..و رئيس الوزراء رقم 56 في تاريخ المملكة المتحدة.

وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أن رئيسة الوزراء البريطانية «ليز تراس» أثارت جدلًا كبيرًا باستقالتها بعد 45 يومًا فقط من توليها مهام منصبها، لتصبح ولايتها الأقصر في تاريخ حكومات المملكة المتحدة.

وقالت ليز تراس  في بيان استقالتها إنها تولت منصبها في وقت تشهد فيه بريطانيا عدم استقرار اقتصادي ودولي كبيرين، حيث كانت العائلات والشركات قلقة بشأن كيفية دفع فواتيرهم، كما هددت الحرب الروسية- الأوكرانية أمن القارة بأكملها، وتأخرت بريطانيا لفترة طويلة بسبب النمو الاقتصادي المنخفض، مشيرة إلى أنها اُنتخِبَت من قبل حزب المحافظين بتفويض لتغيير هذا الوضع.

اقرأ المزيد…ليز تراس في مواجهة عواصف كثيرة منذ وصولها إلى داونينغ ستريت

وذكرت «تراس» في خطابها، أنها قامت- في أقصر حكومة بريطانية في التاريخ- بتسليم فواتير الطاقة وقطع التأمين الوطني، مشيرة إلى أنها وضعت رؤية لضريبة منخفضة واقتصاد عالي النمو، من شأنه أن يستفيد من حرية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

واعترفت بأنها لا تستطيع تنفيذ تفويض حزب المحافظين، وقالت: «لذلك تحدثت إلى جلالة الملك لإبلاغه بأنني سأستقيل من منصب زعيم حزب المحافظين».

وأضافت: “بالنظر إلى الوضع الراهن، وإلى أنني لم أستطع الوفاء بالتزاماتي التي انتخبت لأجلها، تحدثت إلى جلالة الملك (تشارلز الثالث) لإبلاغه باستقالتي من منصبي كزعيمة لحزب المحافظين”، موضحة أنها باقية في ممارسة مهامها حتى الأسبوع المقبل، حيث ستكون هناك انتخابات لاختيار زعيم جديد للمحافظين.

ويبدو أن تراس البالغة من العمر 47 عاما، تخلت عن سمعتها الطويلة في “كراهية الخسارة”، وتعهدها أمس بـ”القتال وعدم الانسحاب”، تحت وطأة ضغوط كبيرة من داخل حزبها الحاكم.

اقرأ المزيد...ليز تراس باستجواب أمام البرلمان البريطاني: أنا باقية ولن أنسحب

الضغط الأكبر جاء من النائب المحافظ البارز كريسبين بلانت، صباح اليوم، إذ قال إن ليز تراس تفتقر إلى “المعرفة الذاتية”، لتدرك أنها “لم تكن لديها القدرة” بالأساس على أن تكون رئيسة للوزراء، وطالبها بالاستقالة.

لكن الضغوط على تراس المولودة في أكسفورد لعائلة يسارية، لم تكن فقط من داخل نخبة الحزب، بل من القواعد الشعبية والمحافظة.

فرئيسة الوزراء المستقيلة أصيبت بجروح بالغة من عدة أزمات متتالية ما ضرب صدقيتها، وبات 10% فقط من الناخبين يوافقون على قيادتها الحكومة.

فيما عبر 80% من الناخبين البريطانيين عن وجهة نظر سلبية عن تراس، وهي نتيجة أسوأ بكثير حتى من بوريس جونسون عندما استقال قبل أشهر.

وداخل الحزب الحاكم، عبر 55% من مؤيديه عن رغبتهم في خروج تراس من السلطة، وفق استطلاع رأي نشر قبل أيام ونقلته وسائل إعلام بريطانية.

الضغوط على تراس في الأيام الأخيرة، وصلت إلى حد تدشين صحيفة ديلي ستار البريطانية، بثا مباشرا على اليوتيوب، في صورة تحدي صمود بين رئيسة وزراء بريطانيا “ورأس خسة (نبات)”.

اقرأ المزيد...الإندبندنت تسخر من تراس: أيهما يصمد أكثر رأسها أم رأس الخسة؟

الأزمة الاقتصادية تنهي ولاية تراس

لكن السيدة التي رٌبطت قبل أسابيع فقط بمارغريت تاتشر المرأة الحديدية في السياسة البريطانية، تولت منصبها وسط ظروف صعبة للغاية، إذ توفيت الملكة إليزابيث الثانية في غضون أيام قليلة.

كما فاقم ملف الإشراف على انتقال السلطة إلى الملك الجديد، تشارلز الثالث، التحديات الشائكة التي تواجه الحكومة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا والتهديد الاسكتلندي بالانفصال، فضلاً عن أزمات الطاقة والتضخم الحادة.

تسرع تراس أو ما وُصف صحفيا بـ”تكتيكات الصدمة والرعب”، دفع حكومتها قبل أسابيع لعرض ميزانية مصغرة تتضمن تخفيضات ضريبية وامتيازات للطبقات الأكثر ثراء، ما حرك عاصفة انتقادات وتراجعاً في معدلات الاقتصاد على حد سواء.

ولم تستطع تراس التعاطي مع هذا الخطأ بشكل فعال، واكتفت في النهاية بإقالة وزير المالية، كواسي كوارتنغ بعد 38 يوما فقط في المنصب.

وتفاقمت أزمة الحكومة ورئيسة الوزراء أمس، مع الإعلان عن استقالة وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا بريفرمان، بسبب خرق أمني واضح يتعلق بإرسال وثائق عبر بريدها الإلكتروني.

“فشل غير معتاد”

السياسية المحافظة التي لعبت على التحولات الكبرى من أجل صنع قفزات مفاجئة، فتركت الديمقراطيين الليبراليين من أجل الحزب المحافظ، ومن تأييد البقاء في الاتحاد الأوروبي لتأييد الخروج، لم تنجح في صياغة تحول جديد يبقيها في منصبها الأرفع.

كما أن تقليد تراس للسياسية الراحلة المحبوبة في الحزب تاتشر، من خلال الملابس والمظهر الخارجي مثل ارتداء قبعة من الفرو، لم يشفع لها أيدا داخل الحزب الذي كان أول من انقلب عليها ووضعها في الزاوية.

وتعد استقالة تراس، اليوم، الخيار الآمن لحزب المحافظين، الذي يجنبه انتخابات عامة يمكن أن يخسرها بنسبة ساحقة في ضوء نتائج استطلاعات الرأي، ويبقيه في الحكم عبر اختيار رئيس وزراء جديد، وفق مراقبين.

المصدر: وكالات

لمتابعتنا على فيسبوكتلغرامتويتر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى