ارتفاع الأسعار في سورية همّ يثقل كاهل الجميع..
ارتفاع الأسعار في سورية قد يرى فيه كثيرون حديثاً بات مكررا لدرجة الملل، لكن الواقع الذي تفرضه الأسواق والذي خرجت به خلال الأيام الأخيرة بات يشكل عبئاً إضافياً مضنياً يزيد من أثقال الشعب السوري.
وارتفاع الأسعار في سورية طال كل شيء، فإذا ما توقفنا خلال الأسبوع الأخير فقط نجد أن الزيت والخبز والصمون والمتة والمكسرات والجوز وووو والحديث يطول، جميعها ارتفع سعرها كيف ولماذا لا أحد يعلم، لكن ما يعلمه السوريون أن الواقع بات كارثيا.
آخر تلك الارتفاعات ارتفاع سعر المتة، المشروب اليومي لنسبة كبيرة من السوريين والذي طالته سلسلة من الارتفاعات المتتالية وقد لا تكون هذه الأخيرة.
مدير الأسعار في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك نضال مقصود قال: “صدر يوم أمس صك تسعير للمادة وبموافقة لجنة التسعير، إذ حدد سعر مادة المتة نوع (خارطة) ذات وزن نصف كيلو غرام للمستهلك بـ10 آلاف ليرة، وهناك ماركات أخرى من المتة ذات الصنفين الثاني والثالث حدد سعر النصف كيلو غرام منها بأسعار تراوح بين 9900 – 9300 ليرة، وعلبة المتة ذات وزن 250 غراماً من الماركة نفسها حدد سعرها بـ5100 ليرة”، داعياً المواطنين إلى تعزيز ثقافة الشكوى وتقديم شكوى بحق كل من يتلاعب بأسعار المواد.
و قال مقصود لصحيفة تشرين: الوزارة قامت بدراسة سعر المادة على أرض الواقع وتتابع الكميات الواردة من المتة، وهناك كميات مقبولة لدى مستودعات الشركة المستوردة التي تقوم بالتعبئة والتوزيع، وتمت دراسة تكاليف استيراد المادة الأولية، إضافة إلى تكاليف التعبئة والتغليف وفقاً للواقع الفعلي وبحضور لجنة التسعير المركزية التي تضم ممثلين عن (الاقتصاد والجمارك ومصرف سورية المركزي وحضور عدد من الفعاليات الأهلية)، وقد صدرت صكوك التسعير الناظمة لها، ولا يجوز البيع بسعر أعلى من هذه الصكوك الصادرة.
وهنا، وبينما ينتظر المواطنون أخبارا قد تبدد شيئا من همومهم المعيشية، نجد أن المعنيين يخرجون بتصريحات ما أنزل الله بها من سلطان، و لا تحمل في طيّاتها سوى تأجيج مشاعر الناس وتظهير لشبح جوع باتت آفاقه واضحة المعالم.
ونذكر من تلك التصريحات النصيحة التي وجهها أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة، للمواطنين بالتسوق خارج المواعيد الرسمية للمواسم.
وقال للصحيفة: على سبيل المثال “عند رغبتي بعمل المكدوس لا أنتظر حتى موعد الموسم لشراء الزيت والجوز، باستثناء مادتي الباذنجان والفليفلة اللتين لا يمكن تخزينهما، وتالياً لا أترك الفرصة لاحتكار التجار لمادتي الجوز والزيت” “بما معناه دعوة المواطنين لشراء الزيت والجوز قبل بدء موسم المونة، فلله درّك يا سيّدي وهل أنت فعلا لا تعلم أن المواطن السوري يقتاد قوته يوما بيوم ولا حول له ليومين لاحقين فكيف نطلب منه شراء احتياطات للمونه وهل بات لديه مونة بالأساس؟؟؟؟
مهما يكن الأمر، الواقع صعب والأيام ثقال، فهل نحن ماضون إلى هاوية أعمق؟، هذا ما بتنا جميعا نخشاه!!