ارتفاع أسعار الحبوب والزيت لمستويات قياسية

ارتفاع أسعار الحبوب والزيت لمستويات قياسية بسبب الحرب في أوكرانيا وتقلبات المناخ.. ففي حين أن كييف كانت تصدر قبل الحرب 12 بالمئة من صادرات القمح و15 بالمئة من الذرة و50 في المائة من زيت دوار الشمس على مستوى العالم فإن غيابها عن المشهد الدولي يلقي بظلاله خصوصاً على أسعار الزيوت التي سجلت أسعارها ارتفاعات جديدة هذا الأسبوع.
وكشفت تقارير اقتصادية أن أسعار القمح والذرة والنفط شهدت ارتفاعات قياسية في سوق البورصات العالمية متأثرة بالتداعيات المتتالية للأزمة الأوكرانية، وبدرجة أقل بالمخاوف إزاء تبعات تقلبات الطقس في الولايات المتحدة على المحاصيل المقبلة.
ومع التحذيرات الروسية من خطر اندلاع حرب عالمية إلى قصف الجسر الذي يربط منطقة أوديسا بالحدود الرومانية، قال الوسيط المالي داميان فركامبر من شركة إنتر كورتيدج إن “آفاق إيجاد تسوية سريعة للنزاع تتضاءل، وإن الأسواق العالمية تتوقع الأسوأ”.
ووفقًا للمسؤولين الأوكرانيين فإن استهداف القوات الروسية الجسر البري الذي يعبر مصب نهر “دنيستر” يتمثل في إبطاء شحنات الأسلحة الغربية المرسلة إلى كييف، لكن هذا الجسر كان يوفر أيضًا طريقًا لإخراج الحبوب المخزنة في أوكرانيا كونه يتيح الوصول إلى نهر الدانوب وميناء “كونستانتا” الروماني.
وقال فركامبر لوكالة فرانس برس “لقد أمكن إخراج نحو 160 ألف طن من الحبوب من أوكرانيا في مارس/آذار؛ وهذا أقل بكثير عن مليون طن أسبوعيًا قبل الحرب، ولأن حركة نقل الحبوب غير العادية فاقت قدرة المراكز الحدودية البولندية، تم البحث عن طرق أخرى لتسريع الصادرات”.
وكان هذا الجسر فوق نهر “دنيستر” يوفر طريقًا جنوبيًا للوصول إلى نهر الدانوب، مما أعطى الأمل في زيادة أحجام الصادرات، وإذا أغلق الجسر، فإن الطريقين اللذين ما زالا مفتوحين سيمران رغم طول المسافة عبر مولدافيا مع تجنب منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا أو عبر غرب أوكرانيا، باتجاه شمال رومانيا.
بعد دوار الشمس ارتفاع سعر زيت النخيل
إن التهديد بنقص زيت دوار الشمس، بدون الصادرات الأوكرانية ومع فرض روسيا نظام حصص وزيادة ضرائب الصادرات، أدى لتضخم الأسعار الأسبوع الماضي.
ثم أثار إعلان إندونيسيا عن فرض حظر على صادرات زيت النخيل اعتبارًا من يوم الخميس حالة من الذعر في الأسواق.
ارتفاع أسعار الحبوب والزيت لمستويات قياسية
و قال غوتييه لو مولغا من بيت الخبرة “أغريتل” إن “إندونيسيا تريد احتواء الارتفاع في أسعار زيت الطهي في سوقها المحلي، لكن هذا الإعلان عن حظر التصدير لم يكن واضحًا: تحدثت السلطات أولاً عن زيت النخيل من دون تمييز، قبل أن تقول إن الزيت المكرر وحده المستهدف، ثم تعود وتذكر الزيوت الأخرى. كل هذا ساهم في التقلب الكبير في الأسعار”.
نتيجة لذلك، ارتفع زيت النخيل كثيرًا في بورصة كوالالمبور ثم حطم زيت السلجم (كولزا) الجمعة الماضي الرقم القياسي المسجل على الإطلاق ليباع الطن بسعر 1.081.25 يورو في بورصة يورونكست.
هذا الحظر الذي فرضه أكبر منتج لزيت النخيل في العالم يعد “تذكيرًا إضافيًا بضعف سلاسل التوريد الزراعية في بيئة المخزون فيها ضئيل بالفعل وتفاقمت بسبب الخسارة غير المحدد حجمها للصادرات الأوكرانية وتكاليف الإنتاج المرتفعة تاريخيًا”، وفق ما لخصت تريسي ألين الخبيرة لدى المؤسسة الاستشارية “أبحاث جي بي مورغان للسلع الأولية”.
تزايد القلق بشأن المحاصيل
في هذا السياق المتوتر جدًا، يتزايد القلق بشأن المحاصيل في القارة الأميركية. في الولايات المتحدة، يتركز الاهتمام بشكل أساسي على القمح، “بسبب استمرار الجفاف في السهول الجنوبية” وتأخر زراعة الذرة حيث بلغت نسبة البذر 7 في المائة مقابل 15 في المائة في المتوسط” ويعود ذلك هذه المرة للتربة الباردة والرطبة شمال حزام الذرة، على ما أوضح دان سيكندر من مؤسسة “دي سي أناليزيسط.
في بورصة يورونكست، بيع القمح الطري قرابة الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش بسعر 417 يورو للطن، تسليم أيار/مايو، والذرة بسعر 340.25 يورو تسليم حزيران/يونيو. وارتفع سعر زيت الكولزا إلى 1051 يورو للطن تسليم أيار/مايو.
وسبق لمعهد الشرق الأوسط للأبحاث أن حذّر من أن تسهم الحرب الروسية على أوكرانيا في تعطيل إمدادات القمح لمنطقة العالم العربي، الذي يعتمد بشدة على الواردات لتوفير غذائه، مما قد يؤدي إلى تظاهرات جديدة وعدم استقرار في دول عديدة.
المصدر: وكالات