اتسم بالثقافة البصرية وتقديم صياغات فنية حديثة، معرض عصام المأمون.. إبداع على صعيدي الأفكار والابتكار

|| Midline-news || – الوسط …
روعة يونس
يعكس معرض الفنان التشكيلي عصام المأمون، الذي أقامه يوم أمس في صالة “زوايا” بدمشق، وضم 112 لوحة رائعة، تنوعت أحجامها وتقنياتها وأفكارها، لكنها تمحورت جميعاً حول “الإنسان” بآلامه وآماله. أهمية تجربة هذا الفنان السوري.
وصف اللوحات بأنها “رائعة” ليس من قبيل الثناء، بل إنصافاً لجهد المأمون الجبار. على صعيدي الأفكار والابتكار، وأحجام اللوحات التي اعتمدت تقنيات حديثة أبدع في إدخالها على معظم لوحاته الكبيرة (تجاوز أحجام بعضها المترين). وحظي المعرض بحضور كبار الفنانين التشكيليين، ممن تركوا بصمة واضحة في الفن التشكيلي، ونخبة من زملاء وأصدقاء الفنان، وجمهور من المثقفين والإعلاميين ومتذوقي الفن.
محلي بروح عالمية
يكشف المعرض للمتلقي، مدى امتلاك المأمون لمخزون كبير من الثقافة البصرية، وقدرته على تقديم صياغات فنية حديثة، منحت المعرض صبغة العالمية، ليس فقط لضخامة المعرض واللوحات والجمهور الحاضر. بل نظراً لأفكار وآراء الفنان التي شكّلت رؤى، عبر مبادرات جديدة كلياً في استخدام تقنيات ومواد من البيئة لإدخالها على اللوحات، والأهم حسن توظيفها، مثل: الحبال، والخيطان، والأحجار، والحصى، والورق المقوى، والقماش. مع التنبه لجودة وديمومة هذه المواد المسجاة على اللوحات.
وعلى الرغم من وجود العديد من اللوحات صغيرة الحجم، فإنها لم تغادر بدورها جدار الهم الإنساني، مثلها كما اللوحات الكبيرة التي شكّلت عامل جذب للمتلقي، بخاصة أن بعضها (لوحة الدمشقيات) احتاجت إلى شهور طويلة لإنجازها. فيما استلزم المعرض ككل حوالى 3 إلى 4 سنوات خلال الحرب على سورية.
سعادة مفقودة.. وتقنيات موجودة
حضرت “الوسط” الافتتاح، وجالت في المعرض، وتوقفت مع الفنان المأمون تسأله عن الجانب الفكري المتصل بالمعرض، فقال “تحمل اللوحات صرخات إنسانية، فقد عشنا أيام قاسية في الوطن، حوّلت الإنسان إلى فرد مكسور يبحث عن السعادة ولا يجدها. لذا أردت من خلال الـ 112 لوحة أن أعكس الهم الإنساني على اختلاف أنواع هذه الهموم. فإن كانت تختلف في نوعيتها، فهي تتوحد في حزنها وألمها”.
وفيما يخص التقنيات الفنية التي استخدمها، قال “خلال تجربتي الفنية كنت دائم السعي نحو التجريب على صعيد التقنيات لإيجاد صيغ بصرية جديدة تحاكي الإنسان المعاصر من جهة، وتضيف إلى تجربة الفنان من جهة أخرى. وقد ساعدني في إنجاز لوحات المعرض بكل تلك التقنيات التي توفرت في الأعمال الفنية، درايتي بالمفهوم الجديد المختلف للفن، إذ يفرض على الفنان المعاصر والمبتكر أن يقوم بالتجديد ويترك بصمته الذاتية”.