إيلون ماسك.. كيف أصبح الطفل ضحية التنمر أغنى رجل على الأرض؟

عقب استحواذه على موقع تويتر للتغريدات يتساءل العالم اليوم عن إيلون ماسك.. كيف أصبح الطفل ضحية التنمر أغنى رجل على الأرض؟.. و هل ولد وبفمه ملعقة من ذهب؟
من أبرز أقواله “لن أكون سعيدا حتى نهرب من الأرض ونستعمر المريخ”.
إنه رجل الأعمال، المثير للجدل، إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، حسب بيزنس إنسايدر.
تعتبر قصة إيلون ماسك أكثر إثارة من فكرة الملعقة الذهبية الشهيرة، فهناك على أرض “البافانا بافانا”، بريتوريا، في الجنوب الأفريقي، كان المهندس إيرول يقف أمام طائرته الخاصة.
يتذكر مغامراته، هو وزوجته كانا أول من طار من جنوب أفريقيا إلى أستراليا في طائرة ذات محرك واحد.
لقد حان الوقت لمغامرة جديدة مع رفيقته ذات الجناحين، لكنها الرحلة الأخيرة.
ماذا يخطط والد إيلون ماسك؟
اصطحب إيرول الأب المغامر ابنه الصغير في رحلة جوية من بريتوريا إلى لندن، لم يكن الابن يدرك أن أباه يخطط لبيع الطائرة عقب هبوطها في بلاد الإنجليز.
ولم يكن الأب يدرك أن خطته لن تتم كما رسمها؛ بسبب “عطلة دينية” ستجبره على دفع 2000 دولار رسوم عبور طائرته للحدود أو الانتظار 10 أيام.
كذلك لم يملك إيرول المال أو الوقت، ما دفعه لتغيير خطته فقرر الهبوط بطائرته في جيبوتي، ليلتقي هناك بمجموعة من الإيطاليين الساعين لشراء طائرة، وهنا ارتدى الطيار عباءة التاجر
طائرة بثمن بخس
فحدد السعر وأُبرمت الصفقة، واصطحبه المالك الجديد إلى مكتبه حيث خزانة أمواله، ليعطيه 80 ألف جنيه إسترليني من كومة أموال بالخزنة، ومع النقود لم يقدم المشتري الإيطالي مشروبًا لإيرول بل قدم عرضًا لا يُرفض، سأله: هل ترغب في شراء نصف منجم زمرد في زامبيا مقابل نصف ثروتك الجديدة؟
بالطبع وافق إيرول، وامتلك نصف المنجم، فتدفق عليه الزمرد لست سنوات متتالية، ليصطحبه في رحلاته وأيام العطلات العائلية ليبيعه ويحقق منه ثراءً فاحشًا، ويمتلك أموالًا بالقدر الذي لم يكن يتمكن من إغلاق خزانته أحيانًا إلا بواسطة فردين من عائلته!
سر الزمرد.. أولى صفقات إيلون ماسك
تمرّس الأب على بيع الزمرد، والابن الصغير الذي صحب أباه في آخر رحلات الطائرة صار تاجرا شابا يتحسس أولى صفقاته لبيع الأحجار الخضراء البلورية، لكن طموحه كان يكبر سنه، وأراد أن يخطو عقودا في ثوان، فاصطحب شقيقه إلى أحد أشهر صانعي المجوهرات في العالم «Tiffany & Co»، وباعا له زمردتين بمبلغ 2000 دولار.
كان الصبي حينها في السادسة عشرة من عمره، ويدعى إيلون.. إيلون ماسك.
عاد إيلون ووالده إلى بريتوريا بنصف منجم الزمرد الزامبي، ليتنعم الابن بأسلوب حياة فخم بين اليخوت وعطلات التزلج وأجهزة الكمبيوتر، والذي أكسبه –بحسب والده– المغامرة التي ستجعله فيما بعد يضع قواعد جديدة لصناعة السيارات مع “تسلا”، ويتخطى الكوكب مع “سبيس إكس”.
تدل حكايات الأب السابقة بوضوح على عائلة ثرية، لكنها تطرح تساؤلات منطقية، فمن رجل لا يملك قيمة عبور طائرته إلى مالك لنصف منجم زمرد بالصدفة! وعملاق مجوهرات لا يستفسر عن مصدر الزمرد ليستزيد منه؟
هناك بالطبع حلقات مفقودة وتفاصيل مبتورة، في ظل شبهات تطارد الأب خاصة بالعنصرية وتجارة الألغام والزمرد بطرق غير قانونية، يعضد ذلك وصف إيلون لوالده في أحد لقاءاته بأنه “إنسان فظيع، فعل كل الشر الذي يمكن أن تفكر فيه، وارتكب –تقريبًا- كل جريمة يمكن أن تُرتكب”، وعلى الرغم من أن هذا القول جاء في معرض إظهاره بصورة تثير التعاطف كشخص قُمعت مشاعره في طفولته المؤلمة- إلا أنه قول يثير التشكك، في ظل نفي ماسك لحياة الزمرد الرغيدة ووصفها بالكذبة، وتأكيده أنه غادر جنوب أفريقيا في السابعة عشرة من عمره بمفرده مع حقيبة ظهر وحقيبة كتب، وعمل بوظائف بسيطة، والتحق بالجامعة عبر منحة دراسية ومديونيات بلغت 100 ألف دولار بحسب تغريدة لماسك نفسه.
إيلون ماسك.. كيف أصبح الطفل ضحية التنمر أغنى رجل على الأرض؟
ماسك من مواليد 28 يونيو/حزيران عام 1971، في مدينة بريتوريا الجنوب أفريقية، ومنذ طفولته كان مولعا بالابتكار والاختراع.
والدته من أصل كندي، وهي مايا ماسك، والتي كانت تعمل بمجال الموضة، وحين نشأة ماسك كانت والدته تعمل في 5 وظائف مختلفة لدعم أسرتها.
ووالده “إيرول ماسك”، كان رجل جنوب أفريقي ثريا، ويعمل بمجال الهندسة، غير أن انفصال والديه، دفع ماسك لقضاء سنوات طفولته برفقة شقيقه كيمبال وشقيقته توسكا في جنوب أفريقيا.
و في مراحل دراسته بالمدرسة، كان دائم التعرض للتنمر حتى بلوغه سن الـ 15، حين قرر أن يتعلم الدفاع عن نفسه بتعلمه فنون القتال مثل الكاراتيه.
تزوج ثلاث مرات، آخرها من عشيقته الكندية الموسيقية كلير ايليز الملقبة بـ “غرايمز.
نشأته
بعد انفصال والديه في 1979، قرر الطفل ذو التسعة أعوام العيش هو وأخوه الأصغر كيمبال مع أبيهما. لكنه تأسف على ذلك لاحقا في مقابلة مع رولينغ ستون.
في 1983 أي بعمر 12 عاما، باع ماسك لعبة بسيطة تسمى بلاستر إلى مجلة تعنى بالشؤون التقنية بـ 500 دولار.
بعد التعليم الثانوي، ذهب ماسك إلى كندا مع أمه وأخيه واخته توسكا وقضى عامين في الدراسة بجامعة كوينز في اونتاريو.
لكن المقام انتهى به في جامعة بنسلفانيا حيث نال درجات علمية في الفيزياء والاقتصاد.
أولى تجاربه العملية
خلال تعليمه الجامعي في بنسلفانيا، أسس ملهى ليليا مع أحد أصدقائه وكانت أولى تجاربه في ريادة الأعمال.
قدم لجامعة ستانفورد بكاليفورنيا لنيل الدكتوراه، لكن لم يبدأها، وقرر اختبار حظه في قطاع أعمال كان العالم وقتها حديث عهد به، وهو دوت-كوم على الإنترنت.
بعد ذلك أسس هو وأخوه شركة Zip2 بدعم من مستثمري التكنولوجيا في سيليكون فالي. وكانت الشركة بمثابة دليل سفر للصحف الكبرى مثل نيويورك تايمز وشيكاغو تريبيون.
خلال تأسيسه لهذه الشركة، عاش ماسك في مكتبه، وكان يستحم في حمامات جماعية.
لكن شقاءه أثمر حينما اشترت شركة كومباك شركته Zip2 مقابل 341 مليون دولار.
في عام 1999 أسس ماسك شركة “أكس دوت كوم” وهي شركة خدمات مصرفية على الإنترنت، بعد عام دمجها مع شركة مالية يملكها صديق له، نتج عن ذلك تكوين شركة التحويلات المالية السريعة PayPal.
في عام 2002 حصل ماسك على 165 مليون دولار نظير حصته في الشركة بعد بيعها إلى ebay مقابل 1.5 مليار.
إرسال فئران إلى المريخ
قبل بيع Zip2 كان ماسك يحلم بخطوته التالية، وهي إرسال فئران أو نباتات إلى كوكب المريخ.
في عام 2002 أنفق ماسك 100 مليون لإنشاء شركة Space Exploration Technologies أو اختصارا SpaceX.
هدف سبيس أكس طويل المدى، هو جعل السفر إلى الفضاء ميسور التكلفة، وتكللت جهوده الحالية بصنع مركبة الفضاء “دراغون” ثم سلسلة “فالكون” المتميزة.
تسلا وسولار سيتي
انشغالات ماسك بالفضاء لم تصرفه عن الاهتمام بالأرض، فقام باستثمار 70 مليون دولار في شركة تسلا للسيارات الكهربائية التي أسسها مارتن إيبرهارد.
كان لماسك دور رائد في تسلا بعد إنتاج الشركة لسيارة رودتسار في عام 2006.
لكن طموحات الرجل اللا محدودة الهمته إنشاء شركة لإنتاج الطاقة من الشمس سماها “سولار سيتي”.
وما بين سبيس أكس، وتسلا، وسولار سيتي، واندلاع الازمة الاقتصادية في 2008 أوشك الرجل على الانهيار ماديا، خصوصا مع اضطرابات حياته الاجتماعية التي تسببت في انفصاله عن زوجته جستين، بعد ثماني سنوات من الارتباط. وقد أنجب منها ثلاثة توائم، ثم توأم.
بعد ذلك تزوج في 2010 من الممثلة تلولة رايلي في رحلة عائلية شهدت اضطرابات وانتهت بالانفصال التام في عام 2016.
رغم ذلك، اتسعت شهرة الرجل، فقد تعاقدت معه ناسا بـ 1.5 مليار لإرسال معدات إلى الفضاء، فيما حصلت تسلا على مستثمرين خارج الولايات المتحدة. وتم طرح تسلا للاكتتاب العام، فجمعت الشركة ملايين الدولارات.
الرجل الحديدي
إنجازات الرجل كانت مصدر إلهام للمنتجين في هوليوود، كما حدث ولو جزئيا، في سلسلة أفلام “الرجل الحديدي” للمنتج والممثل روبرت داوني.
أفكار ماسك الخارقة والمتميزة لم تتوقف عند هذا الحد. ففي عام 2016 أنشأ شركة “بورينغ” لحفر شبكات الانفاق، وقبل ذلك بعام كون شركة للذكاء الاصطناعي توقف عنها خشية ان يؤدي ذلك إلى ما اسماه “حرب عالمية ثالثة”.
كما كون ماسك في عام 2017 شركة “نيورالينك” لتطوير أجهزة تزرع في دماغ الإنسان.
في عام 2017 واعد الممثلة امبر هيرد، لكن الأمر انتهي بالفشل.
علاقته بترامب
في الجانب السياسي، تعرض الرجل إلى انتقادات بعد انضمامه لمجلس أعمال استشاري تابع للرئيس دونالد لترامب، انسحب منه لاحقا بعد تخلي ترامب عن اتفاقية باريس للمناخ.
في عام 2018 تزوج من المغنية الكندية غرايمز ورزق منها بطفل سمياه X Ash A-12 Musk .
وبالعودة لصعيد الأعمال الذي لا يتوقف، فقد طور ماسك في نهاية 2019 سيارة جديد لتسلا وهي “سايبر ترك”.
من اللافت جدا لماسك تصريحات رددها مؤخرا وهو أنه “لن يمتلك منزلا” رغم محفظته العقارية الضخمة، وإنه سيبيع كل ممتلكاته المادية تقريبا.
هايبر لووب
نفاد ممتلكات ماسك المادية، لا يعني توقفه عن الابتكار.
قرار انضمام تسلا إلى شركة S & P في ديسمبر، كان خطوة ضخمة أسهمت في رفع قيمة أسهم الشركة إلى نصف مليار دولار، وبفضل ذلك أصبح ماسك الأغنى في العالم، متفوقا على مارك زوكر بيرغ (فيسبوك) وبيل غيتس (مايكروسوفت)، وجيف بيزوس (أمازون).
وماسك، يفكر في صنع قطار جديد فائق السرعة باسم هايبر لووب يمكنه نظريا نقل الركاب من لوس أنجلوس إلى سان فرانسيسكو، في 30 دقيقة.
المصدر: وكالات