مهرجان كان.. الأردن والسودان حاضرتان بـ إن شاء الله ولد ووداعاً جوليا

يشارك الأردن والسودان في مهرجان كان السينمائي بنسخته الـ76 لأول مرة، ويحضر البلد المشرقي بفيلم إن شاء الله ولد، الذي يعيد رسم كفاح المرأة في البلاد وبالعالم العربي عموما أمام قوانين ذكورية، قضية الميراث كمثال، التي يعالجها المخرج أمجد الرشيد. أما زميله السوداني محمد كردفاني، فيفتح جراح السودان العميقة المجتمعية والسياسية، من عنصرية، وقبلية وغيرهما، ويأمل أن يعود يوما لبلاده للمشاركة في إعادة بناء الجزء المتعلق باختصاصه المرتبط بالفن السابع.
وتحضر قضية المرأة باستمرار في النقاش العربي، وقد يكون هذا هو المنطلق الذي حفز المخرج الأردني أمجد الرشيد على الخوض في الموضوع عبر “إن شاء الله ولد”، المشارك في مسابقة “أسبوع النقاد” بمهرجان كان السينمائي.
إن شاء الله ولد قضية أرملة..
ويحكي فيلم “إن شاء الله ولد” قضية أرملة تضطر إلى مواجهة قوانين قاسية، ستزيد من معاناتها بعد فقدان زوجها في مجتمع ذكوري لا يرحم. ويتآمر عليها الجميع لتجريدها من الجزء الأكبر من الميراث، فقط لأن زوجها الراحل لم ينجب ولدا ذكرا يخلفه.
ويفضح الفيلم، الظلم الذي تتعرض له هؤلاء النساء في شخص الممثلة منى حوا التي تلعب دور نوال، الزوجة التي فقدت زوجها، حيث تواجه ترسانة من القوانين غير المنصفة، خاصة منها المتعلقة بالإرث، والتي تخول للمقربين من المتوفى الاستفادة من الميراث، لأنه أنجب منها مولودا أنثى فقط.
السودان يفتح جراحه في “وداعا جوليا”..
وعلى غرار الأردن، شارك السودان لأول مرة في تاريخه بمهرجان كان من خلال فيلم “وداعا جوليا” لمحمد كردفاني، ويطرح المخرج التعقيدات المجتمعية والسياسية التي تنخر السودان، وتسببت في معظم مآسيه إن لم تكن كلها. ويضغط بقوة على مكامن الجرح في هذا النسيج المترامي الأطراف.
ويضيف: “الشعور بالذنب هو الذي دفعني إلى كتابة هذه القصة في البداية. عندما رأيت أن نتيجة الاستفتاء بلغت 99 بالمئة لصالح الانفصال، (يقصد انفصال جنوب السودان)، أدركت أن القضية ليست سياسية وإنما عنصرية. وأدركت أيضا أني كنت أنا بدوري مذنبا. وشعرت أني مطالب بأن أبتعد عن بعض الأفكار المحافظة المتوارثة من العائلة والمجتمع.
ويتحدث الفيلم عن قصة جريمة في الخرطوم قبل الاستفتاء الذي منح الاستقلال لجنوب السودان، تورطت فيها امرأة “مونى” التي تؤدي دورها الممثلة إيمان يوسف، وهي من عائلة ثرية وتنتمي إلى الشمال، حيث ستُشغل خادمة من الجنوب، وهي عارضة الأزياء سيران رياك في دور جوليا، للتغطية على قتل زوجها دهسا بالسيارة. وتسجل هذه الجريمة كدفاع عن النفس بحكم العلاقات التي يتمتع بها زوجها.
المصدر: فرانس برس