إضاءاتالعناوين الرئيسية

إعلان موت وشائعة حياة … أحمد علي هلال

إعلان موت وشائعة حياة  … أحمد علي هلال

كثيراً ما يتفاجئ القارئ بإعلان وفاة فنان أو نجم أو شاعر؛ تماماً كما حدث ذلك الأمر مع الشاعر الراحل مظفر النواب قبل وفاته بكثير، وثمة من اعتقد أن -النواب- قد توفي منذ فترة بعيدة.. كذلك مع الشاعر الكبير شوقي بغدادي.. ويحدث هذا الأمر مع نجوم في الفن من أمثال الفنان عادل إمام وسواه الكثير.

ما الذي يحدث في هذا العالم الافتراضي المستعجل على إعلان موت وشائعة حياة، حتى هكذا تتضارب الأخبار لتستقر على نفي هنا أو إثبات هناك؟
هل هو الاستثمار في الموت بقصد إحراز شهرة بعينها، ومن ثم ما الشهرة التي ستدفع جمهور –ذلك الراحل- إلى استحضار ما أمكن من صور التقطت معه وفي مناسبات متعددة، أو التقاط رسائل بعينها، وهذا ما يدفع إلى الكثير من التساؤل الذي يمس طبيعة هذه الثقافة ، وهي ثقافة مركبة بفعل ما يجري من حروب وأزمات !يذهب فيها الكثير من البشر على اختلافهم، إذ إن الحرب قرينة الموت، سواء ما تعلق بنجوم الفن أو سواهم من بشر عاديين، فالأمر ليس محض رغبات تُسقط هنا أو هناك، بقدر ما يمكن لنا أن نتأمل في –هذه الثقافة- العجيبة التي تحتفي بالراحلين أكثر مما تحتفي بمن ظلوا على قيد الحياة، وربما لا يتذكرهم أحد.

إعلان موت وشائعة حياة 
ثمة قصة طريفة في هذا السياق يذكرها الروائي إدواردو غليانو حينما شيع الناس شاعراً بالكاد أن يعرفه أحد، لكن المشيعين كانوا كثر من مشوا في جنازته، وأكثرهم لم يقرأ له حرفاً واحداً!
وفي المشهد الثقافي سيبدو الأمر أكثر تعقيداً لأنه سيقترن بالشهرة، أي شهرة من يكتب عن الراحل ويتذكر مواقف حدثت أو لم تحدث، ومن شأن من يكتب أن ينسب للراحل كلمات بعينها ستبدو وكأنها مأثرة، هذا إذا أدركنا هل قيل ذلك حقاً أم هو من ابتداع الخيال وابتكاره…

حقاً نحتاج لفحص هذه الثقافة بغرابتها وألفتها بآن، أي طبيعة أنساقها الجديدة التي استفادت من حرية النشر في وسائل التواصل الاجتماعي وسهولته وعموميته فالمسألة هنا لا تختص نقاش القدر وتصاريفه، بقدر ما تذهب إلى ذلك النزوع الغريب إلى الاحتفاء بالموت لا الاستثمار في الحياة!
.

*كاتب وناقد فلسطيني- سوريا
.

-لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى