إعلان روسيا الانسحاب من محطة الفضاء الدولية يثير المخاوف

إعلان روسيا الانسحاب من محطة الفضاء الدولية (ISS) بعد 2024 وإطلاق محطة فضائية جديدة خاصة بعد ذلك يثير المخاوف الدولية.
وبحسب موقع “فوكس” الأمريكي فإن برنامج الفضاء الروسي كان يلمح إلى مغادرة الشراكة منذ سنوات، ومع ذلك، يمثل القرار ضربة للتعاون الدولي في الفضاء.
وهددت روسيا بالانسحاب من شراكة محطة الفضاء عام 2021؛ بسبب العقوبات الأمريكية مجددًا. وأصبح الموقف أكثر قتامة في نوفمبر/تشرين الثاني عندما فجرت روسيا قمرا صناعيا للتجسس خارج الخدمة متسببة في آلاف من القطع من الحطام بالفضاء، وسط مخاوف من أن يضر بمحطة الفضاء.
وبالرغم من الأوضاع، حاولت وكالة “ناسا” الحفاظ على مظهر الحياة الطبيعية على متن محطة الفضاء الدولية. ونشرت الوكالة تحديثات بشأن التجارب العلمية التي تجرى على متنها. لكن خلف الكواليس، تسابق الولايات المتحدة لاستكشاف كيف ستبدو محطة الفضاء الدولية بدون روسيا.
وتطوعت شركة واحدة، نورثروب غرومان، لبناء نظام دفع سيحل محل نظام روسيا، واقترح إيلون ماسك عبر “تويتر” أنه بإمكان شركته “سبيس إكس” تقديم المساعدة.
إعلان روسيا الانسحاب من محطة الفضاء الدولية يثير المخاوف
وفي وقت سابق اعتبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، أن قرار روسيا مغادرة محطة الفضاء الدولية بعد عام 2024 يعد تطورا مؤسفا وجاء مفاجئًا لواشنطن.
وقال برايس، في إفادة صحفية: “لقد رأينا تصريحا روسيا بأنها تخطط لمغادرة محطة الفضاء الدولية بعد عام 2024. إنه تطور مؤسف نظرًا للعمل العلمي المهم الذي يجري في محطة الفضاء الدولية، والتعاون المهني القيّم الذي حظيت به وكالات الفضاء لدينا على مر السنين، وخاصة في ضوء اتفاقنا المتجدد بشأن التعاون في مجال الفضاء”.
وتابع برايس: “لقد فوجئنا بالبيان الذي صدر [في روسيا]”.
وفي سياق متصل، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، في تصريحات صحفية: “نحن نستكشف الخيارات للتخفيف من أي آثار محتملة على محطة الفضاء الدولية بعد عام 2024”. وأضاف: “إذا انسحبت روسيا في الواقع، فهذا هو الشيء المسؤول الذي يجب القيام به”.
روسيا تعتزم الانسحاب من محطة الفضاء الدولية
وتأتي ردود الأفعال هذه بعد أن أعلن رئيس مؤسسة “روس كوسموس” الروسية للفضاء، يوري بوريسوف، عن انسحاب روسيا من مشروع محطة الفضاء الدولية بعد عام 2024، على أن يتم إنشاء محطة مدارية وطنية روسية.
وأكد بوريسوف، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء ، على أن روسيا تعمل في إطار التعاون الدولي في محطة الفضاء الدولية، وسوف تفي، بطبيعة الحال، بجميع التزاماتها تجاه الشركاء، إلا أن ذلك يعني أن قرار مغادرة المحطة بعد عام 2024 “قد تم اتخاذه بالفعل”.
وأضاف بوريسوف: “أعتقد أنه بحلول هذا الوقت، سنبدأ في إنشاء محطتنا المدارية الروسية الخاصة”، ووفقا له، سوف تصبح الأولوية الرئيسية لمؤسسة “روس كوسموس” للملاحة الفضائية المأهولة، وأضاف: “سنواصل البرنامج المأهول وفقا للخطط المعتمدة، على أن تكون الأولويات الرئيسية لإنشاء المحطة المدارية الروسية”.
وتابع بورويسوف: “إن صناعة الفضاء تواجه أوقاتا صعبة، حيث أرى مهمتي الرئيسية، جنبا إلى جنب مع زملائي، ليست خفض وإنما رفع المستوى، من خلال تزويد الاقتصاد الروسي بالخدمات الفضائية اللازمة، وعلى رأسها الملاحة والاتصالات ونقل البيانات والأرصاد الجوية والمعلومات الجيوديسية وغيرها”.
وكان الرئيس السابق لمؤسسة “روس كوسموس”، دميتري روغوزين، قد صرح في وقت سابق من حزيران / يونيو الماضي، بأنه على استعداد لاستئناف المفاوضات بشأن تمديد عمل المحطة الفضائية الدولية، بعد عام 2024، فقط في حال تم رفع العقوبات الأمريكية عن صناعة الفضاء الروسية.
من جانبه، صرح المدير التنفيذي لشركة الرحلات المأهولة التابعة لـ “روس كوسموس”، سيرغي كريكاليف، لوكالة “إنترفاكس” الروسية، بأن الشركة لم تحدد موقفها بعد بشأن تمديد استخدام المحطة الفضائية الدولية لرحلاتها.
وكان روغوزين قد صرح، 30 نيسان / أبريل الماضي، بأن الحكومة الروسية قررت توقيت إنهاء المشاركة الروسية في مشروع محطة الفضاء الدولية، وسيتم تحذير الشركاء قبل عام من حلول الموعد.
وفي 12نيسان / أبريل، أعلن كريكاليف، أن “روس كوسموس” تواصل تقييم الحالة الفنية للقطاع الروسي من المحطة الفضائية الدولية، من أجل تمديد عملها، بينما قال: “يعرض شركاؤنا السفر إلى ما بعد عام 2024، وسنواصل تقييم الحالة الفنية لقطاعنا في الوقت الحالي”.
وأُطلقت محطة الفضاء الدولية في عام 1998، وهي مأهولة باستمرار منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2000، بموجب شراكة تقودها الولايات المتحدة وروسيا وتضم أيضا كندا واليابان و11 دولة أوروبية.
وتعتبر الترتيبات بشأن محطة الفضاء الدولية واحدة من الروابط الأخيرة للتعاون المدني بين واشنطن وموسكو، إذ تراجعت العلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بسبب الهجوم الروسي في أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير.
وكانت ناسا وروسكوزموس تجريان محادثات لتمديد مشاركة روسيا في المحطة الفضائية حتى عام 2030، ووافق البيت الأبيض في وقت سابق هذا العام، على خطط ناسا لمواصلة تشغيل المختبر الفضائي حتى ذلك الحين.
المصدر: وكالات