هل تسير أوروبا على طريق الحياد الكربوني بحلول 2050؟
اعتبر مؤيدو حزمة المناخ الخاصة بالاتحاد الأوروبي (التي تحمل اسم “فيت فور 55”) أنها تعد أكبر قانون على الإطلاق لحماية المناخ، حيث أعطى البرلمان الأوروبي مؤخراً الضوء الأخضر لثلاثة مشاريع قانون فارقة، في مسعىً منه إلى خفض انبعاثات دوله من غاز ثاني أكسيد الكربون بواقع 55% بحلول العام 2030، مقارنة بمستويات 1990، في إطار جهود تحقيق الحياد الكربوني حتى العام 2050.
تصويت أوروبي لمصلحة 3 عناصر لتحقيق الحياد الكربوني..
وفي هذا الشأن صوّت البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي بأغلبية واسعة لمصلحة ثلاثة عناصر تشكل المحاور الرئيسة لحزمة “فيت فور 55″، وهي تداول الانبعاثات، وصندوق المناخ الاجتماعي، وفرض رسوم أو ضريبة خاصة بثاني أكسيد الكربون، بينما كانت المفوضية الأوروبية قد قدمت القوانين الثلاثة صيف 2021 في إطار جهود الحياد الكربوني.
ومن أجل تجنب “تسرب الكربون” يشكل تداول الانبعاثات أداة رئيسة لجهود أوروبا في مجال حماية المناخ، حيث يتعين على الشركات شراء شهادات التلوث إذا كان يصدر عنها انبعاثات كربونية، ويجرى الآن تشديد هذا النظام مع خفض كميات التلوث المسموح بها، بوتيرة أسرع مما كان مقرراً سابقاً، ويهدف هذا أيضاً إلى تحفيز الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على رفع سقف أهدافها فيما يتعلق بحماية المناخ.
لا تساهل في تحمّل تكاليف الانبعاثات بدءاً من 2034..
وسيتعين على المنتجين من خارج التكتل، تحمل تكاليف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بدءاً من العام 2034، إذا ما أرادوا بيع منتجاتهم داخل الاتحاد الأوروبي، ويسعى هذا الإجراء إلى ضمان عدم تقويض جهود حماية المناخ حال تحويل عمليات الإنتاج من الاتحاد الأوروبي إلى دول أخرى لديها لوائح تتسم بالتساهل، وتسري هذه القواعد على صناعات الحديد والصلب والأسمنت والألمنيوم، وعلى الأسمدة والكهرباء والهيدروجين، وسيتعين على أي طرف يريد استيراد هذه السلع تعويض الفارق بين سعر ثاني أكسيد الكربون في بلد المنشأ، والسعر الأعلى لكميات الانبعاثات داخل نظام تداول الانبعاثات المعمول به في الاتحاد الأوروبي.
واقترحت إسبانيا في صيف 2022، وضع سقف أقصى لآلية كميات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسموح بها، التي جرت صياغتها لتشجيع جهود الحد من التلوث، ودفع القطاعات المنتجة لمعظم غازات الدفيئة إلى دفع الثمن، فيما تسعى فرنسا إلى خفض بواقع 40% بحلول 2030 مقارنة بمستويات 1990.
المصدر: د ب أ