أمريكا انتخبت: تشبّثوا ! .. بشار جرار – واشنطن

في “ضيعة ضايعة” -أحد أروع المسلسلات السورية الكوميدية-، “قفشات” فكاهية صارت سياسية بامتياز، منها وعيد “الهملالي” بوصول “عواء” الخارجين على القانون لقبرص، ونداء -نخوة أو فزعة- لأهالي الضيعة بأن “تشبّثوا”!
هوى الجمهوريون بمطرقتهم قبل شهرين من استلامها، بمجرد الوصول إلى المقعد رقم ٢١٨، فانتزعوا مطرقة الرئاسة من نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب السابقة للرئيس (المقبل) كيفين مكارثي.
هوت المطرقة على رؤوس “المشبوهين” في أربع تحقيقات على سبيل “فاتح شهية”: البداية ستكون بـ “الكبير” الـ “بيغ غاي”، في لابتوب هنتر جو بايدن، ابن الرئيس الحالي الذي سيقرر بداية العام المقبل فيما إن كان سيترشح عن ولاية ثانية أم لا!.
لافت كان حرص القيادة الجمهورية الراهنة في الكونغرس، عدم نيتها ممارسة الحق التشريعي باستدعاء الرئيس أو ابنه للاستجواب.. قالوا: لن نفعلها كما فعلها الديموقراطيين في “استدعائهم الذي لن ينفذ” للرئيس السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترامب فيما يخص تحقيقات السادس من يناير يوم اقتحام الكونغرس، اليوم الذي كان أسود على الجميع من الناحية الوطنية والحزبية أيضا..
التحقيقات الثلاثة الأخرى ستكون أشد وطأة على بايدن، وأقل استقطابا بين الحزبين، وبين الجمهوريين أنفسهم. سيتم التحقيق في “منشأ كوفيد التاسع عشر”، “تسييس وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالية “إف بي آي”، و الانسحاب الكارثي من أفغانستان، الملف الأهم على الأرجح، من حيث انعكاساته على ساحات مشابهة شرق أوسطية – كشمال شرق سورية..
بمجرد شعور بايدن بخسارة حزبه لمجلس النواب، بدأ يصرح عما يفهم منه حفظاً لـ”خط الرجعة” كما يقال. في السياسة الخارجية، وهو في طريقه إلى قمة العشرين ورغم تعثره مرتين: مرة بين الفلوجة وخيرسون! ومرة أخرى بين كولومبيا وكمبوديا!، تباهى بايدن بترحيب العالم بخسارة ترامب أمامه، مشيراً إلى أنه لو “انسحبت أمريكا من العالم فإن أموراً كثيرة لن تبقى على حالها”، طبعاً على النحو السيء..
فهل تفضي تحقيقات الانسحاب من أفغانستان إلى أي صلة بينها وبين اندلاع حرب أوكرانيا؟ هل تفضي تحقيقات كورونا إلى الكشف عن تسييس أم تدليس أم فساد؟ هل تفضي تحقيقات تسييس وزارة العدل و “إف بي آي” إلى ما كان ومازال ترامب يسميه “مستنقع واشنطن”، والدولة العميقة، ومجمع الصناعات العسكرية، وأحزاب المؤسسة الـ “إستابليشمنت”، وشركات الاحتكار: من المجمع الطبي-الدوائي “بيغ فارما”، إلى عمالقة ال “آي تيك”، إلى منصات التواصل الاجتماعي ببرمجياتها الانتقائية القمعية وحساباته الكاذبة والشبحية، والصحافة المخترقة أو المزيفة؟.
يا جيراننا، هنا وفي كل “ضيعة ضايعة” وفي العالم كله: تشبببثوااا.. داعين العلي القدير أن يصل “عواء” الخارجين على القانون إلى قبرص!
إقرأ أيضاَ .. إحصاءات، دراساات، استطلاعااات للبيع! ..
إقرأ أيضاً .. ما لشام .. وانتخابات أمريكا! ..
*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
المقال يعبر عن رأي الكاتب ..