رصد أصوات غامضة في الغلاف الجوي للأرض

تمكنت بالونات شمسية عملاقة مزودة بميكروفونات حساسة، من التقاط أصوات غير متوقعة (أصوات غامضة) بعد أن وصلت إلى ارتفاع 70 ألف قدم من السطح حيث ولجت داخل طبقة “ستراتوسفير”.
حيث أن “ستراتوسفير” هي الطبقة الثانية من الغلاف الجوي للأرض، وعند مستواها الأدنى توجد طبقة “الأوزون”، التي تمتص أشعة الشمس فوق البنفسجية وتبددها.
الهواء الرقيق والجاف في طبقة “ستراتوسفير”، تصل الطائرات النفاثة ومناطيد الطقس إلى أقصى ارتفاع لها، عبارة عن طبقة جوية هادئة نسبياً، ونادراً ما تتأثر بالاضطرابات.
أصوات غامضة..
واستلهم العالم الرئيسي الإلهام لبحوث استكشاف المشهد الصوتي لتلك الطبقة من خلال دراسته للأصوات منخفضة التردد التي تنتجها البراكين، وتُعرف هذه الظاهرة باسم الموجات فوق الصوتية ولا تستطيع الأذن البشرية سماعها.
وقام بتركيب كاميرات على بالونات الطقس بغية التقاط صور للسماء السوداء في الأعلى والأرض في الأسفل، ومن بعدها قاموا بصنع وإنشاء منطادهم الشمسي بنجاح.
واقترح ربط مسجلات الأشعة تحت الحمراء بالبالونات لتسجيل أصوات البراكين، لكنه أدرك عقب ذلك بالتعاون مع مستشاره جوناثان ليس من جامعة نورث كارولينا، أنه لم يحاول أحد وضع الميكروفونات في البالونات التي تصل لطبقة “ستراتوسفير” لمدة نصف قرن.
تلك البالونات مزودة بأجهزة استشعار أسرع مرتين من الطائرات التجارية.
وفي بالونات الشمسية سجل انفجارات كيميائية ورعداً وأمواج المحيط المتلاطمة والطائرات المروحية وأصوات المدينة وإطلاق الصواريخ الإضافية والزلازل وقطارات الشحن والطائرات النفاثة.
ولقد سجلنا أصواتاً أخرى، ولكن أصلها غير واضح.
وفي تسجيل من منطاد تابع لوكالة “ناسا” يدور حول القارة القطبية الجنوبية، تبدو الموجات فوق الصوتية لتحطم أمواج المحيط وكأنها صوت تنهيدة مستمرة، بيد أن الانفجارات والصدمات الأخرى مجهولة المصدر.
حيث في داخل طبقة (ستراتوسفير) كان بعض الطائرات لديها إشارات غامضة بالأشعة تحت الحمراء بضع مرات في الساعة، لكن مصدرها غير معروف تماماً.
وأجرى بومان ومعاونوه البحث باستخدام بالونات “ناسا” ومقدمي خدمات طيران آخرين، لكنهم قرروا بناء بالونات خاصة بهم؛ إذ يتراوح قُطر كل منها من 6 إلى 7 أمتار.
شريط الشحن وغبار الفحم..
ونبه إلى أنه بالإمكان العثور على مواد صنع تلك البالونات في متاجر مستلزمات الأجهزة والألعاب النارية، بالإضافة إلى إمكانية تجميع البالونات في ملعب كرة سلة.
كل بالون مصنوع من بلاستيك الرسام وشريط الشحن وغبار الفحم، وتكلفة الواحد قد تصل إلى نحو 50 دولاراً.
يمكن لطاقم مكون من شخصين بناء بالون واحد خلال زمن لا يتجاوز 3 ساعات ونصف الساعة، وإذا جرى إطلاقه في يوم مشمس بعد امتلائه بالهواء، فيمكن أن يحمل ما يزن رطلاً واحداً، وأن يصل إلى ارتفاع 70 ألف قدم.
وعادة ما يتم وضع غبار الفحم داخل تلك البالونات لتعتيمها، وعندما ينعكس ضوء الشمس عليها فإن الهواء الموجود بداخلها يجعلها تطفو في الجو وتحلق بعيداً.
المصدر: ترجمات