أزمة مكارثي تفكك سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب الأمريكي

بدأ الزعيم الجمهوري في مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي، أول أسبوع، متبنياً نبرة تحدٍ، ومصراً على عدم التخلي عن هدفه حتى إعلانه رئيساً.
والثلاثاء الماضي، قال مكارثي، إنه لا يمانع تسجيل رقم قياسي في أكثر عدد جولات تصويت على منصب رئيس مجلس النواب بما أنه صاحب أطول خطاب على الإطلاق في المجلس، حسب صحيفة “الغارديان” البريطانية.
مكارثي في طريقه إلى “النواب”..
وبحلول يوم أمس الجمعة، كان مكارثي في طريقه إلى لوفاء بهذا التعهد، وعندما أرجأ مجلس النواب جلساته، مساء الخميس الماضي، كان الزعيم الجمهوري قد فشل بالفعل في 11 جولة من التصويت للفوز برئاسة المجلس.
ومثّل ذاك الجمود المرة الأولى خلال 163 عاماً التي يتطلب فيها الأمر أكثر من تسع عمليات اقتراع لاختيار رئيس مجلس النواب، واجتذب هذا العرض المحرج تمحيصاً دولياً، وأثار مزيداً من التساؤلات بشأن مستقبل الحزب الجمهوري، إضافة إلى الكونغرس الأميركي، ومع وجود أغلبية ضئيلة في مجلس النواب، اعتبرت صحيفة “الغارديان” أن أي رئيس جمهوري للمجلس سيواجه عقبات كبيرة في محاولة الدفع بالتشريعات.
وعندما يتعلق الأمر بمشروعات القوانين التي يجب تمريرها مثل حزمة للتمويل الحكومي أو زيادة في سقف الدين، يمكن أن يهدد الخلل الجمهوري الذي ظهر خلال انتخابات رئاسة مجلس النواب صحة ومشروعية الحكومة الأميركية واقتصادها، وذكرت “الغارديان” أن التأخر في اختيار رئيس للمجلس أثّر بالفعل على مكاتب الكونغرس، حيث منع أعضاء مجلس النواب من التواصل مع الوكالات بشأن طلبات التأسيس أو تلقي إحاطات سرية.
وكتب “بريندان باك” وهو مستشار كبير سابق للقادة الجمهوريين في مجلس النواب، خلال افتتاحية بصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية هذا الأسبوع: “إذا كان الجمهوريون غير قادرين على حشد الأصوات لرئيس مجلس النواب، بات واضحاً من البداية أنه لا يمكن الاعتماد عليهم للوفاء بالمسؤولية الأساسية للكيان”، وأوضح “باك” أنه بغض النظر عمن يتولى رئاسة مجلس النواب، سيترك ذاك المشهد المطول، الأغلبية الجمهورية متضررة بشكل ميؤوس منه من البداية، إلى جانب مؤسسة مجلس النواب نفسها.
ويمكن إرجاع سبب أزمة مكارثي إلى حوالي عشرين عضواً من الحزب الجمهوري في مجلس النواب الذين رفضوا دعم ترشحه، ودفع المشرعون المتشددون من أجل إجراء تغييرات بالقواعد، بين مطالب أخرى، قبل تفكيرهم حتى في دعم مكارثي.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن بعض تلك التغييرات ستجبر مكارثي بالضرورة على قيادة مجلس النواب بيد واحدة مقيدة، حيث اقترح هذا التحالف المناهض لمكارثي تمكين عضو واحد فقط من الدعوة للتصويت على الإطاحة برئيس مجلس النواب، وهو أمر من شأنه أن يضع نهاية سريعة لفترة ولاية القائد.
إقرأ أيضاً:الحزب الجمهوري ينتزع السيطرة على مجلس النواب الأميركي بعد حصوله على 218 مقعداً..
تابع المزيد من الأخبار والمواضيع التي تهمك عبر صفحاتنا فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter