اقتصاد

هل انتهت أزمة انهيارات البنوك الأميركية؟

تتوالى مشكلة انهيارات البنوك الأمريكية فصولاً في الأيام الأخيرة حيث هبطت أسهم بنك “فيرست ريبابليك” عقب بيانات مالية سيئة وهوى سهم البنك بنسبة 15% ليضيف إلى الخسائر الهائلة في قيمته السوقية، واضطرت البورصة الأميركية في “وول ستريت” بنيويورك إلى وقف التداول على أسهم البنك أكثر من مرة مع انهيار أسهمه نتيجة عمليات البيع المكثفة.

نزيف هائل للإيداعات بعد أزمة انهيارات البنوك..

خسر بنك “فيرست ريبابليك” نحو نصف قيمته السوقية، وجاء الانهيار في أسهمه بعد يوم واحد من إفصاحه المالي عن الربع الأول، حيث أظهرت بياناته نزيفاً هائلاً للإيداعات خصوصاً الشهر الماضي في أعقاب اندلاع أزمة انهيارات البنوك الأمريكية.

وأظهرت البيانات المالية ربع السنوية للبنك، أنه خسر ما يصل إلى 100 مليار دولار من إيداعات العملاء في ربع العام المنتهي بنهاية مارس/ آذار، وكان القدر الأكبر من السحب في فترة انهيار البنوك وأعقابها، ورغم أن “فيرست ريبابليك” يشبه سلسلة البنوك الإقليمية التي تواجه مشاكل، أي صغيرة ومتوسطة الحجم، فإن أغلب عملائه من الأثرياء، وبالتالي تتجاوز إيداعاتهم 250 ألف دولار، وهو الحد الأعلى للحماية من قبل المؤسسة الفيدرالية للتأمين على ودائع البنوك.

وأكدت السلطات الأميركية أن أزمة انهيار البنوك لن تنشر عدوى في القطاع المصرفي كله، حيث كرر كبير موظفي البيت الأبيض جيف زينتس تأكيده أن النظام المصرفي “سليم وجيد” محاولاً طمأنة المودعين، مشيراً إلى أن وزيرة الخزانة جانيت يلين ورئيس الاحتياطي الفيدرالي أشارا مراراً وتكراراً إلى أنهما سيستخدما الأدوات المتاحة لهما لدعم القطاع المصرفي إذا تطلب الوضع ذلك.

مخاوف متزايدة من انتشار العدوى في البنوك..

وذكر محللون أن الأسواق ليست مطمئنة، بل إن الأيام المقبلة قد تعيد حالة الاضطراب التي صاحبت انهيارات البنوك الأمريكية الشهر الماضي وتزيد المخاوف من انتشار العدوى في القطاع المصرفي، ومع أن كبار المسؤولين في بنك “فيرست ريبابليك” سارعوا إلى طمأنة المحللين والأسواق، إلا أن فرص البنك لوقف الانهيار تبدو ضئيلة، إذ من غير المتوقع أن تضخ بنوك كبيرة أموالاً إضافية في البنك المتعثر تجعلها منكشفة على مخاطر أكبر، وفي محاولة لتوسيع قاعدة عملاء البنك، قال مسؤولوه إنهم سيستهدفون عملاء جدداً من الأعمال الصغيرة والمنظمات غير الربحية، كما أعلن البنك خطة لتسريح عمالة بنسبة 20 إلى 25% لتقليل التكاليف.

ومن الواضح أن التدخل السريع من قبل وزارة الخزانة والاحتياطي الفيدرالي والمؤسسة الفيدرالية للتأمين على ودائع البنوك الشهر الماضي للتعامل مع أزمة انهيار مصرفي “سيليكون فالي” و”سيغنيتشر” لم تهدّئ من المخاوف، وما زال كثيرون يعتقدون أن أزمة البنوك لم تنتهِ بعد.

المصدر: إندبندنت

صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى