أرمينيا وأذربيجان تتوصلان لاتفاق اطلاق نار هش.. بعد اشتباكات حدودية عنيفة
باشينيان: 49 قتيلا في أرمينيا جراء القصف الأذربيجاني حتى الآن

أرمينيا وأذربيجان تتوصلان لاتفاق اطلاق نار هش لم يدم طويلا..بعد اشتباكات حدودية عنيفة، حيث ذكرت أذربيجان أن غريمتها أرمينيا خرقته بعد دقائق من دخوله حيز التنفيذ.
فيما نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان قوله إن 49 جنديا قتلوا خلال اشتباكات ليلية مع أذربيجان.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعربت، عن قلقها البالغ إزاء التدهور الحاد للوضع في مناطق معينة من الحدود الأرمنية- الأذربيجانية ليلة 13 أيلول /سبتمبر من هذا العام.
ودعت الوازرة، في بيانها اليوم، الأطراف إلى الامتناع عن المزيد من تصعيد الموقف، وطلبت منهم التحلي بضبط النفس والالتزام الصارم بوقف إطلاق النار وفقا للبيانات الثلاثية لقادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا في 9 تشرين الثاني /نوفمبر 2020 و 11 كانون الثاني /يناير و 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021.
وقالت الخارجية الروسية: “نأمل في أن يتم بشكل كامل تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه نتيجة للوساطة الروسية لوقف إطلاق النار من الساعة 9.00 بتوقيت موسكو في 13 أيلول /سبتمبر من هذا العام. ولا نزال كما في السابق، ننطلق من أن جميع النزاعات بين أرمينيا وأذربيجان يجب حلها حصرا بالوسائل السياسية والدبلوماسية. أما بخصوص الحدود، فيجب أن تحل الخلافات في إطار عمل اللجنة الثنائية لترسيم الحدود الأرمينية – الحدود الأذربيجانية”.
أرمينيا وأذربيجان تتوصلان لاتفاق اطلاق نار هش.. بعد اشتباكات حدودية عنيفة
وقال باشينيان في خطاب أمام البرلمان إن باكو هاجمت مواقع أرمينيا خلال الليل وإن القتال مستمر.
وتبادلت باكو ويريفان اللوم في التوترات التي اندلعت خلال الليل، في أحدث تصعيد في الأعمال القتالية المستمرة منذ عقود بسبب منطقة ناغورني قرة باغ المتنازع عليها.
وصباح اليوم الثلاثاء، اندلعت عدة اشتباكات على الحدود بين البلدين، أسفرت عن مقتل عدد من العسكريين، في أحدث تصعيد للعنف بين الدولتين.
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية، في بيان، إن “قوات الجيش شنت عدة هجمات على الحدود مع أذربيجان ردا على استفزازات أذربيجانية”.
وأضافت أن “القوات الأذربيجانية قصفت عدة مدن حدودية ما أسفر عن سقوط جرحى وقتلى”.
وتابعت: “القوات الأذربيجانية هاجمت مواقع أرمينية في ثلاثة أماكن بالمدفعية والأسلحة ثقيلة العيار”.
بدورها.. أشارت وزارة الدفاع الأذربيجانية في باكو، في بيان، إلى أن “محاولة تخريب أرمينية واسعة النطاق” قد تسببت في اندلاع القتال.
وأضافت أنّ القصف الأرميني أسفر عن “خسائر في صفوف العسكريين (الأذربيجانيين)”، من دون تحديد عددهم.
من جانبه أكد وزير خارجية أذربيجان جيهون بيراموف، أن أرمينيا قامت بعمليات تحشيد عسكري خلال الفترة الماضية على الحدود، محذرا من أن هذا يؤكد عزمها التحضير لـ”عملية عسكرية واسعة النطاق”.
وأشار بيراموف، خلال اتصال هاتفي مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبا، إلى أن “بلاده حريصة على خفض التصعيد على الحدود مع أرمينيا”.
وكانت أرمينيا اتهمت أذربيجان الأسبوع الماضي، بقتل أحد عسكرييها في تبادل لإطلاق النار على الحدود بين البلدين.
وتهدّد أعمال العنف هذه بإعادة إشعال النزاع في منطقة ناغورني كاراباخ، على الرّغم من وجود قوات روسية مكلّفة الإشراف على وقف إطلاق النار الساري بين أرمينيا وأذربيجان منذ انتهت الحرب الثانية بينهما.
ردود فعل دولية
وقد استدعت التطورات الأخيرة ردود فعل دولية، ولا سيما بعد انهيار وقف إطلاق النار بين البلدين بعد دقائق من بدء تنفيذه.
و أعلنت الرئاسة الفرنسية، أنها “ستحيل موضوع الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان إلى مجلس الأمن الدولي”.
في حين دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي مع رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان إلى ضرورة خفض التصعيد على الحدود مع أذربيجان.
وفي سياق متصل، أكد رئيس وزراء أرمينيا هاتفيًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لن تقبل “استفزازات” أذربيجان على الحدود.
بدوره، عبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن القلق الشديد إزاء الاشتباكات على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، داعيا إلى خفض التصعيد فورا.
في السياق نفسه، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر کنعاني، عن قلقه من تشدید التوتر و الاشتباكات الحدودیة بین جمهوریتي أذربیجان وأرمینیا، ودعا إلى تسویة الخلافات عبر الطرق السلمیة وبناء علی القانون الدولي بین البلدين.
وجدد کنعاني رفض إيران لحدوث أي تغییر علی الحدود الأذربیجانية والأرمينية، معلناً استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة لتسوية الخلافات بین البلدين الجارين.
من جهته، دعا وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أرمينيا إلى وقف “الاستفزازات والتركيز على مفاوضات السلام مع أذربيجان”.
يشار إلى أن أذربيجان وأرمينيا اتفقتا على وقف لإطلاق النار بينهما، منذ صباح اليوم، قبل أن ينهار الاتفاق بعد دقائق من دخوله حيز التنفيذ اليوم.
أرمينيا وأذربيجان تتوصلان لاتفاق اطلاق نار هش لم يدم طويلا
ويخوض البلدان صراعا منذ عقود حول منطقة ناغورني كاراباخ التي كانت تضم تاريخيا أغلبية من السكان الأرمن لكنها كانت جزءا قانونيا من أذربيجان في ظل حكم السوفيات.
وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، أعلنت منطقة ناغورني كاراباخ استقلالها عن باكو تحت اسم جمهورية آرتساخ، بدعم من يريفان، مما أثار حربا استمرت ثلاث سنوات.
وانتهت الحرب في عام 1994، مع انتصار أرمينيا، وظلت كاراباخ لمدة ربع قرن تحت السيطرة الأرمينية الفعلية، على الرغم من أن وضعها لم يكن معترفا به دوليا أبدا.
وبعد عقود من الجمود، استعادت أذربيجان فجأة أجزاء كبيرة من هذه المنطقة في حملة عسكرية عام 2020، مما أجبر أرمينيا على تقديم تنازلات إقليمية كبيرة.
يذكر أن اتفاقاً لوقف إطلاق النار في ناغورني كاراباخ بدأ يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2020، بعد معارك استمرت نحو شهر ونصف الشهر، وأسفرت عن سيطرة أذربيجان على أجزاء واسعة من الإقليم.
كما نصَّ إعلان وقف إطلاق النار، الذي تمَّ برعاية روسية، على توقف القوات الأرمينية والأذربيجانية عند مواقعها الحالية، وانتشار قوات حفظ السلام الروسية على امتداد خط التماس في ناغورني كاراباخ، وعند الممر الواصل بين أراضي أرمينيا وكاراباخ.
وأعلنت أذربيجان مطلع أغسطس/آب الماضي سيطرتها على العديد من المواقع وتدمير أهداف أرمينية في ناغورني كاراباخ ، خلال تصعيد قتل فيه 3 أشخاص وعزز مخاوف من عودة الحرب.
واندلعت الحرب الأولى عام 1990 وأودت بحياة أكثر من 30 ألف شخص في ناغورني كاراباخ.
المصدر: وكالات