“غلوبال ريسيرش”: آليات تجارية دولية للتخلص من هيمنة الدولار

تتحدث “غلوبال ريسيرش” عن آليات تجارية دولية للتخلص من هيمنة الدولار، ففي 20 آذار الماضي، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، وفي تصريحاته لوسائل الإعلام الروسية قبل الاجتماع، أعرب شي عن تحمسه لأن “التجارة بين الصين وروسيا تجاوزت 190 مليار دولار أمريكي العام الماضي، بزيادة 116 في المائة عن السنوات العشر الماضية.
كما قال بوتين لوسائل الإعلام الصينية: إن حصة التسويات بالعملات الوطنية من كل تلك التجارة آخذة في الازدياد، وإن 65٪ من تلك التجارة الضخمة بين الصين وروسيا تجري الآن بعملتيهما الروسية والصينية.
هيمنة الدولار في طريقها للزوال..
على الرغم من أن الولايات المتحدة تعتبر روسيا والصين أكبر تهديد لموقعها في العالم، إلا أن أعداء أمريكا ليسوا وحدهم من يفرون من الدولار، فقد ألمح أقرب أصدقائها إلى ذلك أيضاً، فبعد اجتماعاته مع الرئيس شي في الصين، فاجأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واشنطن من خلال دعوته أوروبا لتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي خارج الحدود الإقليمية.
هذه الدعوات للهروب من الدولار ليست اقتصادية فحسب، بل هي جيوسياسية، إنها دعوات لإعادة تشكيل النظام العالمي من خلال تحدي الهيمنة الأمريكية والدعوة إلى التعددية القطبية.
لم يؤد احتكار الدولار إلى ضمان ثروة الولايات المتحدة فحسب، بل إنه أكد قوتها، فمعظم التجارة الدولية تتم بالدولار، وغالباً ما سمحت هيمنة الدولار هذه لواشنطن بإملاء التوافق الأيديولوجي أو فرض تعديلات هيكلية اقتصادية وسياسية على البلدان الأخرى، كما سمح لها بأن تصبح الدولة الوحيدة في العالم التي يمكنها معاقبة خصومها بشكل فعال، فالتحرر من هيمنة الدولار هو التحرر من الهيمنة الأمريكية.
كما أثبتت الولايات المتحدة مؤخراً، فإن احتكار الدولار يسمح له بأن يصبح سلاحاً قوياً وسريعاً، فيمكن أن تكون أموال الدول رهينة، ويمكن إجبار البلدان وتجويعها للالتزام بالعقوبات كما حدث في كوبا وفنزويلا وأفغانستان وإيران وروسيا.
قالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إن هناك خطراً عندما نستخدم العقوبات المالية المرتبطة بدور الدولار والتي يمكن أن تقوض هيمنة الدولار بمرور الوقت، وأوضحت أن ذلك بالطبع يخلق رغبة لدى الصين وروسيا وإيران لإيجاد بديل.
الهند قوة اقتصادية متنامية..
أما الهند، وهي قوة اقتصادية متنامية، زادت بشكل كبير من تجارتها مع روسيا، فقد بدأ البلدان الآن مناقشات حول اتفاقية التجارة الحرة بين الهند واللجنة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية بقيادة روسيا، وينخرط البلدان الآن في مفاوضات متقدمة من أجل معاهدة استثمار ثنائية جديدة.
وأعربت روسيا عن اهتمامها باستخدام العملات الوطنية للدول الصديقة في التجارة، والهند، أيضاً كانت حريصة على التحرك نحو ترك الدولار وراءها من خلال زيادة استخدام عملتها الروبية للتجارة مع روسيا، حيث بدأت مؤخراً في شراء بعض النفط الروسي بالروبل.
وربما كان الأمر الأكثر إثارة للدهشة بالنسبة للولايات المتحدة هو القرار الذي اتُخذ في اجتماع 30-31 آذار لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في رابطة دول جنوب شرق آسيا ( إندونيسيا وتايلاند والفلبين وسنغافورة وفيتنام وكمبوديا ولاوس وماليزيا وميانمار وبروناي، الآسيان)، لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.
المصدر: غلوبال ريسيرش