آراكس شيكيجيان أول مطربة أوبرا في سورية.. لا تعنيها الشهرة لأنها تعشق الفن لذاته وتلامذتها ماجدة وجوليا ونجوى كرم

|| Midline-news || – الوسط …
روعة يونس
منذ طفولتها عشقت آراكس شيكيجيان (أول مطربة أوبرا سورية) الغناء واكتشفت موهبتها وصوتها العظيم.. وعلى الرغم من أنها تنتمي إلى عائلة موسيقية، وشقيقها الأكبر درس الموسيقى في أوروبا، إلا أن أهلها عارضوا رغبتها! وفضلوا إن رغبت بالسفر خارج سورية فلأجل دراسة الطب وليس الموسيقى والغناء!
لكن شقيقها الموسيقي ساندها وأطلق في أجواء العائلة مقولة غيّرت الوضع حين قال “دعوها تطلع موسيقية ناجحة، أفضل ما تطلع طبيبة فاشلة”.
هكذا كانت البداية لابنة الـ18 عاماً. حيث قصدت آرمينيا عام 1975 ودرست في “معهد كوميداس العالي للموسيقى” في يريفان، عاصمة أرمينيا السوفيتية آنذاك وتخرجت العام 1983 حاصلة على ماجستير في كل من الغناء الأوبرالي وتدريسه بدرجة امتياز تحت إشراف الأستاذة التي تشيد دائماً بفضلها على مسيرتها البروفيسورة داتفيك سازانداريان.
“الرجوع إلى سورية”
عادت آراكس إلى سورية وعملت في التدريس، وأقامت العديد من الحفلات حول العالم بوصفها أول مطربة أوبرالية في العالم العربي.
ومثلت سورية في مسابقة الغناء الكلاسيكي بكوريا الديمقراطية في العام 1991 ونالت الجائزة الذهبية فيها، كما نالت العديد من الجوائز العالمية في أوروبا. ثم أنشأت مدرسة فنية في مدينتها حلب، وكرست كل علمها وجهدها لتنمية الأصوات الأوبرالية وصقلها، بحيث بات الآن هناك عشرات من نجوم الفن الأوبرالي كانوا تلامذتها مثل (غادة حرب، لبانة قنطار، تالار دكرمنجيان، رازق فرانسوا بيطار، سوزان حداد، ايلي فرنسيس) وكثر غيرهم.
“مزيج حضارتين”
احتضنت نجمتنا الفن الأوبرالي بقوة، وبرعت في تقنياته بحيث رأت أن الفن الأوبرالي يصلح لكل أنواع الغناء بما فيه الشرقي. وشكّل انتماء آراكس إلى سورية بلد الحضارة والثقافة، وإلى جذورها الآرمينية بلد عشاق الفن بأنواعه، مزيجاً رائعاً لشخصية متفردة في هذا الفن الصعب.
قبل الحرب على سورية قصدت آراكس دمشق عام 2008 ودرست في المعهد العالي للموسيقى. وبدا كما لو أنها نست نفسها وحفلاتها لأجل طلابها. وكانت تقول “يستحق الغناء الأوبرالي كل ما قدمت وأقدم له. فأنا لا تعنيني الشهرة، بل أعشق الفن لأجله لذاته، وأؤمن بدوره في تقدم الشعوب ونهضتها”.
“أستاذة النجوم”
آراكس التي تقول في لقاءاتها و المحافل الموسيقية “وجدت المكان الملائم لموسيقاي وفني في سورية.. بلدي وطني” اضطرت بعد نشوب الحرب إلى السفر والإقامة في لبنان”. وباتت تدرس كبار نجوم الأغنية مثل (ماجدة الرومي، جوليا، نجوى كرم). بخاصة أنها وجدت أن التعامل مع النجوم المحترفين مريح ورائع لأن كل منهم مثقف موسيقياً.
حظيت آراكس شيكيجيان..التي أدخلت الفن الراقي ومدرسة الغناء الاوبرالي إلى سورية والمنطقة، بالعديد من الجوائز وشهادات التقدير والتكريم، بخاصة أنها حفرت اسمها بمجهودها الطويل كأول مغنية أوبرا في سورية ورفعت بمشاركتها اسم سورية في أكبر مسارح الاوبرا في العالم، ومن أهمها ايطاليا.